أعلنت الحكومة الإيرانية استعدادها لتجهیز المنظومة الدفاعية السورية تجاه التهدیدات الجویة باستخدام معدات إیرانیة وذلك استكمالا للتعاون الإيراني السوري في المجالات العسكرية.
وفي هذا الإطار، وقع وزير الدفاع السوري، علي عبد الله أيوب، مع رئيس أركان الجيش الإيراني محمد باقري، اتفاقية شاملة للتعاون العسكري بين البلدين، ونصت على “تعزيز التعاون العسكري والأمني في مجالات عمل القوات المسلحة ومواصلة التنسيق”.
وقال المتحدث باسم الحكومة الإيرانية علي ربیعي، إن “خطر الإرهاب في سوریا لم ینته بعد وتم التأکید خلال زیارة رئیس هیئة الأرکان العامة للقوات المسلحة اللواء محمد باقري لدمشق علي استعداد إیران اتخاذ القرار الأول بد توقيع الاتفاقية العسكرية بتعزیز منظومة الدفاع السوریة”، وذلك حسب وكالة “إسنا” الإيرانية.
الحرب على الإرهاب
وأكد أن إمكانية عودة الإرهاب إلى المنطقة كان سببا رئيسيا في توقيع اتفاقية شاملة للتعاون العسكري مع سوريا.
وتابع: “الحرب على الإرهاب لم تصل إلى نهايتها بعد، ومن المحتمل عودة الإرهاب إلى المنطقة بسبب دعم بعض الدول لذلك، ولهذه الأسباب تم توقيع اتفاقية التعاون العسكري بين دمشق وطهران“.
وأعرب الرئيس السوري بشار الأسد عن ارتياحه لنتائج اجتماعات الجانبين السوري والإيراني وتوقيع اتفاقية التعاون العسكري والتقني بين البلدين، والتي تجسد مستوى العلاقات الاستراتيجية التي تجمع سوريا وإيران، وتأتي كنتيجة لسنوات من العمل المشترك والتعاون لمواجهة الحرب الإرهابية على سوريا، والسياسات العدوانية التي تستهدف دمشق وطهران.
تعاون وثيق
العميد عبد الحميد سلهب، الخبير الاستراتيجي والعسكري السوري، قال إن “العلاقة بين سوريا وإيران علاقة وثيقة، ومنذ بدء الأزمة والحرب الكونية على سوريا عام 2011، وقفت إيران موقفًا واضحا في محاربة الإرهاب“.
وأضاف في تصريحات لـ “سبوتنيك”، أن “طهران بادرت بتقديم المستشارين الذين يبذلون جهودًا كبيرة بالتنسيق والاتفاق مع الدولة السورية، لمكافحة الإرهاب ومحاربة التنظيمات الإرهابية التي تعيش على الأرض السورية”.
وتابع: “الاتفاق العسكري وتزويد سوريا بمنظومة دفاعات جوية، هي امتداد واستكمال ونتيجة لما توصلت إليه سوريا في محاربة الإرهاب وتطهير أكثر من 80% من الأراضي وعودتها للحضن السوري“.
وأشار إلى أن “إيران تقف إلى جانب سوريا وفتحت خطوطًا ائتمانية لدعم الاقتصاد السوري، وما يحدث من تعاون يخفف إلى حد بعيد من قانون قيصر وتبعاته على سوريا“.
وأكمل: “لذلك الدولة السورية نجحت في وضع حلول لتجاوز القانون وتبعاته الظالمة بحق الشعب السوري، لاسيما في ظل جائحة كورونا، وما سببته من آثار اقتصادية كبيرة على العالم أجمع”.
من جانبه، قال غسان يوسف، المحلل السياسي السوري، إن “الاتفاق الذي وقع بين إيران وسوريا يقول لإسرائيل إننا سنفعل الدفاعات الجوية التي تستطيع أن تسقط طائرات إسرائيل المسيرة والحربية، كما حصل مع الطائرة الأميركية التي أسقطتها طهران“.
وأضاف في تصريحات لـ “سبوتنيك”، أن “هناك اتفاقيات كبيرة بين سوريا وإيران للتعاون العسكري وتحديث المنظومات الدفاعية والصواريخ، وغير ذلك، لهذا الإعلان عن الاتفاق يشكل استمرارا للتعامل العسكري بين كل من سوريا وإيران، التي تعتبر أن وجودها شرعي لأن الدولة السورية طلبت مساعدتها في محاربة المجموعات الإرهابية“.
وأضاف: “إيران تقدم لسوريا ما تستطيع من نفط وغذاء ومواد أولية، لكن في نفس الوقت عليها الكثير من العقوبات، وكسر القانون ليس بالتعاون فقط مع إيران لكن مع الأصدقاء مثل روسيا والصين، وكذلك مع دول الجوار“.
وكانت الولايات المتحدة ، أعلنت مؤخرا تطبيق عقوبات جديدة تستهدف الرئيس السوري بشار الأسد وزوجته. وقال وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، إن بلاده فرضت 39 عقوبة جديدة على شخصيات وكيانات سورية بموجب “قانون قيصر”، في “محاولة لدفعهم إلى طاولة المفاوضات” التي تقودها الأمم المتحدة.