عندما تكون الكراهية هي المحرك لتصريح أو فعل فإن التعامل مع أصحابها لا يمكن أن يكون متساهلا أو متسامحا لئلا يتكرر الفعل ويضّر بالتالي بنظام العيش المشترك المتناغم والمنسجم في المجتمع الكندي.
شاب من سكان مدينة كيبيك في مقاطعة كيبيك في وسط البلاد حكم عليه بالسجن لمدة 45 يوما لتصريحات تهدد الجالية المسلمة كان قد أدلى بها.
ففي أيلول/سبتمبر من العام 2018، أرسل آدم بيتيكلير رسالة عبر ميسنجر إلى المحطة التلفزيونية TVA يقول فيها:
إنني سأقوم بذبح المسلمين وسيكون من الطبيعي إلا تتحدثون عن الأمر، هه هه هه
وهذا التصريح لأن المواطن الكندي الفرنسي يعتبر “أن المحطة التلفزيونية تلك لا تعير الاهتمام اللازم لتحقيقات عن الهجرة وعن المسلمين.”
في دفاعه يقول المحامي إن موكّله يمثل النموذج المثالي للأشخاص الذين يستسلمون للمعلومات الخاطئة التي يتم تداولها عبر مواقع التواصل الاجتماعي والتي تساهم في نقل المعلومات العارية عن الصحة.
ويقول القاضي الكندي ماريو ترامبليه من جهته:
إن التهديد الذي قام به الشاب الكندي الذي أقرّ بجرمه، يشكل استخداما مفرطا وغير شرعي لحرية التعبير. وبذلك فإن العقوبة هي السجن لجرم بدافع “الكراهية”.
وتجدر الإشارة إلى أن آدم بيتيكلير يخضع منذ توقيفه للعلاج من الإدمان على الكحول ولكن يرى القاضي بأنه لا زال يحمل أفكارا مُشبّعة بالكراهية.
يقول القاضي: إن تقليص وتيرة الإدمان على الكحول يعطي ضمانات قليلة للمستقبل. فقد تسهل الكحول الانتقال إلى الفعل ولكن الشفاء من الإدمان على الكحول لا يغيّر قناعات هذا الشاب.
وقد أضافت المحكمة خمسة عشر يوما من السجن بحق بيتيكلير الذي لم يتقيّد بقوانين الإفراج المشروط الذي حكمت له به في بداية محاكمته. هذا وفرضت المحكمة عليه احترام شروط مراقبته لمدة 18 شهرا.
خلال هذه المدة، يفترض بالشاب الكندي الاعتدال بتصريحاته ويمنعه القاضي من الإدلاء بتصريحات عبر الانترنيت أو عبر مواقع التواصل الاجتماعي كافة تحمل في مضمونها كلاما جارحا أو معاديا أو محتقرا للهجرة أو للجالية المسلمة.
(الصحافة الكندية، هيئة الإذاعة الكندية)
