“إنها تجربة صعبة ومحبطة”، هذه هي الطريقة التي يصف بها محمد عرفان تجربته في محاولة الحصول على الإجابات التي يحتاجها قبل الجلوس لتناول وجبة في المطاعم الكندية.
وبصفته وجه قناة على اليوتيوب التي يديرها مع زوجته سارة، والمخصصة لوصف المطاعم الحلال، فإنه يأكل في الخارج كثيرا – ومتابعوه البالغ عددهم 13000 هم دليل على أن الكنديين متعطشون لخيارات حلال يمكنهم الوثوق بها.
وقال عرفان: “”تريد أن تدخل مع أصدقائك وعائلتك لتناول وجبة… وآخر شيء تريد أن تقلق بشأنه هو الطعام أمامي”.
والجدير بالذكر أن الخروج من المطاعم لأنه غير متأكد من أن الطعام الحلال الذي سيستمتع به يلبي معاييره هو حقيقة حزينة ولكنها شائعة جدا بالنسبة للزوجين، وقد تكون مألوفة لنحو مليوني مسلم في جميع أنحاء كندا.
وقال عرفان: “”لقد حدث ذلك الأسبوع الماضي”.
الطلب مرتفع على الحلال، والقليل من المساعدة للمستهلكين
ينفق الكنديون أكثر من مليار دولار سنويا على منتجات الأغذية الحلال، ويحاول عدد متزايد من شركات الوجبات السريعة العملاقة الاستفادة من هذه السوق من خلال تقديم عناصر قائمة حلال.
ولكن تحقيقا أجرته Marketplace وجد أن بعض هذه السلاسل لا تستطيع الإجابة على أسئلة أساسية حول العناصر الحلال التي تبيعها، ولا يمكن الوثوق دائما بالشهادة التي تقدمها كدليل.
وتتطلب وكالة فحص الأغذية الكندية أن يكون أي منتج مصنف أو معلن عنه أو يباع على أنه حلال حاصلا على شهادة، ولكن المستهلكين، بما في ذلك عرفان، يقولون إن الحصول على معلومات واضحة حول العناصر الحلال في القائمة، وموردي المطعم، ليس بالأمر السهل.
والأسوأ من ذلك، كما تقول سارة عرفان، هو عندما تخطئ المطاعم، فالمعلومات المضللة حول الطعام الحلال الذي يستخدمونه ضارة، وفي نهاية المطاف، يؤثر ذلك على إيماننا ومعتقداتنا”.
سلاسل مطاعم كندية كبرى تخضع للاختبار
لمعرفة مدى اطلاع بعض سلاسل مطاعم الوجبات السريعة الكبرى في كندا على الأطعمة الحلال التي تبيعها، ذهب موقع Marketplace متخفيا إلى 10 مطاعم – KFC وPopeyes وOsmow’s وBoston Pizza وMary Brown’s – من خلال زيارة موقعين عبر منطقة تورنتو الكبرى لكل من السلاسل.
وطرح الفريق، الذي ضم موظفا مسلما يتبع نظاما غذائيا حلالا، عددا من الأسئلة التي أخبر المستهلكون المسلمون والخبراء في شهادة الأطعمة الحلال موقع Marketplace أنهم بحاجة إلى الإجابة عليها قبل الشعور بالراحة في الجلوس لتناول الطعام.
وأخبر الموظفون في ستة من المواقع العشرة التي جرت زيارتها الفريق أن المطعم بأكمله معتمد كحلال – في الواقع، لم يكن أي من المواقع العشرة التي زارها موقع Marketplace معتمدا كحلال.
وقال الإمام عمر سوبدار بعد أن عرض عليه موقع Marketplace عددا من مقاطع الفيديو التي صُوّرت بواسطة كاميرا خفية: “سأشعر بخيبة أمل كبيرة إذا كنت عميلا لهذا المطعم واضطررت إلى اكتشاف أنني أتعرض للتضليل”.
ويدير سوبدار هيئة مراقبة الحلال (HMA)، إحدى أكبر وكالات إصدار شهادات الحلال في كندا، ويقول إن نظام الشهادات يُساء استخدامه غالبا.
وفي تلك الزيارات الست، أظهر موظفو الوجبات السريعة للفريق المتخفي شهادة حلال صادرة عن مورد لحوم، تشهد على أن لحومهم حلال – لكن الموظف استخدم الوثيقة للإيحاء بأن المطعم بأكمله معتمد.
وحدث هذا في كل من موقعي Mary Brown’s، وواحد في Osmow’s، وآخر في KFC، وآخر في Popeyes وموقع في Boston Pizza.
وأضاف سوبدار: “من المؤسف للغاية أن هذا شيء منتشر في الصناعة”.
إنها ليست مجرد علامة للحوم: الاستثمارات الحلال تستهدف العملاء المسلمين
اللحوم الحلال هي تجارة كبيرة داخل وخارج المجتمعات المسلمة
ووفقا لسوبدار وهيئات إصدار شهادات الحلال الأخرى، لا يمكن إصدار شهادة لمطعم بأكمله إلا إذا فُحص كل مكون يستخدم في الموقع من قبل الجهة المانحة للشهادة واتباع المعايير اللازمة ليكون حلالا، كما يجب ألا تُقدّم منتجات لحم الخنزير أو الكحول في المكان.
ولكي يعتبر الطعام حلالا، يجب تحضيره وفقا للإرشادات الإسلامية، وبالنسبة للحوم مثل الدجاج أو لحم البقر أو لحم الضأن، فهذا يعني أن الحيوان يجب أن يتمتع أولا بصحة جيدة وأن يُعامل بإنسانية.
ثم تُتلى الصلاة قبل ذبح الحيوان من قبل المسلم – إما بقطع سريع وعميق عبر الحلق باليد بسكين أو باستخدام آلة، ولا يمكن للحوم أن تتلامس مع أي شيء لا يعتبر حلالا.
الذبح باليد مقابل الذبح الآلي
إن كيفية ذبح الحيوان هي تمييز مهم للعديد من المستهلكين المسلمين.
وولكن عندما سأل موقع Marketplace المطاعم عما إذا كانت اللحوم المباعة على أنها حلال مذبوحة يدويا أو آليا، لم تتمكن أربعة من المطاعم العشرة من الإجابة أو أعطتهم معلومات خاطئة.
وفي حين أن العديد من المسلمين يتناولون اللحوم المذبوحة آليا، فإن آخرين لا يشعرون بالراحة إلا عند تناول اللحوم المذبوحة يدويا، وقال سوبدار “إذا أُطعموا شيئا مذبوحا آليا، ولكن قُدّم على أنه مذبوح يدويا، فسيكون ذلك انتهاكا كبيرا لثقتهم، وبالنسبة لهم، فإنهم يشعرون الآن أن ذلك سيضر علاقتهم بالله أيضا”.
وفي مطعمين من مطاعم كنتاكي ومطعم بيتزا بوسطن، لم يكن الموظفون على علم بطريقة الذبح في اليوم الذي زارهم فيه الفريق.
وفي أحد مواقع Osmow، قيل لـ Marketplace أن كل اللحوم مذبوحة آليا، وأُظهِر للفريق شهادة لشركة Maple Leaf، معتمدة من HMA، ومع ذلك، أبلغت Maple Leaf وHMA لاحقا Marketplace أن جميع الدجاج المعتمد الحلال من المورد مذبوح يدويا – وليس آليا.
كما عُرض على الفريق ثماني شهادات حلال منتهية الصلاحية أثناء الزيارات السرية، وعُثر على المستندات القديمة في Osmow’s وMary Brown’s وBoston Pizza، حيث أن الأخير أظهر شهادات منتهية الصلاحية منذ ثماني سنوات.
ويعتقد سوبدار أن معظم المعلومات المضللة التي كشفتها Marketplace ترجع إلى نقص التدريب للموظفين وفهم ضعيف لما هو الحلال – وليس نية لتضليل المستهلكين.
CN24,CBC
