قالت كريستيا فريلاند، نائبة رئيس الوزراء الكندي، يوم أمس الأربعاء، إن الوضع في قطاع غزة “مفجع”.
ويأتي تصريحها بعد يوم من توبيخ رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، لرئيس الوزراء الكندي، جاستن ترودو، لحثه إسرائيل على وقف “قتل النساء والأطفال والرضع” في قطاع غزة.
حيث قال ترودو يوم الثلاثاء في فانكوفر: “كنت واضحا أن ثمن العدالة لا يمكن أن يكون استمرار معاناة جميع المدنيين الفلسطينيين، فحتى الحروب لها قواعد”.
وأضاف: “إننا نستمع إلى شهادات الأطباء وأفراد الأسر والناجين والأطفال الذين فقدوا والديهم.. العالم يشهد قتل النساء والأطفال والرضع”.
وقالت فريلاند للصحفيين أمس في Mascouche بمقاطعة كيبيك: “أعتقد أن الجميع يتفقون على أن الوضع الإنساني في غزة مفجع، ومن الصعب حقا رؤية صور ما يحدث”.
وطُلب من فريلاند، التي تشغل أيضا منصب وزيرة المالية الفيدرالية، الرد على انتقاد نتنياهو لترودو مساء الثلاثاء، بعد ساعات من حثه الحكومة الإسرائيلية على “ممارسة أقصى درجات ضبط النفس” في حربها على غزة.
و يوم أمس الأربعاء، انتقد يائير لابيد، زعيم المعارضة في إسرائيل، ترودو أيضا بسبب تصريحاته.
وكتب لابيد على موقع إكس: “يا رئيس الوزراء ترودو، إسرائيل تدافع عن نفسها في ظروف صعبة ضد منظمة إرهابية وحشية بينما تحاول إنقاذ الرضع والأطفال والنساء والرجال المحتجزين كرهائن”.
وأضاف: “إذا وجدت كندا نفسها تحت هجوم متواصل ووحشي مثل الذي نواجهه الآن، فستجدون إسرائيل إلى جانبكم.. نتوقع نفس الدعم”.
بدوره، قال زعيم الحزب الديمقراطي الجديد في كندا، جاغميت سينغ، أمس الأربعاء إن ترودو كان عادلا فيما قاله عن إسرائيل.
وأضاف للصحفيين في تورنتو : “من الواضح أنه يجب أن يكون هناك احترام كامل للقانون الدولي، وهناك مخاوف عميقة بشأن عدم اتباعه، ولذا فإن هذا انتقاد عادل”.
كما كرر سينغ مطالبته بأن يدعو ترودو إلى وقف إطلاق النار، بحجة أن ذلك سيعزز مصداقية كندا على المسرح العالمي.
وواجه ترودو ضغوطا متزايدة محليا من المجلس الوطني للمسلمين الكنديين ووكالات توطين اللاجئين ونواب البرلمان – بما في ذلك بعض الليبراليين – للدعوة إلى وقف إطلاق النار.
وبدلا من ذلك، دعا ترودو إلى هدنة إنسانية طويلة للقصف.
المحتجون لأجل فلسطين أخرجوا ترودو من مطعَمين
قرر مواطنون في فانكوفر تذكيرَ رئيس الحكومة جستن ترودو بواجبه بالنسبة للدعوة لإيقاف النيران بعد امتناع كندا عن ذلك.
فقد تواجد عدد من المحتجين في مطعمٍ وصل إليه ترودو في المدينة عصرَ الثلاثاء، لكن لم تتطور الأمور تطوراً كبيراً، وبعد هرب ترودو وموكبه إلى مطعم آخر، إجتمع 250 محتجاً لمطالبته بإنهاء الإبادة التي تنتهجها إسرائيل بحق الفلسطينيين، خصوصاً أهل غزة.
ترودو – كعادته عندَ تعرّضه لمواجهات مماثلة – أدارَ ظهره للمحتجين ولم يكلِّف نفسه عناءَ إجابتهم أو محاورتهم. وقد ردد المحتجون عبارات مثل: “أوقف الينران الآن، يداك ملطختان بالدماء، عار عليك! أنت تمول إبادة الفلسطينيين يا جستن ترودو، أنت تقتل الأطفال! كم من الفلسطينيين سيُقتلون بعد”؟
كما حمل المحتجون الأعلام الفلسطينية، وتموضَع قرابة 150 منهم أمام المطعم و100 خلفه، مشبكين أذرعهم ببعضها، ما “أقلق” شرطة فانكوفر، التي استُحضِرَت للتحكم بالمحتجين ومرافقة ترودو إلى الخارج، وقد اعتقلت شاباً في السابعة العشرين من عمره وآخر في الرابعة والثلاثين.
منظمات صهيونية تستهدف الكنديين من أصول عربية !
أعلن مركز إسرائيل والشؤون اليهودية CIJA يوم الثلاثاء، أن مفوض مونتريال لمكافحة العنصرية يجب أن تستقيل بعد “الصمت” بشأن الأحداث الأخيرة المعادية للسامية.
و اتهم مركز إسرائيل والشؤون اليهودية CIJA، بشرى المناعي، بعدم الحياد في موقفها من خلال نشر منشورات لدعم المدنيين الذين يتعرضون لإطلاق النار في غزة، بينما لم تُدن الهجمات على المؤسسات اليهودية في مونتريال، بما في ذلك إطلاق النار على اثنين من المدارس اليهودية.
ونشرت CIJA على منصة X يوم الثلاثاء: “ليس لدى CIJA ثقة في بشرى المناعي، وبعد أسابيع من السلوك غير المبرر وغير المؤهل، ندعوها إلى الاستقالة”.
وتُظهر لقطات الشاشة لحساب فيسبوك الخاص بالمناعي، العديد من الرسائل المؤيدة للفلسطينيين، بما في ذلك رسالة تقارن الحرب بالإبادة الجماعية في رواندا، كما كتبت “أفتخر بمونتريال” في تعليق على مقطع فيديو يظهر مظاهرة مؤيدة للفلسطينيين.
وأصدرت المناعي بيانا مكتوبا أوضحت فيه أنه بينما تخدم المدينة، “ليس لدي أي دور في التمثيل العام”.
وأوضحت أيضا سبب حضورها الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين، قائلة “كما لاحظ البعض منكم على شبكات التواصل الاجتماعي، شاركت مؤخرا في مظاهرات في مونتريال دعما لوقف إطلاق النار، وأرى أن هذا الموقف الفردي واجب إنساني، إذا، هو موقف شخصي، موقف امرأة ملتزمة وكتبت: “أرجو أنم يحل السلام، حزينة من فظاعة هذا الوضع”.
ولم ترد على الدعوات التي تطالبها بالتنحي، وقالت في بيانها إنها “تعارض بشدة” كافة أشكال الكراهية والعنف.
وقالت Eta Yudin، نائبة رئيس CIJA، إن صمتها بشأن معاداة السامية كان “صادما”، وعندما تصمت، فهي رسالة قوية مثل التحدث.
ما يحدث مع المناعي هو سلسلة من الاستهدافات التي يواجهها كنديون من أصول عربية يؤيدون فلسطين من قبل منظمات صهيونية تستخدم نفوذها و الضغط الإعلامي على المؤسسات الكندية لفصل هؤلاء المؤيدين لفلسطين من وظائفهم و كنا نشرنا في أخبار سابقة عن أمثلة كثيرة كهذه.
إرتفاع الاعتداءات على المسلمين بنسبة 1,300%
أشار مجلس الشيوخ الكندي في تقريرٍ أصدره في الثاني من تشرين الثاني/ نوفمبر إلى أن الكره للإسلام “مشكلةٌ مستمرةٌ في المجتمع الكندي والكثير من المؤسسات الكندية”. ودعا المجلس إلى “التحرك بسرعةٍ لعكس المسار المخيف للكره للإسلام في كندا”.
اللجنة المعنية بالحقوق الإنسانية في مجلس الشيوخ أشارت إلى أن الحوادث التي تنم عن الكره للإسلام “باتت حقيقة يومية يشهدها الكثير من المسلمون”، وإلى أن “واحداً من أصل كل أربعةٍ من الكنديين لا يثق بالمسلمين”. كما ذكَّرت اللجنة بأن كندا تتصدر قائمة دولِ “مجموعة الدول السبع” بالنسبة لاستهدافِ مسلميها بسبب الكره للإسلام.
في هذا السياق، سجَّل “المجلس الوطني للمسلمين الكنديين” (National Council of Canadian Muslims) تزايدَ الاعتداءات على المسلمين بنسبة 1,300 بالمئة منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر. وقال الناشطة في المجلس فاطمة عبد الله إن المجلس يتلقى ثماني شكاوى يومياً تقريباً من أرجاء كندا، خصوصاً من المقاطعات التي ترتفع كثافتها السكانية، مثل أنتاريو وألبِرتا وكيبك.
وقد تحدَّث المشتكون عن رسائل مكتوبة على جدران الأماكن العامة والمباني السكنية وحمامات المدارس تقول: “أُقتلوا كل المسلمين”، و”أنتم المسلمون يجب أن تموتوا”، كما عن بصقِ الآخرين عليهم في الأماكن العامة أو أماكن العمل.
فاطمة عبد الله أشارت إلى أن “منطق السياسيين يشكل جزءاً من المشكلة، خصوصاً في البيانات التي أُصدِرَت بُعَيد السابع من تشرين الأول، فقد ساوى سياسيون كثر المسلمينَ بالإرهابيين”..
وعليه، دعت الناشطةُ الزعماء السياسيين إلى “المحافظة على التوازن في بياناتهم المرتبطة بالشؤون الخارجية”..
كنديان آخران يتمكنان من مغادرة قطاع غزة
تمكن كنديان آخران من الخروج من غزة اليوم الأربعاء إلى مصر عبر معبر رفح الحدودي.
وقالت هيئة الشؤون العالمية الكندية إنها ساعدت 358 مواطنا كنديا ومقيمين دائمين وأقاربهم على الخروج من المنطقة التي مزقتها الحرب، بينما تمكن تسعة آخرون من الوصول إلى مصر بوسائل أخرى.
كما ذكرت الحكومة الكندية أن 386 شخصا آخرين مرتبطين بكندا يحاولون الخروج من غزة.
بعد رفض إجلاء زوجته من غزة.. مقيم دائم يرفع دعوى ضد الحكومة الكندية ويربحها
يتطلب إخراج زوجة المقيم الدائم الكندي من غزة التهديد برفع دعوى قضائية، وفقا لرسائل البريد الإلكتروني بين محام ومسؤولين كنديين، وذلك بعد أن أبلغت الحكومة الكندية الزوجة بأنها لا تستطيع مغادرة المنطقة المحاصرة دون أن يرافقها زوجها الموجود في فانكوفر.
Randall Cohn هو محامي هجرة مقيم في فانكوفر، وزوجة موكله فلسطينية تعيش في غزة، وكانت تنتظر الحصول على تأشيرة للعيش مع زوجها في كندا عندما شنّت إسرائيل حرها على القطاع.
وعندما أعلنت الشؤون العالمية الكندية (GAC) في 11 أكتوبر أن كندا ستعمل على إخراج الأشخاص من إسرائيل وغزة والضفة الغربية، حاول المقيم الدائم تسجيل زوجته في قائمة الإخلاء، حيث أن أزواج المقيمين الدائمين في كندا مؤهلون لذلك.
ولكن تم رفض التسجيل في 16 أكتوبر من قبل ممثل مركز المراقبة والاستجابة للطوارئ (EWRC) – الفرع القنصلي للطوارئ التابع لـ GAC – الذي أخبر المقيم عبر البريد الإلكتروني أن الرحلات الجوية مقدمة فقط لغير المواطنين وأولئك الذين ليس لديهم إقامة دائمة إذا كانوا “برفقة أحد أفراد الأسرة المباشرين” الذي يكون مواطنا أو مقيما دائما.
وقال Cohn: “لقد كانوا يضيفون شرطا إضافيا وهو أنه يجب عليهم أن يكونوا مرافقين للمواطن أو المقيم الدائم، ولم تكن هذه هي الطريقة التي تم وصفها في البيان الصحفي”.
وتابع مع GAC نيابة عن موكله في نفس اليوم عبر البريد الإلكتروني، مشيرا إلى أن السياسة الواردة في البيان الإعلامي لـ GAC لم تستبعد أفراد العائلة المباشرين من قائمة الإخلاء بناء على ما إذا كانوا مسافرين مع مواطن كندي أو مقيم دائم، كما طلب “معالجة طلب موكله على الفور دون أي تحيز”.
وأكدت الوكالة استلام رسالته، لكنها لم تستجب لطلبه، ثم رفع Cohn دعوى قضائية أمام المحكمة الفيدرالية الكندية يطلب فيها إجراء مراجعة قضائية للرفض.
وبعد بضعة أيام، أكد إضافة زوجة موكله إلى قائمة الإخلاء وسحب دعواه القضائية.
ووفقا لـ Cohn، لم تتم إضافتها إلى القائمة فحسب، بل كانت أيضا ضمن المجموعة الأولى المكونة من 75 كنديا وأفراد أسرهم الذين سُمح لهم بمغادرة غزة في 7 نوفمبر، وهي الآن بأمان في كندا مع زوجها.
وقال Cohn إن تجربة موكله تشير إلى وجود مشكلة في كيفية اختيار GAC للأشخاص الذين تم إجلاؤهم، لا سيما بالنظر إلى أنه لا يستطيع الجميع الوصول إلى محام.
To read the article in English click this link