المرحلة الخطيرة والجديدة من تاريخ امساك “حزب الله” بلبنان، بدأت والاخطر منها السكوت عن الوصم بالعمالة، كل معارض وهدر دمه وما يجري مع العلامة السيد علي الامين نموذج فاقع.
في الاسبوع الاول من كانون الاول الماضي، ضجت وسائل إعلام الممانعة بصورة للعلامة السيد علي الأمين تجمعه بعدد من الشخصيات الدينية من مختلف الاقطار العربية والطوائف الاسلامية والمسيحية واليهودية، في مؤتمر ديني في البحرين.
وأكد العلامة الامين وبعد حملة مركزة عليه تصدرها “حزب الله”، انه لم يكن يعلم بهويات وجنسيات رجال دين من اليهود. وهل هم من داخل الكيان الصهيوني او خارجه. ورغم توضيحه بمؤتمر صحافي وتفنيده ما جرى، برز إصرار هائل على إغتياله سياسياً واعلامياً، وادى اليوم الى إغتيال قضائي، وتمثل بإدعاء مخالف للاصول امام النيابة العامة الإستئنافية عليه بالعمالة ـ بدل الادعاء عليه امام النيابة العامة العسكرية.
لماذا هذا التوقيت؟
ولعل الغريب في الامر هو التوقيت، فبعد ما يزيد عن 7 اشهر، لماذا تحريك القضية؟ ولماذا الادعاء بتهمة العمالة او التعامل مع العدو؟ وتهمة جديدة اخترعها المدّعون اليوم، وهي ليس لها مادة قانونية او دستورية وهي التعرض لشهداء المقاومة.
فهل بات التعبير عن الرأي جريمة يعاقب عليها “قضاء حزب الله” الذي يتهم المعارض له بالعمالة ويزجه في السجون، بينما يبرىء القضاء نفسه العملاء الحقيقيين امثال عامر الفاخوري وفايز كرم، وغيرهما كثر من العملاء الذين نالوا احكاماً مخففة منذ العام 2000 وحتى 2005 وحتى الكثير منهم أصبحوا رؤساء واعضاء بلديات ومخاتير ودخلوا السلك العسكري والامني والوظائف العامة!
وتقول مصادر شيعية معارضة لـ”حزب الله”، ان لبنان دخل اليوم، اخطر مرحلة في تاريخه ليس فقط في الجانب الاقتصادي والمعيشي والاجتماعي، بل على مستوى التحكم بمصيره، من قبل شخص واحد وهو الامين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله وحزبه، فمن يعارضهما من اليوم وصاعداً سيكون امامه خيارين: إما الهجرة الطوعية او التصفية الجسدية او المعنوية او القضائية.
ما اللبنانيون الاخرون فأمامهم حلان ايضاً : فإما الموت جوعاً او بحرب يشنها هذا الشخص وحزبه. ما يجري مع العلامة الامين، لا تكمن خطورته في اغتيال إستباقي وافتراضي للرجل اعلامياً وسياسياً ومعنوياً وقضائياً، بل تصفيته بكل الابعاد، ووصولاً ربما الى التصفية الجسدية في مرحلة لاحقة، وتدمير نفسي للرجل وعائلته كما جرى قبله مع الشيخ حسن مشيمش والشيخ صبحي الطفيلي وغيرهما.
المرحلة الخطيرة والجديدة من تاريخ امساك “حزب الله” بلبنان بدأت، والاخطر منها السكوت عن الوصم بالعمالة كل معارض وهدر دمه. والسكوت عن هذه الفعلة الشنيعة فعلة اخطر واقسى واشنع!
“جنوبية”