كتبت “المركزية”:
يلاحظ اي مراقب للتطورات السياسية في لبنان ان الحضور الخليجي سياسةً واقتصاداً وسياحةً في “اضعف مراحله”، وان بيروت التي لطالما شكّلت وجهة “الخليجيين” على الصعد كافة تراجعت الى مستويات متدنية في سلّم إهتماماتهم لاعتبارات عديدة ابرزها سياسية مرتبطة بـ”حزب الله” ودوره الى جانب مشروع ايران في المنطقة.
ولعل المثال الاحدث على تراجع الحضور الخليجي ظهر في مجريات المؤتمر الدولي الانساني لشعب لبنان الذي دعا اليه الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الاسبوع الفائت، حيث بدت دول الخليج التي شاركت في المؤتمر مثل السعودية والامارات غير متحمّسة لمساعدة لبنان وغير معنية او مهتمة بما وصلت اليه احوال بلد الارز ما دام المسؤولون اللبنانيون انفسهم غير مهتمين بمصير بلدهم الذاهب الى الزوال.
وتراجع الحضور الخليجي عن مجريات مؤتمر الدعم سبقته خطوات دبلوماسية في بيروت. فالسفير السعودي وليد بخاري موجود خارج لبنان منذ مدة من دون تحديد موعد عودته، كما ان السفير الاماراتي حمد الشامسي انهى مهامه الدبلوماسية في لبنان وسط معلومات بان بلاده تعتزم خفض التمثيل الدبلوماسي من مستوى سفير الى قائم بالاعمال.
ويأتي كل ذلك في وقت يجد اللبنانيون صعوبة في الحصول على تأشيرات دخول الى الامارات ودول خليجية اخرى، على رغم ان سفير لبنان في الامارات فؤاد دندن اوضح في تصريح اليوم ان السفارة لم تتلقَ اي قرار رسمي بوقف التأشيرات للبنانيين، عازياً عدم الحصول عليها في الفترة الاخيرة الى ضغط في “السيستام”.
على اي حال، وبإنتظار “تحرّك” المعنيين في لبنان لمعرفة حقيقة الخطوات الخليجية، ينقل سياسيون عن مسؤولين خليجيين لـ”المركزية” قولهم “ان بيروت امام اسابيع مفصلية لتحديد علاقتها بدول مجلس التعاون الخليجي، فاما تكون حيث يجب ان تكون الى جانب اشقائها العرب، وبالتالي تُرمّم علاقتها بالخليج من خلال وقف الحملات الاعلامية والسياسية التي تتناول هذه الدول، لاسيما السعودية من قبل حلفاء ايران في لبنان وعلى رأسهم حزب الله الذي عليه وقف الدعم العسكري للحوثيين في اليمن، والا فلتتحمّل نتائج سياساتها وتبقى في الحصار فتخنق شعبها اكثر وتعزل نفسها عن محطيها العربي”.
وتكفي العودة الى تصريح وزير الخارجية السعودية فيصل بن فرحان آل سعود منذ ايام “ان اهم ما يمكن للبنان ان يقوم به هو مساعدة نفسه، فالوضعان السياسي والاقتصادي في لبنان هما ثمرة طبقته السياسية التي لا تقوم بالتركيز على تحقيق الرخاء لشعب لبنان”، لإستنتاج “المطلوب” خليجياً من سياسيي لبنان.
وفي الاطار، يتخوف دبلوماسي عربي مطلع عبر “المركزية” من ان لبنان مقبل على “كارثة حقيقية” مع دول الخليج تكون ابرز تجلّياتها وقف تأشيرات دخول اللبنانيين الى الدول الخليجية كافة كما تفعل الامارات”.