سجل الاقتصاد الكندي نموا طفيفا بنسبة 0.3 في المائة في أيار / مايو المنصرم. وتم تعويض الانخفاض الكبير في إنتاج النفط والغاز بسبب حرائق الغابات، من خلال النمو الذي شهده قطاع الصناعات المنتجة للخدمات.
ذكرت وكالة الإحصاء الكندية التي ترصد أداءَ مختلف القطاعات الصناعية لإعداد بياناتها، أن أكثر من نصف إجمالي الصناعات سجل نموا. في المقابل سجل أحد قطاعات الصناعات الرئيسية في البلاد، وهو قطاع التعدين والمحاجر والنفط والغاز، انكماشا لأنه ’’تأثر بشدة‘‘ بحرائق الغابات. مسجلا انخفاضا بلغ 2.1 في المائة في مايو الماضي.
وتشير الوكالة الحكومية إلى أنه أول انخفاض لهذا القطاع في خمسة شهور والأكبر من نوعه منذ شهر آب / أغسطس 2020.
انخفض استخراج النفط والغاز بنسبة 3.6 في المائة خلال شهر أيار / مايو نتيجة حرائق الغابات في ألبرتا. كان هذا أكبر انخفاض منذ نيسان / أبريل 2020. وقالت الوكالة العامة في تقريرها الصادر اليوم ’’إن الحرائق أثرّت بشكل أساسي على المنشآت في الأجزاء الغربية من المقاطعة الواقعة في الغرب الكندي. وخفضت شركات التعدين والنفط والغاز هناك نشاطها.
صناعات أخرى
شكل تراجع تشييد المباني السكنية عبئا آخر على النمو، حيث انخفض هذا النشاط بنسبة 1.8 في المائة، وهو أول انخفاض في قطاع البناء منذ خمسة شهور في البلاد.
على صعيد آخر، انتعش قطاع مبيعات الجملة وقطاع التصنيع، حيث استمرت الاختناقات السابقة في سلسلة التوريد في التراجع.
يعزى النمو الاقتصادي المتواضع في شكل جزئي إلى الانتعاش في قطاع الإدارة العامة، حيث انتهى إضراب كبير وطويل لموظفي القطاع العام نهاية شهر نيسان / أبريل الماضي.
هذا ويعد حجم النمو الاقتصادي الذي بلغت نسبته 0.3 في المائة لشهر أيار / مايو المنصرم أقل بشكل طفيف من توقعات وكالة الإحصاء في السابق والتي قدرت أن ينمو الاقتصاد لهذا الشهر بنسبة 0.4 في المائة.
لهذا السبب قرر ترودو تغيير معظم الوزراء !
أجرى رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو تغييرات هائلة على حكومته الأسبوع الماضي في خطوة وصفها محللون سياسيون بأنها شكلية أكثر منها جوهرية، ولكن المستشارين المقربين للزعيم الليبرالي يعتقدون أنها تظهر تصميمه على السعي لتحقيق فوز رابع في الانتخابات٬ وفقا لتقرير رويترز.
قام ترودو بتغيير أو نقل ثلاثة أرباع حكومته، حيث أظهرت سلسلة من استطلاعات الرأي الأخيرة أن الليبراليين ذوي الميول اليسارية يتخلفون عن منافسيهم المحافظين من يمين الوسط بعد ما يقرب من ثماني سنوات في السلطة.
فقد أدت أزمة تكلفة المعيشة، والارتفاع الحاد في أسعار الفائدة، والنقص المزمن في المساكن، إلى منح زعيم حزب المحافظين المعارض بيير بوالييفر الذخيرة لمهاجمة ترودو، متهما إياه بتغذية زيادات الأسعار نتيجة الإنفاق الحكومي المسرف.
وأظهر استطلاع Abacus Data الذي نُشر يوم الأربعاء تقدما بنسبة 38 في المئة في الدعم العام للمحافظين مقارنة بـ 28 في المئة لليبراليين، وهو ما يكفي لضمان فوزهم في الانتخابات الآن، وأظهرت استطلاعات أخرى اختلافا أضيق بين الحزبين.
ووصف ترودو التغيير باعتباره وسيلة لبناء فريقه الاقتصادي الأساسي استجابة لتحديات تكلفة المعيشة التي واجهها الكنديون لأكثر من عامين.
ولكن مع احتفاظ وزيرة المالية كريستيا فريلاند، وهي أيضا نائبة رئيس الوزراء، بوظيفتها، يتساءل بعض المحللين عن التأثير الحقيقي للتغييرات.
وقال Robert Asselin، نائب الرئيس الأول للسياسة في مجلس الأعمال الكندي: “لا أشعر بأي تغيير بالنظر إلى أن اللاعبين الرئيسيين – وزيرة المالية ورئيس الوزراء – يشيرون إلى أن الأمور تسير كالمعتاد”، وأضاف أن التغيير كان “مسرحية”.
وكانت قد أبرمت حكومة الأقلية التي يرأسها ترودو اتفاقا مع الديمقراطيين الجدد ذوي الميول اليسارية، الذين وعدوا بإبقاء الليبراليين في السلطة حتى عام 2025، ولكن الصفقة ليست ملزمة ويحتاج ترودو إلى فريق حملته ليكون متأهبا في كل الأوقات.
وقال مصدران حكوميان بارزان إن ترودو يعيد تعيين وزرائه للاستعداد لمعركة ليصبح أول زعيم منذ عام 1908 يفوز بأربع انتخابات متتالية.
وأكد أشخاص مقربون من ترودو أنه لا يُظهر أي علامات على التنحي والسماح لشخص آخر بتولي المسؤولية بعد فوزه بأغلبية في عام 2015، وبأقلية في عامي 2019 و2021.
وبحلول موعد الانتخابات القادمة في عام 2025، سيكون ترودو في السلطة لمدة 10 سنوات، ويمكن أن يكون الكنديون في مزاج للتغيير، ولم يفز أي رئيس وزراء كندي منذ ويلفريد لورييه في عام 1908 بأربعة انتخابات متتالية.
وبحسب البنك المركزي، فإن التضخم الرئيسي سيعود إلى هدفه البالغ 2 في قبل موعد الانتخابات المقبلة.
وقال Shachi Kurl رئيس شركة استطلاعات الرأي في معهد أنجوس ريد: “قد تتبخر أي ميزة يتمتع بها المحافظون في هذا الشأن إذا رأينا عودة التضخم وأسعار الفائدة إلى الوضع الطبيعي بحلول الانتخابات المقبلة”.
إفتتاح خطوط قطار REM الجديدة في مونتريال
كان رئيس الوزراء “جاستن ترودو” ورئيس وزراء كيبيك “فرانسوا ليغو” من بين الشخصيات البارزة التي حضرت حفل الافتتاح في بروسارد، بمقاطعة كيبيك، لإطلاق أول فرع من خمس محطات من “REM”، وهي شبكة سكة حديدة كهربائية مؤلفة من 26 محطة على مسافة 67 كيلومتراً من المسارات ضمن منطقة مترو مونتريال.
وأكد “ترودو” و”ليغو” أن مشروع REM يمكنه تقديم مشاريع نقل على نطاق واسع لتخفيف أعباء المواصلات في كندا عموماً.
وقال ترودو للصحفيين: “هذا المشروع دليل على أنه عندما نعمل سوية، يمكننا تقديم أشياء عظيمة”.
وأشار إلى أهمية الكهرباء كونها أداة مهمة في تقدم الدولة الكندية، وأن مشروع REM يرمز إلى “مستقبل عظيم” لكندا مع المزيد من الحافلات والقطارات الكهربائية.
أما “ليغو” فقال إنه يتوقع تغييراً عميقاً في “طريقة رؤية النقل العام في كيبيك”، كما وعد “بالمزيد من مشاريع البنية التحتية الكبيرة في المقاطعة” ، قائلاً “إن حكومته منفتحة على التعاون المستقبلي مع صندوق المعاشات لاستكمالها”.
يمثل REM نموذجاً جديداً لتخطيط النقل في كندا، على عكس المشاريع الكبيرة الأخرى، بما في ذلك خط السكك الحديدية الخفيفة “تورنتو إجلينتون كروستوون” الذي تأخر كثيراً، وخط اتحاد “أوتاوا المحاصر”، حيث إن REM ليس خاضعاً لوكالة النقل العام كونه يخضع لشركة تابعة لصندوق المعاشات التقاعدية العام في كيبيك.
واستثمر الصندوق أكثر من 3 مليارات دولار في REM، بالإضافة لتمويل من حكومتي كيبيك وكندا وHydro-Quebec مرفق الكهرباء في المقاطعة، وبلغت تكلفة المشروع عام 2021 حوالي 6.9 مليار دولار.
سيتم افتتاح الجزء الأول من REM – وهو قسم يمتد من الشاطئ الجنوبي في مونتريال إلى المحطة المركزية في وسط المدينة – رسمياً للخدمة يوم الإثنين، وسيتمكن المستخدمون من تجربته مجاناً خلال عطلة نهاية الأسبوع
وستعمل القطارات 20 ساعة في اليوم، سبعة أيام في الأسبوع مع الخدمة كل ثلاث دقائق و 45 ثانية خلال ساعات الذروة، وتنقل الركاب من بروسارد إلى وسط مدينة مونتريال في أقل من 18 دقيقة.
To read the article in English press here
إقرأ أيضا: 18+ الشذوذ بين الحرق و الفرض و ما دور الآباء ؟ … ( صدر العدد الجديد )!