وعدت حكومة أونتاريو بمعاقبة مستشاري الهجرة الذين يحتالون على القادمين الجدد إلى المقاطعة أو يستغلونهم.
ففي مشروع قانون ستقدّمه هذا الأسبوع إلى الجمعية التشريعية، ستقترح حكومة دوغ فورد معايير تضع إطاراً لعمل هؤلاء المستشارين الذين يساعدون عملاءَهم في مَلء الطلبات المقدَّمة إلى برنامج أونتاريو للمرشحين للهجرة .
و قال وزير العمل : نحن نعلم أنّ هناك أشخاصاً سيئين، يستغلون القادمين الجدد ويكذبون عليهم ويحشرونهم مثل السردين في أقبية المنازل أو يستغلونهم جنسياً.
وأكّد الوزير أنّ برنامج أونتاريو للمرشحين للهجرة، الذي يتيح اختيار مرشحين للإقامة الدائمة وفقاً لاحتياجات اقتصاد المقاطعة، هو على وجه الخصوص هدف رئيسي لعمليات الاحتيال.
وبموجب التعديلات المقترحة، سيتعيّن، على سبيل المثال، على مستشاري الهجرة إثباتُ أنهم يحملون تصريحاً بمزاولة المهنة وتوقيعُ عقد مع عملائهم ومنحُهم إمكانية الوصول إلى ملفاتهم. وسيكون المستشارون المحتالون عرضة لغرامات ولحظر مزاولة المهنة لعدة سنوات، أو حتى مدى الحياة في الحالات الأكثر خطورة.
وعلى غرار زعيم حزب المحافظين الفدرالي بيار بواليافر، يعتقد الوزير بيتشيني أنّ ’’نظام الهجرة لدينا معطل‘‘ وأنّ هذا التحرّك من قبل حكومة فورد في أونتاريو يهدف إلى ’’إصلاح‘‘ ما أهملته حكومة جوستان ترودو الليبرالية في أوتاوا.
وفي تعليق على خطوة حكومة أونتاريو، قالت المديرة التنفيذية لجمعية ’’الخدمات للنساء الوافدات حديثاً‘‘ في تورونتو (NEW)، ساره عسلية، إنها شهدت على وجه الخصوص عمليات احتيال على الطلاب.
’’إنه لأمر مفجع أن نسمع عن طلاب يخسرون مدخراتهم، أو يتعرضون للتضليل بشأن وضعهم (القانوني في كندا) كمهاجرين، أو يواجهون عدم اليقين بشأن قدرتهم على البقاء في بلدٍ بعد أن استثمروا (فيه) الكثير في دراستهم ومستقبلهم‘‘، أضافت عسلية، وهي فلسطينية الأصل من قطاع غزة.
وأونتاريو هي كبرى مقاطعات كندا العشر من حيث عدد السكان، يقطنها حوالي 16,12 مليون نسمة. وهي الكبرى أيضاً من حيث حجم الإقتصاد والتي تجذب العدد الأكبر من من المهاجرين.
مقاطع فيديو مزيفة تستهدف المهاجرين في كندا
يبدو أن مقاطع الفيديو التي جرى إنشاؤها بشكل مصطنع لمحام مقيم في تورنتو يطلب المال هي مجرد إحدى الطرق التي يحاول بها البعض استغلال الوافدين الجدد إلى كندا خلال فترة من الارتباك حول قواعد الهجرة الجديدة.
ويُخاطب مقطعا فيديو – أُرسلا إلى محامي الهجرة ماكس تشودري – شخصا بشكل مباشر على أساس الاسم الأول وحتى تسمية خطيبته، والمشكلة هي أن ما يشاهده هو في الواقع مقطع فيديو مُعدّل بواسطة الذكاء الاصطناعي (AI).
وقال تشودري: “هذا أمر مقلق للغاية، لأنهم يستولون على هويتك لأغراض غير قانونية”.
واكتشف تشودري أمر الفيديوهات بعد أن اتصل شخص ما بمكتب شركته القانونية وسأله متى يمكنه إرسال مبلغ 7000 دولار الذي كانا يناقشانه عبر تطبيق واتساب، لكن الشخص الذي اتصل به أدرك بسرعة أن المحامي المزعوم الذي كان يرسل له الرسائل لم يكن تشودري، على الرغم من تقديمه لمقاطع فيديو متعددة تصور المحامي تشودري في الدردشة.
وقال تشودري: “فجأة، قال الشخص: كيف أرسل هذا المبلغ 7000 دولار، ثم أرسل لي مقاطع الفيديو، وقلت: نعم، هذا ليس أنا بالتأكيد”.
واكد تشودري أن هذه طريقة أخرى لاستهداف المزيد من الأشخاص الضعفاء.
ويخشى تشودري أن تكون قد أُرسلت مقاطع فيديو مزيفة له عبر واتساب إلى مهاجرين جدد أو محتملين آخرين – مقاطع فيديو يطلب فيها من الأشخاص الضعفاء واليائسين أحيانا المال مقابل خدمات قانونية لم يقدمها أبدا.
ووفقا لمجموعات الدفاع عن المهاجرين، تسببت سياسات الهجرة الفيدرالية الجديدة التي تقلص أهداف الإقامة الدائمة وتقلل من عدد تصاريح العمل والدراسة الصادرة في مناخ من الارتباك واليأس يسمح للوافدين الجدد بالوقوع فريسة للاحتيال.
كيفية تجنب عمليات الاحتيال المزيفة
تحذر جماعات الدفاع عن المهاجرين من عدم إرسال الأموال إلى محامي الهجرة أبدا حتى تتلقى الخدمات القانونية بالكامل.
وقال سيد حسن من تحالف العمال المهاجرين من أجل التغيير: “بالتأكيد لا تعطي أي أموال لأي شخص حتى يظهر لك أنه سيكون فعالا، وحتى يظهر لك الدليل الفعلي على عمله”.
وأضاف: “تحقق مرتين وثلاث مرات من المعلومات، وتحدث إلى منظمة المهاجرين، واحصل على أكبر قدر ممكن من المعلومات الصحيحة، ومن المرجح جدا أن محامي الهجرة والمستشارين لا يملكون المعلومات الصحيحة، لأن التغييرات تحدث بسرعة كبيرة”.
وصرحت دائرة الهجرة واللاجئين والمواطنة الكندية في بيان يوم السبت أنها “تحث المتقدمين على استخدام الموقع الرسمي للوزارة للحصول على معلومات حول برامجها من أجل تجنب الوقوع ضحايا للاحتيال، وهناك أيضا مجموعة متنوعة من الموارد المتاحة على موقع دائرة الهجرة واللاجئين والمواطنة الكندية حول كيفية اكتشاف الاحتيال ومنعه والإبلاغ عنه”.
To read the article in English click this link
إقرأ أيضا : أهلا بالمستوطنين .. لكن إلى متى سياسة الكيل بمكيالين ؟ صدر العدد الجديد !