ينتظر رئيس الوزراء الكندي، جاستن ترودو، أسبوعا صعبا آخر ومجموعة أخرى من التحديات الوشيكة لزعامته للبلاد والحزب الليبرالي.
ويواجه ترودو موعدين نهائيين في الأيام المقبلة: أحدهما من النواب الليبراليين الذين يريدون استقالته، والآخر من حزب كتلة كيبيك “Bloc Québécois” الذي يهدده بالدعوة إلى انتخابات مبكرة.
وكان الاستياء من قيادة ترودو يتزايد منذ أشهر وسط خسارتين في الانتخابات الفرعية الأخيرة في مونتريال وتورنتو.
وفي اجتماع الحزب الليبرالي يوم الأربعاء، سلم 24 نائبا رسالة إلى رئيس الوزراء يطلبون منه الاستقالة ومنحوه حتى يوم الاثنين للرد.
وأبلغ ترودو هؤلاء النواب أنه سيفكر في مطالبهم التي قُدمت خلال الاجتماع الذي استمر ثلاث ساعات، ولكن بعد يوم واحد، أخبر الصحفيين أنه سيبقى زعيما للحزب الليبرالي.
وقال: “سنواصل إجراء محادثات رائعة حول أفضل طريقة لمواجهة بيير بواليفر في الانتخابات المقبلة، لكن هذا سيحدث معي كزعيم في الانتخابات المقبلة”، وسط تصفيق مجموعة من النواب الليبراليين الذين تجمعوا في المؤتمر الصحفي.
من جانبها، قالت لوري تورنبول، أستاذة العلوم السياسية في جامعة Dalhousie، إن التحدي الذي يواجه النواب الليبراليين المعارضين هو أنه لا يوجد شيء يمكنهم فعله لإجبار رئيس الوزراء على تغيير رأيه.
وأشارت إلى أنهم ليس أمامهم سوى مغادرة الحزب بأنفسهم و/أو التصويت لهزيمة الحكومة.
في الوقت نفسه، أعطى حزب كتلة كيبيك الحكومة الليبرالية موعدا حتى يوم الثلاثاء لتمرير تشريعين من شأنهما زيادة مدفوعات الضمان الاجتماعي لكبار السن وتعزيز إدارة الإمدادات.
وإذا لم يمتثل الليبراليون، يقول زعيم الكتلة إيف فرانسوا بلانشيت إن حزبه سيبدأ مناقشات مع أحزاب المعارضة الأخرى حول الإطاحة بالحكومة الأقلية.
وصوت معظم الليبراليين ضد اقتراح الكتلة في وقت سابق من هذا الشهر الذي يدعو الحكومة إلى تقديم مشروع قانون من شأنه زيادة معاشات كبار السن الذين تقل أعمارهم عن 75 عاما بنسبة 10 في المائة.
ترودو يفكر في تأثير الرسائل الغاضبة على عائلته.. ويتحدث عن وظيفته وحزبه والهجرة
قال رئيس الوزراء الكندي، جاستن ترودو، في إحدى حلقات برنامج Inside the Village يوم الجمعة، إنه يفكر في الرسائل الغاضبة التي يرسلها بعض الكنديين إليه وما قد تخلفه هذه الرسائل – ووظيفته بشكل عام – على أطفاله.
بالإضافة إلى مناقشة أطفاله، تحدث رئيس الوزراء عن الخطوات التالية للحزب الليبرالي، والتخفيضات التي أُعلن عنها مؤخرا لأهداف الهجرة.
وظيفة ترودو وعائلته
عندما سُئل عما إذا كان يتحدث إلى أطفاله عن العداء الموجه إليه من بعض الكنديين، بما في ذلك أولئك الذين يلوحون بالأعلام التي كتب عليها “F— Trudeau”، قال رئيس الوزراء إن الأشخاص لا يفكرون كثيرا في الأعلام “لكنني أفكر فيها”.
وأضاف: “هذا هو اسم عائلة ابنتي المكتوب على هذا العلم، وهو الاسم الأخير الذي سيحمله ابناي طوال حياتهما”.
كما أردف ترودو قائلا إن هناك “بعض الأشخاص الغاضبين للغاية، لكنهم لا يمثلون الجميع، فمعظم الكنديين لائقون ويحاولون فقط شق طريقهم في هذا البلد بأفضل طريقة ممكنة”.
وخلال المقابلة، قال ترودو أيضا إنه “سيحاول التواصل والتفاهم” مع الكنديين الذين يشعرون بالضيق منه ولكن “هناك أشخاص لا يمكن الوصول إليهم الآن”.
على سبيل المثال، ذكر ترودو أخاه غير الشقيق كايل كيمبر، الذي ظهر في مقابلة مع تاكر كارلسون في يونيو.
وكان كيمبر منتقدا صريحا لسياسات الإغلاق التي انتهجها رئيس الوزراء وإلزامية تلقي لقاح كوفيد-19، لكنه قال أيضا إن بعض الانتقادات التي يتلقاها ترودو غير مبررة.
وقال ترودو: “أنا أحبه، وما زلت أحبه، وسأظل أحبه دائما، لكن لا يمكنني إجراء محادثات حقيقية معه بناء على الحقائق والواقع، وهذه نسبة حقيقية من مجتمعاتنا، وعائلاتنا، وبلدنا”.
لكن ترودو قال إنه مطمئن إلى “الأغلبية العظمى” من الأشخاص الذين “لا يريدون بالضرورة هذا النوع من التفكير لتحديد شكل مستقبل البلاد”.
الخطوات التالية للحزب الليبرالي
وسُئل ترودو أيضا عن اجتماع الحزب الليبرالي يوم الأربعاء ورده على النواب المعارضين الذين دعوا إلى تنحيه.
وبينما قال ترودو إنه “عازم على قيادة هذا الحزب إلى الانتخابات المقبلة”، فإنه أقر أيضا بضرورة إجراء بعض التغيير.
كما ذكر: “نحن بحاجة إلى إجراء تغييرات كبيرة في كيفية تعاملنا مع الكنديين خلال الأشهر المقبلة”.
تجدر الإشارة إلى أن المحافظين يتقدمون بفارق 19 نقطة على الليبراليين في استطلاعات الرأي التي تشير إلى أنهم سيفوزون بحكومة أغلبية إذا أجريت انتخابات اليوم.
وعندما سُئل عن التراجع المستمر في استطلاعات الرأي، قال ترودو إنه ذكّر زملائه الذين انتُخبوا في عام 2015 بأنهم “سجلوا أسماءهم للترشح للحزب صاحب المركز الثالث في مجلس العموم، وحققنا فوزا كبيرا”.
وأوضح: “خلال النصف الأول بالكامل من انتخابات عام 2015، كنا متأخرين كثيرا في استطلاعات الرأي، لذا يميل الكنديون إلى اتخاذ قراراتهم لاحقا”.
وأكد رئيس الوزراء أن “مستوى هائلا من الإحباط” موجه إليه، “لكن الحكم مسبقا على نتيجة الانتخابات هو شيء لا أعتقد أن الناس سيكونون حكيمين للغاية في القيام به”.
أهداف الهجرة
أعلنت الحكومة الفيدرالية يوم الخميس أنها ستخفض أعداد المقيمين الدائمين الجدد من 485 ألفا هذا العام إلى 395 ألفا في عام 2025، مع المزيد من التخفيضات إلى 380 ألفا في عام 2026 و365 ألفا في عام 2027.
وقال ترودو خلال المقابلة إن الوباء عطل تدفق الهجرة إلى كندا، وأدى إلى “نقص هائل في العمالة” يجب معالجته.
وأضاف: “لقد جلبنا الكثير من العمال الأجانب المؤقتين.. لكن النمو في عدد سكاننا، والذي كان نموا قياسيا على مدار السنوات القليلة الماضية، تجاوز قدرة مجتمعنا على دعمه”.
كما قال وزير الهجرة، مارك ميلر، يوم الخميس، إن خطة مستويات الهجرة الجديدة ستثبت النمو السكاني، وتخفف الضغط على سوق الإسكان.
وقال ترودو: “يعلم الأشخاص أن الهجرة مفيدة للنمو، لكن في الوقت الحالي نحتاج إلى التأكد من أننا نسيطر على الأمور مرة أخرى”.
وذكر بيان صحفي حكومي أن خطة مستويات الهجرة الجديدة ستتسبب في انخفاض عدد السكان بنسبة 0.2 في المائة على مدى العامين المقبلين، وستعمل أيضا على “تقليص فجوة العرض بنحو 670 ألف وحدة سكنية” على مدى السنوات القليلة المقبلة.
CN24,CTV