اثار قرار الحكومة الفيدرالية بدعم قرار للأمم المتحدة يدعو إلى وقف إطلاق النار في غزة دون شروط معينة، مزيجًا من ردود الفعل من جانب النواب الليبراليين.
ويقول البعض إنهم يأملون أن يؤدي ذلك إلى السلام. ويقول آخرون إن ذلك يعني تخلي كندا عن إسرائيل بينما هي في حالة حرب مع المتطرفين.
ويعترض بعض النواب الليبراليين على صياغة قرار الأمم المتحدة، الذي يطالب بوقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية، ولكنه لا يدعو حماس صراحة إلى إلقاء أسلحتها.
وينص القرار على أنه يتعين على “جميع الأطراف” “الامتثال لالتزاماتها بموجب القانون الدولي”.
وقال بعض مؤيدي “إسرائيل” إن لغة القرار تفرض عبئا غير عادل عليها.
ودافعت وزيرة الخارجية ميلاني جولي عن التصويت قائلة إنه يجب وضع حد “لدوامة العنف” التي أودت بحياة العديد من الأبرياء وتركت عددا لا يحصى من الفلسطينيين بدون ماء أو طعام أو وقود أو دواء أو مأوى.
وقال بوب راي، سفير كندا لدى الأمم المتحدة، إن كندا “تشعر بالقلق إزاء تقلص المساحة الآمنة للمدنيين” في غزة مع توغل إسرائيل أكثر في جنوب تلك المنطقة في جهودها لتدمير حماس.
وقال راي “إن الأزمة الإنسانية المستمرة أثرت بشكل كبير في قرار كندا بدعم هذا القرار”.
النائب هاوسفاذر
وقال النائب الليبرالي أنتوني هاوسفاذر، وهو عضو برلماني يهودي كان زار الكيان الشهر الماضي وبرز كصوت بارز لجاليته في التجمع الحزبي، إنه يشعر “بخيبة أمل كبيرة” إزاء تصويت كندا في الأمم المتحدة.
واضاف إنه “من غير المقبول” أن تلقي كندا بثقلها وراء اقتراح وقف إطلاق النار الذي لا ينص بوضوح على ضرورة قيام حماس بإلقاء أسلحتها والتوقف عن قتال إسرائيل.
وقال هاوسفاذر إنه لا يمكن الوثوق بحماس واتهمها بانتهاك الهدنة الإنسانية التي تم تطبيقها الشهر الماضي لإدخال المساعدات واخراج المواطنين الأجانب واطلاق الرهائن.
وراى انه “كان الاقتراح بمثابة دعوة غير مشروطة لوقف إطلاق النار. أنا لا أؤيد دعوة غير مشروطة لوقف إطلاق النار. لا أعتقد أن غالبية ناخبيّ يؤيدون دعوة غير مشروطة لوقف إطلاق النار. من واجبي أن أتحدث علنًا عندما أعتقد أن كندا قد فعلت ذلك”. وقال هاوسفاذر : “لقد تخلت عن موقفها التقليدي في الأمم المتحدة الداعم لإسرائيل في وقت تكون فيه إسرائيل في حالة حرب”.
وقال إن إسرائيل “يتم استهدافها في كثير من الأحيان في المنظمات الدولية”.
وراى هاوسفاذر إن “مزيجا غير ديمقراطي من الدول” في الأمم المتحدة كثيرا ما “استهدف وشوه سمعة” إسرائيل، وكندا كان ينبغي عليها التمسك بسياستها المعتادة المتمثلة في التصويت ضد هذا النوع من القرارات.
وتجنب هاوسفاذر الرد على الأسئلة حول ما إذا كان بإمكانه البقاء في التجمع الحزبي الليبرالي، قائلاً إن الآن ليس الوقت المناسب لمناقشة مستقبله في الحزب.
ترودو
وكرر رئيس الوزراء جاستن ترودو تصريحاته الأخيرة للصحفيين يوم امس الأربعاء قبل فترة الأسئلة.
وقال إن كندا ستشارك في “الجهود الدولية العاجلة لتحقيق وقف دائم لإطلاق النار”.
لكنه شدد على أن وقف إطلاق النار “لا يمكن أن يكون من جانب واحد”.
وقال ترودو: “نريد أن تلقي حماس سلاحها. نحتاج أن نراها تطلق سراح جميع الرهائن”.
ولفت ترودو الى إن كندا مستعدة لاستخدام أدواتها الخاصة “للضغط على حماس لوقف أعمال العنف”. “. ولم يقدم أي تفاصيل.
النائب بن كارّ
وقال النائب الليبرالي بن كارّ، وهو عضو تجمع النواب اليهود في الحزب اللبرالي من وينيبيغ، إن البيان المشترك لكندا وأستراليا ونيوزيلندا “عادل” لأنه يتضمن المزيد من المطالب من حماس.
وقال كار: “إن قرار الأمم المتحدة لم يصل إلى المستوى المطلوب. لم تدن حماس إلى الحد الذي أعتقد أنه ضروري ومشروع.”
بيتر فراجيسكاتوس
وقال النائب الليبرالي بيتر فراجيسكاتوس على موقع اكس إن لديه “مخاوف” بشأن قرار الأمم المتحدة لأنه لم يتضمن الكثير من الشروط التي حددها بيان الحكومة الكندية السابق بشأن وقف إطلاق النار، مثل الدعوة إلى إزالة الجماعة الإرهابية. حماس من الحكومة في غزة.
وقال الأربعاء: “هناك شروط واضحة مرتبطة بما صوتنا عليه في الأمم المتحدة بالأمس، بما في ذلك، والأهم بشكل خاص، أن تقوم حماس بإلقاء سلاحها. البيان الذي أعقب (التصويت) من السيدة جولي أعطاني الكثير من الراحة”.
النائب فيصل الخوري: الفلسطينيون شعب يريد أن يعيش
وردا على سؤال عما إذا كان يعتقد أنه يمكن أن يكون هناك سلام في المنطقة بينما لا تزال حماس تحكم في غزة، لم يكرر النائب الليبرالي فيصل الخوري موقف حكومته بضرورة إزالة حماس ، وقال بدلا من ذلك: “إذا كانت هناك إرادة، فهناك طريقة.”
واضاف ” إذا تمكنا من العثور على أشخاص يمكنهم فهم تفكير حماس ونقله إلى الإسرائيليين عبر طرف ثالث يحظى باحترام دولي مثل كندا، أعتقد أنه يمكننا تحقيق السلام. الفلسطينيون هم أيضًا شعب يريد أن يعيش. لا أحد يريد أن يموت أبناؤه أو بناته في القصف”.
النائبة سلمى زاهد : تصويت كندا كان ضروريا
وقالت النائبة الليبرالية سلمى زاهد، وهي مسلمة تمثل منطقة تورونتو، إنها “ممتنة” لأن كندا صوتت لصالح وقف إطلاق النار.
وتضم دائرة زاهد في مركز سكاربورو عددًا كبيرًا من السكان المسلمين، وكانت من بين أول من وقعوا على رسالة من النواب تدعو الحكومة إلى دعم وقف إطلاق النار.
وقالت: “آمل أن تحشد كندا الدعم الدولي لحماية المدنيين الأبرياء الذين يقتلون في فلسطين وغزة”.
وقالت إن تصويت كندا كان ضروريا لأن عدد القتلى المدنيين ارتفع إلى مستوى غير مقبول.
وتشير الهيئة الصحية في غزة إلى أن نحو 18 ألف شخص قتلوا في غزة حتى الآن، كثير منهم من المدنيين.
وقالت عن صور النساء الفلسطينيات المنكوبات بسبب وفاة أطفالهن: “كأم، كان من الصعب جدًا بالنسبة لي في الشهرين الماضيين رؤية كل تلك الصور التي نراها”.
واضافت: “الأمر يتعلق بحماية المدنيين الأبرياء. إنه يتعلق بحماية الأطفال. بالنسبة للآباء، أسوأ شيء هو دفن أطفالهم، وقد رأينا العديد من الآباء يفعلون ذلك. لا أستطيع النوم ليلاً”.
وزير النقل پابلو رودريغيز
وقال وزير النقل پابلو رودريغيز إنه يجب إدانة حماس بشكل مطلق، لكن الصراع يؤدي إلى سقوط عدد كبير جدًا من الضحايا.
“إننا نرى يومًا بعد يوم أطفالًا ونساءً يموتون. يجب أن يتوقف هذا وعلينا أن نجد طريقة للعمل على حل الدولتين”.
وزير الإسكان شون فريزر
وقال وزير الإسكان شون فريزر إنه يؤيد وجهة نظر حكومته لكنه كان يفضل أن يتضمن اقتراح الأمم المتحدة لغة أكثر صرامة تصف حماس بأنها منظمة إرهابية.
وأضاف أنه يجب محاسبة حماس على هجومها الإرهابي في 7 أكتوبر/تشرين الأول، لكن كندا تريد “بذل كل ما في وسعها للحد من العنف” تجاه “الأبرياء” في غزة.
النائبة كارينا غولد : هناك تنوع في حزبنا
وقالت زعيمة اللبرال في مجلس النواب كارينا جولد إن هناك تنوعًا في وجهات النظر في التجمع الليبرالي لأنه “التجمع الوحيد الذي يمثل حقًا كل جانب من جوانب المجتمع الكندي”.
واضافت: “نجري هذه المحادثات الصعبة. نحن نستمع حقًا إلى الجميع. وعلى عكس الأحزاب الأخرى ، نحاول جمع الناس معًا لضمان أن يكون لكل شخص صوت”.
وأقرت بأنه قد تكون هناك تداعيات سياسية لتصويت يوم الثلاثاء.
وقالت غولد: “عندما تتخذ موقفا مبدئيا، فقد لا يرضي أحدا لأن هناك مشاعر قوية للغاية لدى طرفي هذا الصراع، وهذا أمر مفهوم”.
الوزير السابق ميندتشينو : لا اتفق مع تصويت كندا
وكان وزير السلامة العامة السابق ماركو مينديشينو، اعلن أنَّه لا يتفق مع تصويت كندا الأخير في الأمم المتحدة.
وقال مينديشينو “أنا لا أؤيد دعوة كندا إسرائيل للموافقة على وقف إطلاق النار غير المشروط. وتابع “في الوقت الحاضر، لن يؤدي ذلك إلا إلى تعريض سلامة وأمن الإسرائيليين والفلسطينيين في غزة لمزيد من الخطر”.
الشرطة تنفي إعتدائها الوحشي!
اتّهم منظمو تظاهرة دعم للفلسطينيين ضباطاً من جهاز شرطة تورونتو بمعاملتهم بوحشية، لكنّ الشرطة تنفي حصول ذلك.
ونشر فرع تورونتو في ’’حركة الشباب الفلسطيني‘‘ (PYM)، وهو من منظمي تظاهرة في وسط المدينة يوم الأحد، صوراً على منصات التواصل الاجتماعي لضابط شرطة يبدو وكأنه يشلّ حركة رجل مطروح أرضاً بالضغط بركبته على عنق هذا الأخير.
وادّعى الفرع في بيان مكتوب أنّ المتظاهر تعرّض لمعاملة وحشية وتم اعتقاله، ورأى أنّ استخدام تقنية التثبيت هذه يعكس ’’الأساليب العنيفة التي تستخدمها الشرطة حول العالم‘‘.
لكنّ جهاز الشرطة في كبرى المدن الكندية نفى ادعاءات الفرع المحلي في المجموعة الفلسطينية العالمية.
’’عند مراجعة الصور المتوفرة المتعلقة بهذه القضية، نبقى على قولنا بأنّ الضابط لم يضع ركبته على عنق المشتبه به‘‘، قالت المتحدثة باسم شرطة تورونتو، ستيفاني ساير، في رسالة بالبريد الإلكتروني.
ووصفت ساير الحدث بأنه كان ’’مفاجئاً وغير متوقَّع‘‘، وقالت إنّ ضباط الشرطة مدرَّبون على استخدام القوة اللازمة في الحالات التي تتبدل فيها الأمور بسرعة من أجل جعل الوضع ’’آمناً لجميع المعنيين، بمن فيهم الجمهور والضباط‘‘.
واتهمت شرطة تورونتو الرجل الذي تم القبض عليه بالاعتداء على أحد ضباطها وعرقلة عمله.
مقطع الفيديو الذي نشره فرع تورونتو في ’’حركة الشباب الفلسطيني‘‘ على منصة ’’إنستاغرام‘‘:
وقالت الشرطة في بيان بشأن الحادث، إنّ سيارة تابعة لها كانت متجهة جنوباً على شارع ’’يونيفرسيتي‘‘ حوالي الساعة 2:25 من بعد ظهر الأحد وحاولت الانعطاف يساراً إلى شارع ’’أرموري‘‘ في وسط المدينة. وأضافت أنّ ضباطاً كانوا يرافقون السيارة بينما كان هناك حوالي 500 متظاهر في المنطقة. وادّعى محققو الشرطة أنّ أحد الضباط تعرّض عندئذ للدفع من على دراجته فسقط أرضاً.
ويُظهر مقطع الفيديو العائد إلى يوم الأحد، والذي نشره فرع تورونتو في ’’حركة الشباب الفلسطيني‘‘ على منصة ’’إنستاغرام‘‘ للتواصل، عدةَ ضباط يثبّتون رجلاً على الأرض.
ويبدأ الفيديو والرجل مطروح أرضاً، فلا يُظهر ما الذي أدّى إلى المشاجرة. ويُظهر الشريط أحد الضباط وهو يقوم على ما يبدو بلكم الرجل بشكل متكرر بينما يظهر ضابط آخر وكأنه يضع ركبته وساقه على رأس الرجل نفسه.
وفي وقت لاحق من الفيديو، يحيط عدد من الضباط برفاقهم الذين يتولون عملية توقيف الرجل، ما يحجب الرؤية عن عدسة الكاميرا.
وسيمثل الرجل البالغ من العمر 32 عاماً أمام محكمة أونتاريو في 25 كانون الثاني (يناير) المقبل.
CBC,SA,RCI
To read the article in English click this link