بعد خطاب الأمين العام لـ “حزب الله” حسن نصر الله مساء أمس، الذي تطرق فيه الى آخر التطورات السياسية الداخلية لا سيما مع سقوط التسوية الفرنسية والرد على الرئيس ايمانويل ماكرون، كتب الدكتور حارث سليمان عبر حسابه الخاص على “فيسبوك التالي:
“حزب الله لم يربح لا جولة ولا حرب، لنكف عن تصديق انتصاراته الوهمية، كل ما فعله هو فشله في خداع مصطفى اديب وجره الى تشكيل حكومة تشكل غطاءا لسلطته الفعلية؛ حزب الله هو السلطة الفعلية في الدولة يحكم من خارج المؤسسات ومن خارج القوانين والدستور، تماما كالنظامين الايراني والسوري، يحكم بالامن. تعاطيه مع اي مؤسسة هو بمدى ما تمنحه تغطية وشرعية لبنانية، عربية، ودولية، لمنظومته واجندته السياسية المرتبطة اساسا بفيلق القدس وايران خامنئي.
كل محاولة لتشكيل حكومة او اطار سياسي لا يلبي هذه الحاجة لدى حزب الله سيجهضها حزب الله في مهدها. أمران لا يتحملهما حزب الله؛ قيام حكومة مستقلة، لا تخضع قراراتها لسلطته ولا يملك حق الفيتو بها، والامر الثاني، قيام حكومة على صورته وتكون حكومته التي يسأل عن اعمالها ويحاسب على سياساتها.
مضمون االنصف الاول من خطاب نصرالله ركز على رفضه تشكيل حكومة لا تكون حكومة محاصصة تسميها أغلبيته النيابية، اي لا لـ “حكومة المهمة”، النصف الثاني من خطابه شرح معارضته لصندوق النقد، الذي ستكون اول شروطه ضبط الجمارك، ووقف التهريب في المرفأ والمطار والمعابر مع سورية، ولزيادة الـTva ولوضع املاك الدولة في صندوق سيادي، ماذا تبقى من المبادرة الفرنسية التي ادعيت الموافقة عليها!،
الاسئلة التي يطرحها اللبنانيون عن حلول مالية واقتصادية، ووقف انهيار العملة الوطنية ومعدلات الفقر والبطالة الخ… لا تؤرق نوم نصرالله، هذه امور لا تهمه بتاتا، ليس لان حزب الله يحل مشكلة الشيعة عامة كما يحلو لنخب الطوائف الاخرى غير الشيعة ان يزعموا، فالحقيقة ان توزيعات حزب الله المالية والنفعية لا تلبي حاجات اكثر من ٣٠ % من الشيعة (وهذه التوزيعات مرتبطة بقدرة ايران المالية ومدى تأثير العقوبات على تدفقاتها المالية)، اما فئة ال ٧٠٠ الف شيعي المتبقية فهم يعانون ذات معاناة اللبنانيين واكثر، بما في ذلك ضياع ٤٠ مليار دولار ودائع مهدورة في النظام المصرفي لمتمولين شيعة.
اما التوجه شرقا الذي حاول شرحه السيد نصرالله في خطب سابقة، فهو استدراج للبنان لخرق العقوبات على طهران ودمشق من ناحية وانخراط في مشروع الشراكة الايرانية الصينية التي يجري هندستها والتدرج في اقامتها، من ناحية اخرى، وليست مشروعا لبنانيا صينيا كما يروج البعض لها”.