حرب النظارات في الازمنة الغابرة قد تكاد شبيهة اليوم بالحرب الافتراضية التي تخاض اعلامياً او عبر مواقع التواصل الاجتماعي او عبر العاب فيديو هدفها التسلية والترويح عن النفس.
على هذا المنوال، يخوض “حزب الله” واسرائيل منذ اسابيع حرباً افتراضية في وسائل الاعلام، وبنبرة تخفت وتعلو وفق حاجة السوق المحلية لكل طرف، اي الجمهور والمؤيدين وبما يشد العصب. وهذه الحرب التي اولها تهويل وآخرها ابتزاز متبادل، تشير كل المعطيات والدلائل على انها ليست حاجة لاي منهما، وان النتيجة ليست مضمونة وهي لا تقبل القسمة على اثنين: إما غالب او مغلوب.
ووفق مصادر متابعة، لا يبدو “حزب الله” في ترف شن الحرب على العدو، ولو اعلن امينه العام السيد حسن نصرالله انه سيقتل الاميركي والاسرائيلي اذا جوّعه. قد يقتله في سوريا او العراق او فلسطين. أما من داخل الحدود اللبنانية فهذا امر غير وارد وكلفته عالية ويجر الى حرب مدمرة، لا يريدها نصرالله، ولا يسعى اليها بنيامين نتينياهو المأزوم داخلياً.
والاخير يحقق كل طموحات واهداف الكيان العبري المحتل او الدولة المستقلة وينجز “صفقة القرن” ويضم القدس والضفة الغربية والجولان من دون ضربة كف واحدة، فلماذا يذهب الى حرب وهو يحقق اهدافها بالسلم!
ما انتشر في الساعات الماضية عبر مواقع التواصل وغروبات “الواتس آب” التابعة لجيوش “حزب الله” الالكترونية عن حرب خلال ساعات بين العدو و”حزب الله”، ليست الا دعاية تهويلية “غوبلزية”، على غرار الدعاية النازية لصرف الانظار عن تأزم الوضع الداخلي، وللتهويل على الشركاء في الحكومة، ولشد العصب الشيعي وتخويفه من اي تحرك في الشارع في حين تتربص اسرائيل به وبحرب مدمرة.
كل الطرق مسدودة أمام “حزب الله” وحكومته، ولا يبقى من امل، إلا تمنيات بإنفراجة قد تأتي من “علم الغيب”. وفي انتظارها ومع تفشي الجوع والفقر والبطالة لا شيء يضمن انضباط الشيعة والجمهور الغاضب من كل وصل الوضع اليه. وبالتالي اهون الشرور التلويح بالحرب كل ما “دق الكوز الجرة” وشعر “حزب الله” بالاختناق او بموقفه الحرج.
جنوبية