وصلت تبعات الأزمة الحاصلة في أوكرانيا إلى كندا من خلال تسليط الضوء على عدم المساواة في رعاية اللاجئين فيها، فالتسهيلات التي يحصل عليها اللاجئون الأوكرانيون لا يحصل عليها غيرهم، وفقا لما جاء في تقرير لجلوبال نيوز (globalnews).
وقالت أديل غارنييه الأستاذة المساعدة في قسم الجغرافيا بجامعة لافال في كيبيك والتي تشرف على أبحاث حول اللاجئين: “أجد صعوبة في الوصول إلى حل سهل التطبيق، فالمسألة تتعلق بأحكام وقرارات على عدة مستويات”.
وقد جاء في مقال كتبته أبيجيل كوكير ولورين فوجل نشر مؤخرا في المجلة الطبية الكندية (CMAJ)، بأن طريقة التعامل مع الهجرة والتخلي عن فترة الانتظار الضرورية ليحصل الأوكرانيون على الرعاية الصحية تتعارض مع أسلوب التعامل مع بقية اللاجئين.
على سبيل المثال قد ينتظر بعض اللاجئين لعدة شهور ريثما يحصلون على التأمين الصحي بالمقاطعات بعد وصولهم إلى كندا، في حين يسمح للاجئين الأوكرانيين في بعض المقاطعات بالحصول على التأمين الصحي مباشرة فور وصولهم.
وقالت غارنييه: “من الضروري أن يتم جمع المزيد من المعلومات حول الأزمات والمشاكل التي يتعرض لها اللاجؤون، حتى يصبح لدى الناس وعي كامل باحتمال وجود بعض الحالات التي يعيش فيها طالبو اللجوء في حالات صحية شديدة الخطورة تتطلب تقديم الرعاية صحية”.
ويعتبر ما يزيد عن 16000 لاجئ أفغاني أن كندا هي موطنهم، وذلك وفقا ما صرح به مسؤول الاتصالات في دائرة الهجرة واللاجئين والمواطنة الكندية (IRCC) خلال حديثه مع Global News.
في حين أطلقت السلطات الكندية وعودا في أواخر أغسطس من عام 2021 بإعادة توطين 40 ألف لاجئ أفغاني، أكد مسؤول الاتصالات في IRCC عدم التخلي عن هذا الوعد الذي قطعته السلطات على نفسها.
أكدت دائرة الهجرة واللاجئين والمواطنة الكندية (IRCC) أنه خلال الفترة بين 1 يناير و 5 يونيو، وصل إلى كندا عن طريق البر أو الجو ما يقارب 43287 لاجئا بعضهم مواطنون أوكران وبعضهم من الحاصلين على الإقامة الدائمة في كندا من أصل أوكراني.
وقد تم وذلك وفق إجراء مؤقت يسمى السماح لكندا وأوكرانيا بالسفر في حالات الطوارئ (CUAET). وقد شمل هذا الإجراء الأوكرانيين وأسرهم الراغبين في القدوم إلى كندا بشكل مؤقت ريثما تنتهي الأزمة الحاصلة في بلادهم ليعودوا إليها مجددا.
وقال المتحدث الرسمي في حديثه مع Global News: “لا يمكن اعتبار هذا الإجراء برنامجا للهجرة واستقبال اللاجئين، كما هو الحال في برنامج إعادة توطين اللاجئين الأفغان”، وأشار أيضا إلى أن هذا الإجراء يعتمد على تأشيرات الإقامة المؤقتة الحالية والشبكات والبنية التحتية.
فيما أعلنت دائرة الهجرة واللاجئين والمواطنة الكندية (IRCC) أنها تلقت 296163 طلب للحصول علي تأشيرات إقامة مؤقتة من خلال إجراء CUAET الخاص بالأوكرانيين، وذلك خلال الفترة الممتدة من 17 مارس وحتى 8 يونيو , ليحصل على الموافقة ما يقدر بحوالي 131,793 طلب من إجمال العدد الكامل.
وقد أكد المتحدث باسم دائرة الهجرة واللاجئين والمواطنة الكندية (IRCC) أن بإمكان الحكومة إصدار وثائق سفر لرحلة واحدة من (SJTDs) لبعض الأفراد من المواطنين الأجانب تخولهم القدوم إلى كندا.
في حين انه يمكن إصدارها أيضا للمقيمين الدائمين الذين ليس لديهم جواز سفر أو وثيقة سفر أخرى أو غير قادرين على الحصول عليها.
وأضاف المتحدث أيضا: “يمكن تقديم وثائق :SJTD عند وصول الطائرات التابعة لشركات النقل الجوي إلى كندا أو عند الوصول إلى أحد الموانئ الكندية. وعادة ما تمنح هذه الأوراق للعملاء اللاجئين الذين أعيد توطينهم والذين لا يستطيعون الحصول على وثائق سفر من بلد جنسيتهم”.
وقد بررت الحكومة الفيدرالية وجود اختلافات في التعامل مع إعادة توطين اللاجئين بحسب الدول القادمين منها، بسبب العوامل اللوجستية.
وقال المتحدث باسم IRCC في معرض حديثه عن عدم منح كندا وثائق السفر لرحلة واحدة للأفغان:” تتجلى أصعب العقبات التي تحول دون خروج اللاجئين من أفغانستان، في عدم وجود طرق آمنة وموثوقة تؤمن لهم المغادرة، بالإضافة إلى غياب الظروف المستقرة وتغيرها باستمرار فيما يتعلق بالوثائق المطلوبة للخروج من خلال نقاط التفتيش والمعابر الدولية إلى دول أخرى”.
تعتمد بقية الدول متطلبات وشروط للدخول إليها والخروج وتغيرها باستمرار، في حين لا تعتبر وثيقة سفر لرحلة واحدة للقدوم إلى كندا كافية للدخول والخروج إلى تلك الدول. لذلك تواصل الحكومة الكندية إجراء المباحثات مع شركائها في المنطقة والمنظمات الموجودة على الأرض لتأمين ممر آمن لأكبر عدد ممكن من الأفغان “.
تتيح عدد من المقاطعات الكندية مثل بريتش كولومبيا وأونتاريو للأوكرانيين الحصول على التأمين الصحي الإقليمي مباشرة عند وصولهم إلى كندا.
وفي ألبرتا صدرت تعليمات لمقدمي الرعاية الصحية بعدم تحديد قيمة محددة للرعاية بما يخص الأوكرانيين ريثما تحدده الحكومة.
في حين يتوجب على اللاجئين من البلدان الأخرى الاعتماد على البرنامج الصحي الاتحادي المؤقت خلال فترة انتظارهم التي قد تصل لعدة أشهر قبل الحصول على تأمين الرعاية الصحية الإقليمي.
اكتسب برنامج الصحة الفيدرالي المؤقت في كندا حلة جديدة بعد ستة أشهر من تولي الليبراليين للسلطة عام 2016، الذين أعادوا تأسيسه، إذ كان برنامجا ضعيفا خلال الفترة التي استلم فيها المحافظون سدة الحكم.
قال تيم هولاند المدير الطبي لعيادة Newcomer Health Clinic في هاليفاكس في مقال نشره في CMAJ: “يشعر مقدمو الخدمات الصحية للاجئين بالسعادة للاهتمام البالغ في أزمة أوكرانيا، لكنهم يشعرون أيضا بالإحباط نتيجة إهمال وتجاهل العديد من الأزمات الأخرى”.
ويتمنى هولاند أن تؤدي جهود الحكومات الساعية لإزالة بعض الصعوبات التي يواجهها الأوكرانيون القادمين إلى كندا، إلى خلق أفكار جديدة تتعلق بسياسة الهجرة ورعاية اللاجئين.
وقال أيضا: “أرغب بأن أبقى متفائلا بأن يكون ما يحدث بمثابة تحول ثقافي الذي نحن بأمس الحاجة إليه”.
وتؤكد غارنييه أن إيجاد حل لمشكلة اللاجئين ليس بالأمر السهل ، وقالت: “يمكنك القدوم بصفتك مواطنًا كنديا يتحدث الفرنسية أو الإنجليزية، وسينتهي بك الأمر في نظام الطوارئ، لتمنح
بعد ذلك الأولوية وتنتظر حوالي 10 ساعات ريثما تحصل على كل الموارد المتاحة”.
وأضافت أنه للمساعدة في حل المشكلة ، من الضروري أن يتم توفير مزيدا من المعلومات , وقالت: “يبدو أن هناك بعض الافتقار إلى الوعي بقضايا اللاجئين خارج أوكرانيا”.
وفقا لما أكدته IRCC تعد الحكومة الكندية طريقة تعاملها مع الهجرة عندما يبدأ الناس بالهروب من إحدى الدول في العالم.
وقال المتحدث باسم IRCC: “عند الاستجابة للأزمات الدولية تتشابه طريقة رؤية الأمر في أن الناس في جميع الأحوال يفرونذمن أحد أشكال الاضطهاد، لكن ما قد يختلف هو طريقة التعامل مع متطلبات الهجرة”.
على الرغم من اختلاف كل موقف، دائما ما تعتمد دائرة الهجرة والمواطنة الكندية IRCC على ذات القيم والمبادئ. نقوم بتقييم أفضل السبل التي يمكن أن تساعد بها كندا وذلك من خلال البحث حول ضرورة إيجاد حلول مؤقتة أو دائمة”.
(CN24 ,GN)
To read the article in English press here
إقرأ أيضا : التضخم يسجل أعلى معدل له منذ 40 عاما .. و لهيب الأسعار يطول الحليب بعد البنزين !