تتابع الجالية السودانية في كندا عن كثب آخر التطورات في الوطن الامّ منذ اندلاع المعارك في منتصف الشهر الجاري بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.
فبعد عشرة أيام من القتال الذي خلف عدة مئات من القتلى وآلاف الجرحى، سمح وقف إطلاق النار للدول الأجنبية بما فيها كندا بإجلاء رعاياها.
وفي مقابلة مع الإذاعة الكندية، قالت ضحى المرضي، وهي سودانية تعيش في مونتريال منذ خمس سنوات، إنه في ’’الخرطوم [عاصمة السودان]، أُجبر الناس على مغادرة أحيائهم. وتناثرت الجثث في الشوارع، حسب الشهادات.‘‘
وتعيش عائلتها في أم درمان، وهي مدينة مقابلة للخرطوم التي يفصلها عنها نهر النيل. وتشكّل المدينتان مع مدينة بحري العاصمة الثقافية والصناعية للسودان.
وأضافت : ’’بالأمس وقبل أمس، لم أتمكن من الاتصال بأسرتي هناك. تم قطع الإنترنت أو المكالمات الدولية، ولكن لحسن الحظ تمّ استرجاع الشبكة اليوم( أمس ).‘‘
وتقول إنها ليست قلقة على أسرتها، التي يبدو أن حيّها في منأى من المواجهات المسلّحة. ’’لكن في مدينة بحري حيث لدي أقارب أيضاً، انقطعت الكهرباء لعدة أيام ولم يعد هناك ماء للشرب. وهناك أكثر من 50 مستشفى تأثّر بهذه الانقطاعات ومن نقص المعدات. لم يعد هناك سوى 23 مستشفى في كل السودان تعمل بشكل طبيعي‘‘، كما أعربت عن أسفها.
و أوقفت المنظمات الإنسانية أنشطتها في السودان بسبب المعارك.
ففي 21 أبريل/نيسان، قُتل عامل إغاثة سوداني يبلغ من العمر 49 عاماً. كان يعمل في المنظمة الدولية للهجرة (The International Organization for Migration – IOM).
وعلّقت المنظمة، وهي إحدى هيئات الأمم المتحدة ، أنشطتها في البلاد.
وقبل أسبوع، قُتل ثلاثة من موظفي برنامج الأغذية العالمي (The United Nations World Food Programme – WFP).
وبحسب تقديرات البرنامج الأممي، كان هناك 3,7 مليون نازح داخلي في السودان قبل الاشتباكات الأخيرة.
وكان هناك 15,8 مليون شخص في هذا البلد، أي ثلث السكان ، بحاجة إلى مساعدات إنسانية.
التضامن إجلاء السودانيين الكنديين
وتصرّ ضحى المرضي على ’’التضامن الذي أبداه الشعب السوداني في هذه الأوقات الصعبة. فتح الناس أبوابهم لأولئك الذين غادروا الخرطوم إلى ولايات أخرى.‘‘
وقالت إن هناك سودانيين كنديين تقطعت بهم السبل في بلدهم الأصلي. ’’كان هؤلاء الناس في إجازة في البلاد. وكان آخرون ينتظرون الحصول على جوازات سفرهم ، لكن مع تعليق أنشطة السفارة الكندية في السودان سيتعقّد وضعهم‘‘، وفقاً لها.
وتقول إنها لم تسمع بعد عن أي سوداني كندي تم إجلاؤه.
وأكّدت أنّ ’’الناس يعتمدون على أنفسهم. بعضهم يدفع مبالغ كبيرة للذهاب إلى البلدان المجاورة‘‘.
وأوضحت ضحى المرضي أن ’’الجالية السودانية تتركز في تورنتو أكثر من مونتريال. ما زلنا في حالة صدمة. نحاول التواصل مع عائلاتنا وإجلائها إلى مدن وبلدان أخرى آمنة.‘‘
وذكرت أن الجالية نظّمت مظاهرتين يوم السبت الماضي في مونتريال وتورنتو. ويُخطَّط للتظاهر مرة أخرى في نهاية الأسبوع المقبل.
ولا تزال ضحى المردي متشائمة بشأن تطور الوضع في وطنها، ’’لأن المعلومات التي تأتي إلينا من السودان تكون أحياناً متناقضة وهذا يمنعنا في الوقت الحالي من القدرة على تحليل الوضع.‘‘
و نقلا عن ضحى المرضي :”أريد أن يعرف الناس أن الفصائل المتنازعة لا تمثّل الشعب السوداني. يقوم الجيش السوداني وقوات الدعم السريع بقتل المواطنين منذ فترة طويلة. إنهم يقاتلون من أجل السلطة وليس من أجل الشعب الذي لا يعيرونه أيّ اهتمام على الإطلاق”.
وفي مقابلة قناة (CBC) السبت الماضي ، قالت سيدة مصطفى، وهي طالبة طب سودانية كندية تقطعت بها السبل في الخرطوم ، ’’إنها لم تخرج من منزلها منذ أسبوع.‘‘
وروت كيف وجدت نفسها في هذا الوضع مع أختها بينما يتواجد والداها حالياً في المملكة العربية السعودية.
و نقلا عن سيدة مصطفى :” تدهور الوضع الأمني عندما كنت قد أنهيت للتو امتحان في الجامعة. كنا في حالة من الذعر والصدمة”.
وأضافت : ’’لم نكن نعرف ماذا نفعل. لقد طُلب منا الابتعاد عن النوافذ .‘‘
وتقول إنها أمضت الأسبوع كله تسمع طلقات نارية وطلقات بازوكا وقصف وطائرات مقاتلة تحلق في سماء المنطقة.
وعندما حاولت الاتصال بالحكومة الكندية، طُلب منها التسجيل في خدمة تسجيل الكنديين في الخارج ، لكنها لم تتلق أي مساعدة أخرى.
’’قالوا لنا إنهم لا يستطيعون فعل أي شيء لأن المطارات مغلقة والخدمات القنصلية محدودة’’، كما ذكرت.
وذكر صباح أمس الثلاثاء رئيس الحكومة الكندية جوستان ترودو أن كندا ’’تبذل جهوداً لإنشاء جسر جوي مع السودان وأن سفينتين عسكريتين وصلتا قبالة سواحله‘‘.
وقال جوستان ترودو ’’إنه وضع صعب للغاية. هناك عدد قليل جداً من الأماكن التي يمكن من خلالها إنشاء هذه الجسور الجوية.‘‘
وكان رئيس الحكومة الكندية قد أعلن الاثنين إجلاء عدد من الكنديين من السودان.
و نقلا عن جوساتن ترودو :” غادر 58 كندياً السودان على متن رحلة ألمانية. وهناك طائرة نقل من طراز ’سي-17‘ (C-17) موجودة في المنطقة:.
ومن جانبها، قالت وزيرة الشؤون الخارجية الكندية ميلاني جولي إن ’’100 كندي قد غادروا السودان. وشكرت ألمانيا وفرنسا والإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية على ’المساعدة في إجلاء’ الكنديين.‘‘
وقالت السيدة جولي إن أولئك الذين غادروا السودان هم من بين 1700 كندي مسجل لدى الحكومة. وقالت إن 550 شخصاً من هذا العدد طلبوا المساعدة.
كما أعلن وزير الهجرة شون فريزر الاثنين أن وزارته ستسمح للمواطنين السودانيين المتواجدين في كندا ’’بالتقدم للحصول على تمديد مجاني لوضعهم وتغيير فئتهم المؤقتة لمواصلة الدراسة أو العمل أو العيش مع أسرهم.‘‘
وفي بيان صحفي، قال الوزير إن ’’هذه الإجراءات ستضمن سلامة السودانيين المتواجدين في كندا ، وتحافظ على تماسك العائلات وتوفر لهم مكانًا آمنًا للإقامة.‘‘
وأضاف أن الحكومة إنها ستعطي الأولوية لمراجعة طلبات الإقامة الدائمة والمؤقتة المكتملة بالفعل على نظام الهجرة لمن لا يزالون في السودان وذلك لتسهيل الإجراءات عليهم.
To read the article in English press here
إقرأ أيضا: تعرف على تقديمات الحكومة الكندية للطلاب و القادمين الجدد !