يبدو أن بعض الأوساط الإيرانية غير راضية عن سياسة رئيس الحكومة العراقية، مصطفى الكاظمي، لاسيما لجهة تحركاته وتعييناته الأمنية الأخيرة.
فقد شنت وكالة “مهر”، المقربة من المرشد الإيراني، علي خامنئي، هجوما على الكاظمي، واصفة تحركاته ضد الميليشيات المدعومة إيرانيا والتغييرات التي أجراها في الأجهزة الحكومية بـ ” التخريبية”.
وفي تقرير حمل عنوان “تحركات الكاظمي الخفية في العراق” اعتبرت الوكالة أن “سلسلة الإجراءات التي اتخذها رئيس الوزراء خلال الشهرين الماضيين أظهرت أنه قام بتغير الأولويات في العراق من خلال تغييرات سياسية وأمنية مشكوك فيها”.
مربعات أحجية
كما رأت الوكالة التابعة لـ “منظمة الدعاية الإسلامية” التي تخضع لإشراف المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، الأحد أن “التطورات العراقية خلال الأسابيع القليلة الماضية تمثل مربعات أحجية إذا ربطناها ببعضها البعض، وتظهر لنا نتائج لم يكن بالإمكان التكهن بحدوثها قبل تولي الكاظمي منصبه منذ شهرين”.
وزعمت أن الكاظمي لم يف بوعوده بالنسبة للمطالب المعيشية للعراقيين والانتخابات المبكرة، وأضافت: “يبدو أنه يخطط للبقاء في منصبه حتى نهاية ولاية مجلس النواب”.
تغيير الأولويات
إلى ذلك، رأت أن الكاظمي قام بتغيير الأولويات في العراق، مشيرة الى تعيين عبد الغني الأسدي رئيساً لجهاز الأمن الوطني العراقي، واستبدال فالح الفياض مستشار الأمن القومي، بقاسم الأعرجي، معتبرة أن تلك التغييرات تحمل “رسائل مختلفة تهدف بلا شك إلى إرضاء الأميركيين”.
كما قالت إن عزل الفياض وهجوم جهاز مكافحة الإرهاب العراقي على اللواء 45 للحشد الشعبي في حي الدورة ببغداد، رسائل سلبية للحشد مفادها أنه “لم يندم على أفعاله”، حسب وصفها.
وأشارت إلى أن “اختبار نظام الصواريخ من قبل السفارة الأميركية في العراق، يدل على أن الكاظمي ترك واشنطن حرة في اتخاذ أي إجراء على الأراضي العراقية، في انتهاك للسيادة الوطنية”، حسب زعمها.
تقليص نفوذ طهران
يشار إلى أن المواقف الإيرانية المتشنجة تجاه حكومة الكاظمي، تشي بأن مداهمة بغداد فضلا عن بعض التغييرات التي ارتدت سلبا على فصائل موالية لإيران ضمن الحشد، بالإضافة إلى التغييرات الأمنية والسياسية في العراق باتت تلعب دورا كبيرا في تقليص نفوذ طهران في بغداد.
وأدت الأزمة الاقتصادية للنظام الإيراني إلى تقليص تمويل الميليشيات العراقية لدرجة دفعت إسماعيل قاآني، القائد الجديد لفيلق القدس وخليفة قاسم سليماني، في أول زيارة رسمية له إلى العراق من أجل لقاء قادة الجماعات التابعة لطهران، إلى توزيع خواتم فضية عليهم بدل النقود، وفقا لما أفادت وكالة رويترز سابقا.
وبعد اغتيال أبو مهدي المهندس في يناير الماضي، حاولت إيران تعيين أحد قادة الميليشيات للحيلولة دون وقوع انقسامات وتشتت في صفوفها دون أن تنجح في ذلك حتى الآن.
كما زاد الحراك الشعبي في العراق، والذي استمر لأشهر إلى زعزعة صورة هذا النفوذ الإيراني إلى حد كبير داخل الشارع العراقي.
وأدت تلك التطورات – بالإضافة إلى المفاوضات الجارية بين الولايات المتحدة والعراق وإمكانية فرض عقوبات أميركية إضافية على طهران – إلى تراجع نفوذ طهران قليلا في البلد الجار.