دعا رئيس الحكومة الفدرالية جوستان ترودو إلى اجتماع طارئ لمجموعة الاستجابة للحوادث من أجل مناقشة الوضع في الأقاليم الشمالية الغربية وتنسيق الجهود الفدرالية فيما تقترب نيران حرائق الغابات من يلونايف، عاصمة هذا الإقليم الكندي الذي يحمل اسماً بصيغة الجمع.
فعند إعداد هذا الخبر كانت النيران قد وصلت إلى مسافة خمسة عشر كيلومتراً تقريباً من الطرف الشمالي الغربي للعاصمة.
وفي غضون ذلك يواصل سكان يلونايف البالغ عددهم نحو 20 ألف نسمة وغيرُهم من سكان الإقليم مغادرة ديارهم.
وصدر أمر بإخلاء العاصمة وبلدتيْ نديلو وديتا المجاورتيْن، وهما اثنان من مجتمعات السكان الأصليين.
وقال وزير البيئة وتغير المناخ والشؤون البلدية والمجتمعية في الإقليم، شين تومسون، إنّ على سكان يلونايف ونديلو وديتا وإنغراهام تريل أن يغادروا منازلهم بحلول ظهر يوم غد الجمعة.
وأوضح تومسون أنّ 65% من سكان الإقليم يخضعون لأمر إخلاء.
وتُنظَّم رحلات إخلاء جواً اليوم للأشخاص الذين لا يستطيعون مغادرة العاصمة بالسيارة.
وأسوةً بمقاطعة ألبرتا، قالت جارتها الشرقية مقاطعةُ ساسكاتشوان بلسان رئيس حكومتها، سكوت مو، إنها مستعدة لاستقبال سكان الأقاليم الشمالية الغربية الذين يتم إجلاؤهم.
وقال مو إنه تحدث إلى نظيرته في الأقاليم، كارولين كوكران، معرباً لها عن استعداده لتزويدها بكل الدعم الذي يحتاج إليه إقليمها في هذه الظروف.
ومن جهته قال رئيس حكومة بريتيش كولومبيا، ديفيد إيبي، إنّ مقاطعته تعمل بنشاط لمساعدة الأشخاص الذين تم إجلاؤهم. وأضاف مكتبه أنّ مقاطعات الغرب الكندي تقوم بالتنسيق مع سلطات يلونايف.
وتقع كلّ من ساسكاتشِوان وألبرتا وبريتيش كولومبيا عند الحدود الجنوبية للأقاليم الشمالية الغربية.
كما تعهد إقليما نونافوت ويوكون بمساعدة النازحين من الأقاليم الشمالية الغربية. والأول يحدّ الأقاليم من جهة الشرق والثاني من جهة الغرب.
فقالت حكومة نونافوت إنها على اتصال منتظم مع سلطات يلونايف لتحديد المساعدة التي يمكن أن تقدمها لها.
وفي يوكون قالت رئيسة بلدية العاصمة وايتهورس، لورا كابوت، إنّ البلدية تضع اللمسات الأخيرة على خططها لتقديم الدعم اللوجستي والإنساني للنازحين لفترة غير محددة، طالما دعت الحاجة لذلك.
وتساهم القوات المسلحة الكندية في إجراءات الإخلاء في يلونايف. ووصل الجنود الكنديون إلى المدينة يوم الاثنين.
ولا يزال 236 حريقاً نشطاً في الأقاليم الشمالية الغربية، بما فيها تلك التي تهدد يلونايف ومحيطها. ولم يتم الإبلاغ عن حرائق غابات جديدة خلال الساعات الـ24 الأخيرة.
وتبلغ مساحة الأقاليم الشمالية الغربية نحو 1,35 مليون كيلومتر مربع. أمّا عدد سكان هذا الإقليم الشاسع فبحدود الـ45.700 نسمة حسب تقديرات وكالة الإحصاء الكندية للربع الثاني من العام الحالي.
وقضى 4 أشخاص حتى الآن في كندا بحرائق الغابات خلال العام الجاري، كما احترق أكثر من 20 ألف كيلومتر مربع من الغابات في المناطق الشمالية الغربية.
وينشط أكثر من ألف حريق غابات حاليا في كندا ، مما يسلط الضوء على الحر الشديد الذي يشهده النصف الشمالي من الكرة الأرضية.
تأمين جديد ضد الفيضانات
تستمر أعمال التنظيف في مقاطعة نوفا سكوشا بعد الفيضانات المدمرة التي حدثت الشهر الماضي. وتعمل الحكومة الفدرالية ومكتب التأمين الكندي (BAC / IBC) على إيجاد طريقة لتوفير التأمين لأضرار من هذا النوع.
حالياً لا تغطي بوليصات التأمين القياسية بشكل عام موجات العواصف والفيضانات السطحية لأنها تُعتبر عالية الخطورة.
ويقول نائب الرئيس لشؤون تغير المناخ والشؤون الفدرالية في مكتب التأمين الكندي، كريغ ستيوارت، إنّ الهدف هو وضع برنامج وطني للتأمين ضد الفيضانات بحلول الأول من نيسان (أبريل) 2025.
’’تستمرون في شراء تأمين على المنزل كما تفعلون من خلال شركة التأمين التي تتعاملون معها حالياً، لكن سيكون لديكم إمكانية الحصول على تأمين شامل ضد الفيضانات‘‘، يوضح ستيوارت.
ويلفت إلى أنّ التعاون مع الحكومة الفدرالية بدأ منذ عامين ونصف عندما دعا وزير السلامة العامة الفدرالي فريق عمل وطلب منه النظر في كيفية تحسين الاستجابة للفيضانات.
ويقدّر المسؤول في مكتب التأمين الكندي أنّ هناك حالياً 1,5 مليون أُسرة تقيم في مناطق شديدة الخطورة من حيث احتمال تعرضها لفيضانات.
ووفقاً للميزانية الفدرالية للعام الماضي، اقترحت الحكومة تقديم 31,7 مليون دولار على مدى 3 سنوات بدءاً من السنة المالية 2023 – 2024 لإطلاق ’’برنامج تأمين منخفض التكلفة ضد الفيضانات، يهدف لحماية الأسر المعرضة بنسبة عالية للفيضانات وليس لديها تأمين مناسب‘‘.
تفاصيل البرنامج لا تزال قيد الإعداد، لكنّ ستيوارت يقول إنّ التغطية ستكون بقيمة حوالي 300.000 دولار مع خصم تأمين ’’سيكون في متناول الجميع‘‘.
ومن غير الواضح بعد كم ستبلغ تكلفة إدراج الحماية من الفيضانات في بوليصة التأمين. لكنّ ستيوارت يعتقد أنّ الأمر سيعتمد على محتويات المنزل وتكلفة الإصلاحات ومستوى المخاطر.
’’إذا قررتم أنكم لا تريدون شراء هذا التأمين ودفع ثمنه، لن يكون بإمكانكم توقّع الحصول على تعويض في حال حدوث كارثة‘‘، يقول ستيوارت.
من جهتها أوضحت وزارة السلامة العامة الفدرالية أنّ الأضرار التي تلحق بالممتلكات السكنية بسبب الفيضانات لن تعود مؤهلة لتقاسم التكاليف الفدرالية في إطار أحكام المساعدة المالية في حالات الكوارث عندما يصبح التأمين ضد الفيضانات متاحاً للكنديين وبأسعار معقولة.
To read the article in English press here