كان من المفترض أن تسافر لينا منصوري إلى إسبانيا مساء السبت، لكن بعد أن تقدمت بطلب للحصول على جواز سفر بالبريد في نيسان (أبريل) وانتظرت في الطابور أمام مكتب وكالة الخدمة الكندية (Service Canada) مدّة 32 ساعة، لم تتمكن من الحصول على الجواز.
من جهتها، تؤكّد حكومة جوستان ترودو الليبرالية في أوتاوا أنها تفعل كلّ ما بوسعها لإيجاد حلّ لهذا الوضع. لكنّ أحزاب المعارضة نفد صبرها وتطالب الحكومة بإجراءات سريعة.
وفي مقابلة مع إذاعة راديو كندا قالت لينا منصوري إنها خططت بشكل جيّد لرحلتها إلى إسبانيا حيث تسجلت لمتابعة برنامج دراسي صيفي مدته أسبوع واحد في نهاية حزيران (يونيو).
وعندما تقدمت بطلب للحصول على جواز سفرها قيل لها إنّ العملية ستستغرق من حوالي أربعة أسابيع إلى ’’ثمانية أسابيع كحدّ أقصى‘‘.
بما أنّ جواز السفر المطلوب لم يأتِ بالبريد، فعلت لينا منصوري كما يفعل آلاف الكنديين منذ أسابيع: وقفت في طابور الانتظار أمام أحد مكاتب وكالة الخدمة الكندية.
وقفت أمام مكتب الوكالة، قبل ساعات قليلة من موعد رحلتها و قالت : “وصلتُ عند الساعة الرابعة من صباح الخميس، وغادرتُ بعد ظهر يوم الجمعة بقليل. بعد وصولنا أمام الأبواب، بعد أن سرنا حول المبنى في الطابور، بعد أن افترشنا الأرض هناك، قيل لنا، في النهاية، إنه لم تكن هناك موارد (بشرية) كافية كي نحصل على جوازات السفر في ذاك اليوم”.
و أضافت :” أُعطيتْ الأولوية للأشخاص المغادرين في غضون 12 ساعة. أمّا المغادرون في نهاية الأسبوع فوُضعوا جانباً، مع العلم بأنّ مكاتب الجوازات مغلقة يوميْ السبت والأحد”.
لم تتحسّن الأمور منذ ذلك الحين، لا بل أنها ساءت في بعض الأماكن. فصباح أمس ساد توتر في مجمع ’’غي فافرو‘‘ في مونتريال. كان المواطنون يديرون بأنفسهم قائمة الانتظار وشجبوا غياب التنظيم من قبل الحكومة الفدرالية، إلى أن وصل ضباط الشرطة إلى المكان في نهاية فترة ما قبل الظهر.
و أجاب رئيس الحكومة الكندية جوستان ترودو، الذي يدرك الوضع جيداً، عندما سُئِل عن إمكانية فتح مكاتب وكالة الخدمة الكندية 7 أيام في الأسبوع، 24 ساعة في اليوم. قائلا :” نفعل كلّ ما بوسعنا لتسريع العملية، لقد وظفنا أشخاصاً آخرين (إضافيين)”.
و قال :” نفعل كلّ ما بوسعنا وتمكنّا من إصدار 360 ألف جواز سفر منذ الأول من نيسان (أبريل). شبابيك خدمة جوازات السفر تعمل بنسبة 100% ويواصل الموظفون العمل ساعات إضافية كل يوم وفي عطلات نهاية الأسبوع”.
وزيرة الأسرة والأطفال والتنمية الاجتماعية، المسؤولة عن هذا الملف، كارينا غولد، قالت إنه تمت إضافة 600 موظف، لافتةً إلى أنّ هذا العمل لم ينتهِ بعد وأنها تشارك الكنديين الإحباط الذي يشعرون به و وقالت :”سنقوم بتوظيف 600 آخرين”.
وأضافت الوزيرة غولد أنّ وكالة الخدمة الكندية طلبت أيضاً مساعدة وزارة الهجرة واللاجئين والمواطَنة ووزارةِ الشؤون العالمية وأنها تأمل باستعارة 200 موظف آخرين منهما.
أما بالنسبة لطلب أحزاب المعارضة بتمديد ساعات عمل الموظفين في وكالة الخدمة الكندية، أجابت الوزيرة غولد بأنّ الموظفين يقومون بالفعل بالكثير من ساعات العمل الإضافية.
خلال النهار يتلقى موظفو الخدمة الكندية المستندات ويستقبلون العملاء. عندما يغلقون المكاتب، يتعين عليهم إجراء كافة عمليات التحقق من المستندات وطباعة جوازات السفر. الموظفون يعملون بالفعل 12 أو 14 أو 16 ساعة يومياً.
وقدّم جهاز ’’خدمة كندا‘‘ طلبات لاستعارة موظفين من الوزارات الفدرالية الأُخرى، وفقاً لما كشفت عنه وزيرة الإيرادات الوطنية، ديان لوبوتييهي يوم أمس .
’’يمكنني أن أخبركم بأنّه تمّت استعارة موارد (بشرية). لكن يجب أن يكون مفهوماً أنه خلال تلك الفترة كان من الضروري أيضاً معالجة الإقرارات الضريبية‘‘، أضافت الوزيرة لوبوتييه.
To read the article in English press here
إقرأ أيضا : تحذير بعد تعرض أحد أبناء الجالية إلى عملية إحتيال !