جاء في “المركزية”:
في موازاة السعي اللبناني الخجول والخارجي الضاغط لترميم العلاقات بين لبنان ودول الخليج، ثمة من يسعى ويدفع في اتجاه اعادة العلاقات بين بيروت ودمشق الى سابق عهدها قبل اندلاع الحرب السورية في اذار 2011 وربما قبل ذلك بكثير. طبعا لا مجال لاحلام بعض من يتطلعون الى حقبة ما قبل 26 نيسان 2005 ، بأن تتحقق ما دام النظام السوري عاجزا عن حكم نفسه قكيف بالحري بحكم بلدين؟ مناسبة الحديث اليوم، كلام قاله السفيرالسوري في لبنان علي عبد الكريم علي عن ان “المجال فُتح أمام عودة العلاقات بين لبنان وسوريا بعد زيارة الوفد الوزاري اللبناني إلى سوريا، ومصلحة لبنان في أن يبادر، رغم قساوة قانون قيصر”، لافتاً إلى أن “الفضاء واحد بين لبنان وسوريا ولا إمكانية لفصل جغرافيا البلدين، والتسهيل الذي قدّمه قرار وزارة الداخلية السورية بشأن دخول اللبنانيين يخدم لبنان وسوريا معاً”. هذا الموقف معطوف على آخر للأمين العام للمجلس الأعلى اللبناني- السوري نصري خوري قال فيه خلال المرحلة القادمة سنشهد خطوات إيجابية في إطار تفعيل العلاقات الثنائية، وعلى صعيد التواصل بين الجانبين وبما يصب في مصلحة البلدين “، يُستشف منه رغبة سورية جامحة في استعادة بعض امجاد الماضي الغابر ولو في بلد يكاد يوازيها انهيارا وانحلالا وانعداما لوجود الدولة.
لكن الطموح السوري، بحسب ما تقول اوساط دبلوماسية مطلعة لـ”المركزية” لن يبلغ مراده، والعلاقات مع لبنان لن تشق مسارها الرسمي الطبيعي قبل ان يحسم الرئيس بشار الاسد خياره السياسي لانهاء الازمة.
آنذاك ومن ضمن المنظومة العربية كاملة يمكن الشروع في الحديث عن عودة سوريا لعروبتها وعلاقتها مع لبنان الى حالها. وتضيف: لا بد للاسد، وقبل موعد انعقاد القمة العربية في الجزائر في اذار المقبل، ان يعلن مشروعه السياسي، لجهة العودة الى الحضن العربي وانهاء تحالفه مع ايران وابداء الاستعداد للسلام الشامل في المنطقة وفق مخارج القرارات الدولية وترسيم الحدود مع لبنان وضبطها لمنع التسلل والتهريب عبرها. في اعقاب هذا الاعلان، تتولى الجامعة العربية الاتصالات لتأمين عودة سوريا.
حل ازمة عروبة سوريا، وفق الاوساط، يترافق مع عودة النازحين السوريين الى ديارهم تزامنا مع انتهاء الحرب برعاية اممية وموافقة اقليمية، استنادا الى خريطة طريق يرسمها مؤتمر دولي للنازحين قد يعقد في لبنان ان تأمنت ظروفه برعاية اممية، ومشاركة دولية اقليمية في عملية اعادة اعمار سوريا.
في الاثناء، تتحدث اوساط عربية مطلعة عن موقف عربي كويتي -سعودي-مصري- قطري -بحريني موحد في اطار تكوين جبهة عربية تواجه كل من يحاول اقامة تسوية مع ايران في المنطقة على حساب المصلحة وسيادة الارض العربية، استباقا لقيام علاقات حسن الجوار وفق ما يطالب البعض بحيث لا تتدخل طهران في شؤون الدول العربية والعكس. الخماسية العربية هذه، تعارض عودة سوريا الى الحضن العربي قبل تنفيذ الشروط المطلوبة منها واعلان الاسد مشروعه وخياره العربيين وفك تحالفه مع ايران التي تبسط نفوذها داخل مؤسسات الدولة في سوريا. وتشير الاوساط الى نشوء ثنائية عربية، سعودية بصفتها قائدة دول مجلس التعاون الخليجي، ومصرية باعتبار القاهرة قائدة الجبهة الشرقية اي، مصر العراق سوريا، الاردن، لبنان وفلسطين، تقف سدا منيعا في مواجهة حلم سوريا الدائم بالسيطرة على لبنان من خلال تلزيمه، في تكرار لسيناريو الفلسطينيين، وقد اخرجت دمشق قيادتهم من لبنان الى تونس وضبطت المخيمات.
وتختم الاوساط بالتأكيد ان حال فك ارتباط سوريا بطهران وتنفيذ الاسد التزاماته تجاه العرب وعودته الى الجامعة العربية سيصبح لبنان حكما محررا من هيمنة طهران عليه عبر حزب الله الذي سيضطر حينها للعودة طوعا الى لبنانيته في ظل اقفال منافذه البرية المشرّعة امامه اليوم وقطع الطريق على حركة سلاحه وضبط الحدود منعا للتهريب.