يغادر المهاجرون من كندا بشكل متزايد بحثا عن فرص أفضل في أماكن أخرى، وفقا لدراسة أجراها معهد المواطنة الكندية ومجلس المؤتمرات الكندي.
حيث ارتفع عدد المهاجرين الذين غادروا كندا بنسبة 31 في المائة فوق المعدل الوطني في عامي 2017 و2019.
وبحسب الدراسة، فإن العوامل التي تؤثر على الهجرة تشمل التكامل الاقتصادي، والشعور بالانتماء، والعنصرية، وملكية المنازل، والفرص الاقتصادية في البلدان الأخرى.
كما قال العديد من الأشخاص لسي تي في إن ارتفاع تكلفة المعيشة والإسكان بأسعار معقولة والمنافسة على الوظائف دفعتهم إلى الهجرة من كندا بحثا عن آفاق أفضل.
وهاجر جوليان كريستانشو إلى كندا من كولومبيا في عام 2019، بعد أن فكر لفترة وجيزة في الولايات المتحدة، وبدأ وظيفة الموارد البشرية على مستوى المبتدئين بعد حصوله على شهادة في الموارد البشرية في أونتاريو، وكانت الوظيفة تدفع 17 دولارا في الساعة، ولم يكن أجرا معيشيا “المطلوب لتحمل تكاليف المعيشة” في معظم مدن أونتاريو في ذلك الوقت، وفقا لشبكة أجور المعيشة في أونتاريو.
ثم استقال بعد عامين للتقدم بطلب للحصول على وظيفة أفضل، وقال لسي تي في: “استغرق الأمر حوالي 50 طلبا وساعات لا تحصى من تصميم السيرة الذاتية والرسائل التعريفية فقط للحصول على ثلاث مقابلات أولية، مع عدم سماع أي رد من تلك الشركات”.
وأوضح كريستانشو، أن نظام الهجرة الكندي يعمل بشكل جيد في جلب الناس إلى البلاد، ولكن ليس في إعدادهم لتحقيق النجاح بعد أن يقضوا بعض الوقت هنا.
أما إيميلسون خوسيه، من الهند، فقد عاش في كندا لمدة 10 سنوات وعلم أن العديد من الكنديين لا يستطيعون العيش بالقرب من مكان عملهم، مما يعني أنهم يقضون عشرات الساعات في التنقل كل شهر.
وقال: “بغض النظر عن المبلغ الذي تجنيه، فإن أجرك الذي تأخذه إلى المنزل لا يكفي لتغطية النفقات”.
وأضاف: “بعد 10 سنوات من المشقة، أنا الآن مواطن كندي ولا أريد العيش في كندا بعد الآن”.
كما جاء سايكيران يلافولا إلى أونتاريو مع عائلته للدراسة في عام 2019 بعد أن مارس طب الأسنان في الهند لمدة عامين، وحصل على وظيفة في مجال البيع بالتجزئة أثناء دراسته لإدارة الرعاية الصحية في كلية Conestoga، وفي عام 2021، أصبح هو وعائلته مقيمين دائمين.
وعلى مدار الستة عشر شهرا الماضية، عمل يلافولا جاهدا للحصول على وظيفة أكثر ملاءمة لتعليمه وتدريبه، ولكن دون جدوى.
ووجد يلافولا وعائلته أن المناخ البارد في كندا يؤثر سلبا على صحتهم الجسدية والعقلية، وقال: “للأسف، دفعتنا هذه التحديات، إلى التفكير في مغادرة كندا إلى الأبد، ويؤلمنا أن نفكر في مغادرة بلد اخترناه في البداية بالأمل والتفاؤل من أجل مستقبل أفضل”.
وأشار مهاجرون آخرون اتصلوا بسي تي في إلى مشاكل الرعاية الصحية والمشهد السياسي العدائي من بين أسباب مغادرة كندا، على الرغم من أن القدرة على تحمل التكاليف كانت سببا مشتركا للمغادرة.
انخفاض مستويات الهجرة المؤقتة قد يضر بالاقتصاد الكندي
وفقا للخبير الاقتصادي Marc Desormeaux، يمكن أن يتضرر الاقتصاد الكندي بشدة إذا شهدت البلاد انخفاضا في هجرة المقيمين غير الدائمين (NPR) في مواجهة فترة من الضعف الاقتصادي.
الوضع الحالي لهجرة المقيمين غير الدائمين في كندا
تعد هجرة المقيمين غير الدائمين (المؤقتين) السبب الجذري للنمو السكاني في كندا في “معظم المقاطعات”.
المقيمون المؤقتون هم فئة من المهاجرين إلى كندا بما في ذلك مجموعات مثل العمال الأجانب والطلاب الدوليين واللاجئين.
وكانت هجرة العمال الأجانب (أولئك الذين يحملون تصاريح عمل) على وجه التحديد، هي التي قادت نمو الهجرة المؤقتة في العام الماضي، حيث شكلت هذه المجموعة 70 في المئة من إجمالي النمو في هذه الفئة.
النتائج والآثار
توضح هذه الدراسة كيف سيتأثر الناتج المحلي الإجمالي في المقاطعات الأربع الكبرى في كندا (أونتاريو وبريتش كولومبيا وكيبيك وألبرتا) مع تغير مستويات القبول في الإقامة المؤقتة عبر كندا في عام 2023 (2023-2024) و2024 (2024-2025).
ومع إدراك أن هذه النتائج تختلف حسب المقاطعة، إلا أن النتائج الإجمالية لهذه الدراسة تشير إلى أن جميع المقاطعات الأربع التي تم تقييمها ستشهد انخفاضا في ناتجها المحلي الإجمالي إذا كانت كندا تشهد انخفاضا في هجرة المقيمين المؤقتين.
بمعنى أن “صحة” الاقتصاد الكندي ستنخفض نتيجة لانخفاض هجرة المقيمين المؤقتين.
وقد تشمل بعض الآثار السلبية لانخفاض الناتج المحلي الإجمالي ما يلي:
*ركود اقتصادي
*تراجع “الدخل الحقيقي”
*انخفاض الإنتاج
*زيادة البطالة
الخلاصة: ماذا يمكن أن يحدث إذا تباطأت هجرة المقيمين المؤقتين عبر كندا؟
عادة ما تزداد معدلات قبول المقيمين المؤقتين عبر المقاطعات الأربع الكبرى في كندا عندما يكون الاقتصاد قويا وتنخفض في أوقات الضعف الاقتصادي.
وفي ضوء هذه النتائج، وتوقع حدوث ركود محتمل في المستقبل القريب، توضح Desjardins أن “الدعم السكاني الأخير للنشاط الاقتصادي وعائدات الضرائب في كندا قد لا يستمر إلى الأبد”، وبعبارة أخرى، يجب أن تحافظ الهجرة المؤقتة إلى كندا على نفسها خلال فترات التقلبات الاقتصادية إذا أرادت كندا محاولة تجنب الاضطرار إلى “التصدي للتحديات الهائلة المتمثلة في شيخوخة السكان السريعة ونقص المعروض من المساكن بأسعار معقولة”.
ولتحقيق ذلك، تقترح Desjardins أن كندا بحاجة إلى رفع مستويات الهجرة المؤقتة إلى كندا، لأن هذا من شأنه أن يساعد البلاد على “معايرة سياسة سوق العمل والإسكان بشكل مناسب”.
الهجرة الكندية تطلق مراجعة لمعايير تصريح العمل بعد التخرج PGWP لأول مرة منذ 10 سنوات
أعلنت دائرة الهجرة واللاجئين والمواطنة الكندية (IRCC) في 27 أكتوبر، عن تغييرات في برنامج الطلاب الدوليين، ومن المقرر تنفيذها في الأشهر المقبلة لتعزيز البرنامج وحماية الطلاب من الاحتيال.
وستتطلب الإجراءات من المؤسسات التعليمية المعينة (DLIs) تأكيد خطاب قبول كل مقدم طلب مباشرة مع IRCC لضمان إصدار تصاريح الدراسة بناء على خطابات قبول حقيقية فقط.
وبحلول فصل الخريف لعام 2024، ستتبنى IRCC إطار عمل “المؤسسة المعترف بها” الذي سيستفيد من الإجراءات الجديدة، مثل أولوية المعالجة لطلبات تصريح الدراسة.
كما أعلنت IRCC أيضا أنها ستكمل في الأشهر المقبلة تقييما لمعايير تصريح العمل بعد التخرج (PGWP) وتبدأ في إدخال إصلاحات لمعايرتها بشكل أفضل مع احتياجات سوق العمل في البلاد، بالإضافة إلى أهداف الهجرة الإقليمية والفرنسية، وستكون هذه المراجعة الأولى للبرنامج منذ 10 سنوات.
ما هو تصريح العمل بعد التخرج؟
يمكن للطلاب الدوليين الذين أكملوا برنامجا كنديا مؤهلا بعد المرحلة الثانوية التقدم بطلب للحصول على تصريح PGWP الذي يسمج بالعمل لدى أي صاحب عمل في كندا.
وPGWP صالح لمدة تصل إلى ثلاث سنوات، اعتمادا على طول البرنامج التعليمي الكندي.
ومن المزايا الرئيسية لبرنامج PGWP أنه يسمح للطلاب الدوليين باكتساب خبرة العمل المهنية في كندا.
وتكافئ العديد من مسارات الهجرة المختلفة في كندا المتقدمين الذين درسوا و/أو عملوا في كندا.