قال زعيم فصيل “عصائب أهل الحق” المنضوي ضمن “الحشد الشعبي” في العراق قيس الخزعلي، الخميس، إن “هدنة الفصائل المسلحة مع الجانب الأمريكي قد انتهت”.
وأضاف الخزعلي، في مقابلة صحفية بثها التلفزيون الرسمي العراقي، أن “انتهاء هدنة الفصائل جاء بعد انتهاء الانتخابات الأمريكية، فضلا عن عدم تحقق الشروط التي حصلت على أساسها الهدنة”.
وأردف أن الشروط التي تتوقف بموجبها العمليات العسكرية تتمثل “بعدم إبقاء أية قاعدة عسكرية غير عراقية في البلاد، وأن تكون السيادة العراقية على الأرض والسماء، مع وجود فني (أمريكي) تحدده الحكومة العراقية”.
و”عصائب أهل الحق” من أبرز الفصائل الشيعية العراقية المسلحة المقربة من إيران.
وكشف الخزعلي، عن “وجود اختلاف في وجهات النظر بين الفصائل المسلحة إزاء قصف المنطقة الخضراء” التي تضم مقار حكومية ودبلوماسية، بينها السفارة الأمريكية، مؤكدا أنه “يتبنى الاتجاه الذي لا يفضل قصف السفارة الأمريكية”.
وتعرضت المنطقة الخضراء وسط بغداد، الثلاثاء، لهجوم بالصواريخ هو الأول من نوعه خلال نحو 5 أسابيع، إثر إعلان جماعة تطلق على نفسها اسم “المقاومة العراقية”، في 10 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، إيقاف عملياتها ضد القوات والمصالح الأجنبية وخاصة الأمريكية في العراق، لإتاحة الفرصة أمامها للانسحاب من البلاد.
وجاء الهجوم بعد وقت قصير على إعلان وزير الدفاع الأمريكي بالوكالة كريستوفر ميللر، خلال مؤتمر صحفي، قرار بلاده سحب 500 جندي من العراق من أصل 3000.
وكانت “الهيئة التنسيقية للمقاومة العراقية” أعلنت مطلع أكتوبر الماضي، تبنيها لهجمات استهدفت مصالح أجنبية في البلاد، في أول إعلان من نوعه بعد تصاعد الهجمات في الأسابيع الأخيرة من سبتمبر/ أيلول الماضي، موضحة “وقف الهجمات بشروط”.
وهذه الهيئة غير معروفة في العراق، ويعتقد أنها تضم فصائل شيعية مسلحة بينها “كتائب حزب الله العراقي”، و”عصائب أهل الحق”، و”حركة النجباء”، بحسب مصادر محلية.
وتتهم واشنطن فصائل عراقية مسلحة مرتبطة بإيران بالوقوف وراء الهجمات التي تستهدف سفارتها وقواعدها العسكرية التي ينتشر فيها الجنود الأمريكيون في العراق.
وكانت فصائل شيعية مسلحة من بينها كتائب حزب الله العراقي المرتبطة بإيران، قد هددت باستهداف مواقع تواجد القوات الأمريكية في العراق، في حال لم تنسحب امتثالا لقرار البرلمان القاضي بإنهاء الوجود العسكري في البلاد.
وصوت البرلمان العراقي في 5 يناير/ كانون الثاني الماضي، بالأغلبية على إنهاء التواجد العسكري الأجنبي على أراضي البلاد، إثر مقتل قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني، برفقة نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس، في قصف جوي أمريكي قرب مطار بغداد الدولي.
وفي ملف آخر، حذر الخزعلي من “إشراف الأمم المتحدة على الانتخابات العراقية العامة المقبلة”.
وقال: “نحذر من الإشراف والتدخل التفصيلي في الانتخابات النيابية المقبلة، لأن المبعوثة الأممية جينين بلاسخارت منحازة وغير محايدة، وظهر ذلك في انحيازها في الفترة الماضية” (دون توضيح مزيد من التفاصيل).
وأضاف الخزعلي: “لا بأس برقابة فقط، وحتى لو كان بمشاركة الاتحاد الأوروبي، أما الإشراف فهو مسألة خطيرة”.
ومن المقرر أن تجرى الانتخابات العامة بالعراق في 6 يونيو/ حزيران المقبل.