صنّفت جامعة هارفارد الأميركية لبنان بين الدول الـ15 التي نجحت في هزيمة فيروس كورونا المستجد. وضمّت القائمة: الولايات المتحدة الأميركية والمملكة المتحدة والسويد وفيتنام وكوريا الجنوبية ونيوزلندا وتايلند وأستراليا والنرويج والنمسا واليونان والأردن ولوكسمبورغ وسلوفينيا وأيسلندا وسلوفاكيا وكرواتيا ولبنان. ويُلاحظ خلو اللائحة من بلدان أوروبية كبرى مثل فرنسا وإيطاليا وإسبانيا التي ما زالت تتخبط مع تفشي الفيروس، وذلك على الرغم من تراجع عدد الإصابات والوفيات في الفترة الأخيرة.
وأوضحت الجامعة أنّ هذه البلدان تمكّنت من هزيمة كورونا بسبب 6 عوامل، على رأسها مسارعتها إلى التحرك في وجه الفيروس، إذ لم تنتظر “بيانات إضافية” أو نتائج معينة قبل التحرك. وأضافت الجامعة بالقول إنّ هذه البلدان عمدت في إطار مكافحة الفيروس إلى تخصيص منشآت لعزل المصابين (العامل الثاني)، مشيرةً إلى أنّها عمدت أيضاً إلى التشدّد بفرض قرار الإغلاق العام (العامل الثالث). وتابعت الجامعة بالقول إنّ هذه البلدان فرضت قيوداً صارمة لجهة السفر (العامل الرابع)، وأكثرت من إجراء الفحوص (العامل الخامس)، وأجبرت المقيمين على وضع الكمامات (العامل السادس). وبيّنت الجامعة أنّه كلما تشددت هذه البلدان في تطبيق هذه الخطوات، كما كانت فترة الإغلاق العام أقصر.
ونشرت الجامعة رسماً بيانياً للمنحى الوبائي في
لبنان يُظهر كيف ارتفعت الإصابات تدريجياً من 21 شباط (تاريخ اكتشاف أول إصابة) قبل أن تبلغ ذروتها في 21 آذار مع تسجيل 67 إصابة في يوم واحد وتتراجع منذ نيسان الفائت. وأوضحت الجامعة أنّ في
لبنان 107 إصابات لكل مليون نسمة. ويُقدّر عدد إصابات
كورونا الإجمالي بـ704.
وفي
لبنان على سبيل المثال، اتُخذ قرار التعبئة العامة في 15 آذار الفائت، وذلك بعد تسجيل 103 إصابات بالفيروس، ما يعني أنّ الخطوة اتُخذت في مرحلة مبكرة بالمقارنة مع البلدان الأوروبية. في ما يتعلق بتخصيص منشآت لعزل المصابين، نذكر أنّ
لبنان عمد إلى تخصيص أجنحة في المستشفيات لعلاج مرضى
كورونا، كما اتجه إلى تخصيص فنادق لعزل المصابين. وقرر
لبنان أيضاً في إطار مواجهة
كورونا إغلاق الحدود الجوية والبحرية والبرية، فأقفل مطار بيروت وجميع المرافئ الجوية والبحرية والبرية في 18 آذار الفائت، وما زال المطار مقفلاً حتى الساعة. في ما يختص بالفحوص، كثّف
لبنان الفحوص مؤخراً، وباتت تشمل اليوم عينات عشوائية في مختلف المناطق. وبحسب
وزارة الصحة، يُقدّر عدد إجمالي فحوصات المقيمين بـ35026، أما فحوصات الوافدين فتُقدّر بـ5988. على مستوى التشدد بالإجراءات، تم تسيير دوريات تدعو المواطنين إلى التقيد بشروط التعبئة العامة، كما تم تغريم الذين يمتنعون عن وضع الكمامات.
هذه الخبر الذي سيثلج قلوب اللبنانيين يأتي مع دخول تخفيف التعبئة العامة المرحلة الثانية، التي سُمح بموجبها للمطاعم بإعادة فتح أبوابها وفق شروط معينة. كما سُمح خلال هذه المرحلة للحلاقين ومصففي الشعر باستقبال الزبائن. ومع بدء عودة الحياة إلى طبيعتها جزئياً، يتخوف اللبنانيون من موجة الوباء الثانية التي حذّر منها رئيس الحكومة
حسان دياب الأسبوع الفائت. وفي هذا الصدد،
شارك وزير الصحة حمد حسن اللبنانيين بتغريدة مطمئنة فجر اليوم قال فيها: “رغم تعدد السيناريوهات الكارثية عن وباء
كورونا في بدايته، يكثر الحديث عن الموجة الثانية وسوداوية المشهد”. وأكد حسن أننا “كما بالوعي والتعاون ربحنا الرهان الأول، سنجتاز التحدي القادم بالتزامنا بفك قيود التعبئة العامة تدريجياً بإذن الله”؛ علماً أنّه سبق لحسن أن قال في حديث إذاعي: “ما نشهده من تفلت في الشارع يشكل خطرا على العودة الآمنة للحياة الطبيعية بكل تجلياتها، فيما الخوف من الموجة الثانية يكمن في غياب العوارض عند المصابين اثناء احتكاكهم بسائر المواطنين”.