يبدو أن مؤشرات التصعيد السياسي والامني في المنطقة باتت واضحة وكثيرة، ومن المتوقع ان تذهب واشنطن وتل ابيب الى تسخين الساحة الاقليمية بشكل كبير قبل الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة المقررة في تشرين الثاني المقبل.
ووفق مصادر مطلعة فإن لبنان هو احد المتأثرين بهذا التصعيد، لكن ليس بالضرورة على المستوى العسكري. فبالرغم من كل التهديدات الاسرائيلية، ومن كل التلميحات الفرنسية فإن اي حرب مع اسرائيل لا تزال مستبعدة.
واشارت المصادر الى ان الوضع الداخلي اللبناني مقبل على تطورات جدية، منها الامني ومنها الاقتصادي، لكن في بعض الصالونات السياسية بدأ الحديث عن ان تفعيل وتعويم حكومة حسان دياب هو مجرد وهم وليس واردا.
وقالت المصادر ان الاكثرية النيابية بدأت اتصالاتها بسرعة بهدف اعادة رص صفوفها، او محاولة لفعل ذلك، لكن “حزب الله” وضع امام حلفائه احتمالين، الاحتمال الاول الذهاب الى حكومة توافقية مع جميع القوى السياسي.
واضافت المصادر ان مثل هذا الخيار ليس واقعياً لان الشروط والشروط المضادة التي عرقلت تأليف السفير مصطفى اديب لحكومته ستعرقل تأليف اي حكومة توافقية جديدة.
وترى المصادر انه بما ان تعويم حكومة دياب غير وارد لاسباب كثيرة منها عدم رغبة الكثير من الوزراء داخلها، وفقدان اي ثقة داخلية بها، فإن الخيارات المتبقية تنحصر بين تقطيع الوقت الى ما بعد الانتخابات المقبلة، وبين الذهاب الى حكومة من نوع آخر او حكومة ٨ آذار.
ولفتت المصادر الى ان استبعاد الخيار الاخير من الحسابات ليس صحيحا، اذ ان هذا الامر بات امراً واردا بشكل كبيراً تماشيا مع التطورات الاقليمية، وان “حزب الله” لم يعد يضع فيتو حقيقيا على الذهاب الى مثل هذه الحكومات.
وترى المصادر ان ثلاثة شروط هي التي تحدد مسار الامور، التوافق داخل الاكثرية النيابية، والعقوبات الاميركية المتوقعة، والتطورات الاقليمية، اذ ان المواجهة التي كانت احتمالا وارداً بعد الانتخابات الاميركية باتت احتمالا وارداً قبلها.
“لبنان 24”