إذا تقدمت في أي وقت بطلب للحصول على إسكان اجتماعي أو قرض عقاري في كندا، أو حتى حاولت معرفة ميزانيتك، فمن المحتمل أنك صادفت هذا الرقم: 30 في المئة.
هذه النسبة المئوية هي النسبة القصوى التي يجب أن تنفقها من دخلك على المنزل، ولكن في عصر وصل فيه متوسط إيجار شقة بغرفة نوم واحدة في فانكوفر إلى 2787 دولارا شهريا، فهل لا يزال هذا الرقم واقعيا؟
بشكل عام، الجواب هو: إلى حد ما.
قال بروس سيليري الرئيس التنفيذي لبنك كريديت كندا: “لم يعد المعيار مطبقا، فلقد زادت تكاليف الإسكان بشكل كبير، ويحتاج الأفراد إلى النظر في وضعهم الخاص وتحديد أفضل طريقة لتخصيص الموارد المحدودة”.
“معيار مفيد”
بدأت مؤسسة الإسكان والرهن العقاري الكندية في اعتماد القاعدة في عام 1986.
وقالت المؤسسة: “لا تزال نسبة 30 في المئة معيارا مفيدا لقياس القدرة على تحمل تكاليف الإسكان باستمرار في كندا وأجزاء أخرى من العالم، بما في ذلك الولايات المتحدة وأستراليا”.
ومع ذلك، تقول الشركة إنها أدخلت “مفهوم معاناة السكن” في عام 2020 للاعتراف بأنه، بالنسبة لبعض الأسر، لا يزال إبقاء تكاليف السكن بنسبة 30 في المئة من ميزانيتها غير كاف لتغطية جميع احتياجاتهم الأساسية.
فحص وتحليل الأرقام
إذا كنت عازبا وتعيش بمفردك في فانكوفر، فستحتاج إلى راتب قدره 9 آلاف دولار شهريا، أو 108 آلاف دولار سنويا، لدفع متوسط إيجار غرفة نوم واحدة والاحتفاظ بها بنسبة 30 في المئة من دخلك قبل الضرائب.
وفي الوقت نفسه، يبلغ متوسط الدخل لمن يبلغون من العمر 15 عاما أو أكثر، 62250 دولارا، وهذا الرقم لا يسمح لك حتى باستئجار غرفة نوم واحدة، والاحتفاظ بقاعدة الـ 30 في المئة.
إذن ما الذي يجب على الأشخاص ذوي الدخل المتوسط والمنخفض فعله للمساعدة في منع الإنفاق المفرط على الإسكان؟
الجواب – وفقا للمختصين الماليين مثل آن أربور، مديرة الشراكات الاستراتيجية والتعليم في جمعية الاستشارات الائتمانية – هو التخلي عن قاعدة 30 في المئة.
وقالت أربور “إنه رقم صعب حقا، وفي عصر التضخم الحالي وتكاليف الإسكان المرتفعة للغاية، لا يمكن تحقيق ذلك دائما”.
وأوضحت أربور أن قاعدة الـ 30 في المئة كانت قاعدة الـ 25 في المئة عندما درست الاقتصاد لأول مرة، ولن تتفاجأ إذا استمرت في الارتفاع.
“لدينا جميعا احتياجات مختلفة”
بدلا من ذلك، تقترح أربور أن ينظر الناس إلى ميزانيتهم ككل ويحددوا احتياجاتهم والتزاماتهم – وهي مهمة من المحتمل ألا تبدو متشابهة لجميع الأسر.
وقالت “من السهل التركيز على أمر واحد فقط، ولكن عليك أن تلقي نظرة على كل شيء بشكل متوازن، ولدينا جميعا احتياجات وأولويات مختلفة والتزامات مختلفة”.
فبالنسبة لبعض العائلات، قد يعني ذلك زيادة الإنفاق على البقالة، أما بالنسبة للآخرين، فقد يتم تخصيص نسبة أعلى من ميزانية الأسرة لقروض الطلاب.
قاعدة طموحة جيدة
يوافق ستيف بريدج، المخطط المالي في Money Coaches Canada في فانكوفر، لكنه يقول إن قاعدة 30 في المئة هي معيار جيد للبدء منه.
وقال بريدج: “قد لا تكون قاعدة قابلة للتطبيق لكثير من الناس، لكنني أعتقد أنها لا تزال قاعدة طموحة جيدة”.
ومثل أربور، يقترح بريدج النظر إلى الصورة الكبيرة عند تحديد الميزانية وتحديد الأولويات.
فبالنسبة لأولئك الذين يكافحون من أجل الحفاظ على تنظيم ميزانيتهم، ينصحهم بأن يعيدو النظر بحجم إنفاقهم، وضبط بعض من مصاريفهم مثل تناول الطعام بالخارج التي تستهلك نسبة من دخلهم.
ويقول بريدج إن النفقات مثل الإيجار ليست مرنة، على الرغم من أنه من الممكن خفض التكاليف عن طريق الحصول على رفيق في الغرفة أو كسب المزيد من المال عن طريق الحصول على وظيفة ثانية.
To read the article in English press here
إقرأ أيضا: من يوجه العالم بعكس الفطرة السليمة ؟