*بقلم: محمد هشام خليفة / وندسور – كندا
حدث أن وقعت مصيبة في مدينة من بلاد العالم الأول ، حدث جلل نتج عنه وفايات و جرحى من أبناء المدينة !
و من هول المصيبة و فداحتها تسارع أبناء المدينة إلى ذوي الضحايا لمواساتهم إلا أن بين المعزين كان هناك «ذكور» و «إناث» دفعهم شغفهم «الحشري» إلى طرح أسئلة لا تراعي آلام ذوي الضحايا ولا مشاعرهم !
و بما أن المصيبة كبيرة و ذوي الضحايا أنفسهم لا يعرفون الكثير عن الواقعة خاصة و أن دماء الضحايا كانت لا تزال على الأرض ، بدأ هؤلاء «الحشريون» بإطلاق العنان لمخيلتهم المريضة في إصدار إستنتاجات عن كيفية وقوع المصيبة و من المتسبب بها و ما يترتب عليها.
حتى أنه و مع مرور بضعة ساعات فقط كان للحادثة ألف رواية و حكاية و كلها كذب و إفتراء ( زيد مات … لا لا لم يمت).. (عمرو قطعت أوصاله … لا لا سليم ) … (خالد كان يحتسي الخمر … لا لا بل كوبا من الشاي ) … ( عبلة تسببت بهذه المصيبة … لا لا عبلة غادرت المدينة منذ أشهر ) و كانت كل حكاية تزيد من معاناة ذوي الضحايا و آلامهم .
حتى جاء الخبر اليقين بما أفرج عنه المحققين فكان غير ما قيل و خرست ألسن الحشريين !
في المحصلة الإنسان معرض في هذه الحياة إلى أن يواجه صعوبات و مصائب منها ما يمكنه تحمله و منها ما تعجز الجبال عن حمله، فإن كنت ممن يستطيع أن يرفع عن كاهل المصاب ولو بكلمة فأنت الخير و النعمة ، أما إن كنت من الفضوليين المفترين فلا أحد يريدك خاصة عند البلاء العظيم !
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر، فليقل خيرًا أو ليصمت».