كتب جوني منير في صحيفة “الجمهورية” تحت عنوان “عون مأزوم والحريري محشور و”حزب الله” يطنّش…”: “ربما تسرّع قصر بعبدا في دعوته للقاء الموسّع يوم الخميس المقبل، او على الاقل لم يُشبع الفكرة الدرس الكافي والتحضيرات المطلوبة قبل الاعلان عنها. ولا شك بأنّ الوضع المأزوم بشدّة، وانسداد افق الحلول وشعور رئيس الجمهورية “بالوحدة السياسية”، وسعيه لإخراج نفسه من زاوية حصر المسؤولية به وحده، كل ذلك دفعه لطرح الدعوة للقاء قصر بعبدا، بهدف اشراك الجميع بالكارثة التي حلّت.
لكن، وتجنباً لصفعة ثانية بعدم الحضور غير المكتمل للقاء بعبدا الاول حول الخطة المالية الانقاذية، كان يُفترض بالفريق المعاون، جسّ النبض سلفاً وتأمين شروط النجاح، قبل التوجّه الى الدعوة الرسمية. وفي افضل الاحوال، اذا ما حصلت مفاجأة وأدّت الى تأمين الحضور المطلوب، فإنّ اضواء النجاح ستتركّز على رئيس مجلس النواب نبيه بري، الذي نجح حتى الآن في تأمين حضور وليد جنبلاط، ويضغط لتأمين حضور الرئيس سعد الحريري. تماماً كما نجح سمير جعجع في تسليط الاضواء عليه مع حضوره اجتماع بعبدا المالي.
انّها الاخطاء نفسها التي تتكرّر من اصحاب “النصيحة” انفسهم، في وقت لم يعد في الرصيد السياسي لرئيس الجمهورية الكثير ليبدده من دون حساب.
احدى هذه الاخطاء، التصوير له بأنّ اعتماد التوقيفات بحق المتطاولين على مقام الرئاسة هي الحل. صحيح انّ النص القانوني يسمح بذلك، لكن الظروف اختلفت كثيراً، وبدل ان تؤدي هذه الخطوة الى “تأديب” المتطاولين، فهي على العكس أدّت الى خسارتين في الشارع وفي القضاء. وبالمناسبة، فإنّ عدم التوقيع على قرار التشكيلات القضائية اعطى ورقة مجانية يومية لمعارضي العهد، والى ازدياد النظرة السلبية للعواصم الغربية، مثل باريس وواشنطن. وبالعودة الى مؤتمر بعبدا، فإنّ القائمين عليه حاولوا تدارك اعتذارات اللقاء السابق، بأن عمدوا الى توسيع دائرة المدعوين الى الحدّ الاقصى الممكن، والاستعانة بجهود الرئيس نبيه بري، رغم انّه يشكّل رأس حربة المواجهة السياسية مع الرئيس عون.
كذلك جرت الاستعانة بخبرة مدير عام الامن العام اللواء عباس ابراهيم في فن التفاوض والاقناع. ورغم ذلك كانت الصعوبات لا تزال تتحكّم بقرار مشاركة الحريري. وخلال لقائه الاخير مع اللواء ابراهيم، استفاض الحريري في الحديث عن مرارته من الطريقة التي عومل بها، وخصوصاً من قِبل النائب جبران باسيل. واضاف متسائلاً: “لماذا تريدون مني الحضور والمشاركة في اللقاء، لأساعد عهد العماد عون من الانهيار الذي أصابه؟ وهل من العدل ان اسعى لإعادة تعويمه؟”. لقراءة المقال كاملاً إضغط هنا.