أعلنت وزارة الثقافة السودانية أن قوة من الجيش اعتقلت رئيس الوزراء عبد الله حمدوك ونقلته إلى “مكان مجهول”، وسط حديث عن انقلاب عسكري يجري تنفيذه فجر اليوم الاثنين.
وجاء ذلك بعدما أوردت وسائل إعلام محلية أن حمدوك وُضع رهن الإقامة الجبرية بعد اعتقال عدة وزراء في حكومته ومسؤولين آخرين.
وقالت ابنة وزير الصناعة إبراهيم الشيخ -للجزيرة- إن قوة مشتركة اعتقلت والدها من منزله فجر اليوم الاثنين.
كما ذكرت زوجة والي الخرطوم أيمن نمر -للجزيرة- أن قوة مسلحة اعتقلت الوالي من منزله أيضا.
وقال مدير مكتب الجزيرة بالخرطوم المسلمي الكباشي إن هناك أيضا أنباء غير مؤكدة عن اعتقال محمد الفكي سليمان عضو مجلس السيادة، وكذلك وزير الإعلام حمزة بلول، ووزير الاتصالات هاشم حسب الرسول، ورئيس حزب البعث العربي الاشتراكي علي الريح السنهوري.
من جهته، أفاد تجمع المهنيين السودانيين باعتقال وزير شؤون مجلس الوزراء خالد عمر يوسف من قبل قوة تابعة للدعم السريع، وأشار إلى تعرضه للإيذاء أثناء اعتقاله.
ونقلت وكالة رويترز أيضا عن مصادر من أسرة فيصل محمد صالح المستشار الإعلامي لرئيس الوزراء أن قوة عسكرية اقتحمت منزل المستشار وألقت القبض عليه.
عبد الله حمدوك
رئيس وزراء الحكومة الانتقالية في السودان والأمين العام السابق للجنة الاقتصادية لأفريقيا التابعة للأمم المتحدة، وعمل خبيرا اقتصاديا وخبيرا في مجال إصلاح القطاع العام، والحوكمة، والاندماج الإقليمي وإدارة الموارد وإدارة الأنظمة الديمقراطية والمساعدة الانتخابية.
برز اسم حمدوك عام 2019 خلال الاحتجاجات السودانية التي أطاحت بالرئيس عمر البشير، إذ اعتبر أحد أبرز المرشحين لتولي رئاسة الوزراء في الفترة التي تلي تنازل المجلس العسكري بقيادة عبد الفتاح البرهان عن السلطة.
بدأ التفاوض رسميًا يوم 17 يوليو/تموز 2019 بين قوى إعلان الحرية والتغيير من جهة والمجلس العسكري من جهة أخرى، وتمّ التوصل إلى اتفاق سياسي وقع عليه في الرابع من أغسطس/آب 2019. عين مجلس السيادة السوداني عبد الله حمدوك رئيسًا للوزراء يوم 20 أغسطس/آب 2019، وأدى اليمين الدستورية في اليوم التالي ليكون بذلك أول رئيس وزراء للسودان بعد سقوط نظام البشير الذي ظل في الحكم ما يزيد على 3 عقود.
محمد الفكي سليمان
عضو مجلس السيادة الانتقالي والناطق الرسمي باسمه، ممثلاً للشق المدني في المجلس الانتقالي، بناء على الاتفاق الذي تم بين المجلس العسكري وقوى الحرية والتغير. وهو أصغر عضو في مجلس السيادة، إذ يبلغ من العمر 40 عاما.
وحصل الفكي على بكالوريوس وماجستير في العلوم السياسية من جامعة الخرطوم. وعمل بالصحافة السودانية قبل أن يهاجر إلى قطر ليعمل بصحيفة العرب القطرية. وهو كاتب وقاص لديه كتب منشورة، منها “صباحات زاهي.. مساء الجنرالات” و”تحديات بناء الدولة السودانية”.
خالد عمر يوسف
وزير شؤون مجلس الوزراء، الشهير بـ”سلك”، كان أول من تصدى لخطاب رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان، واشتهر بعبارته “جاهزون للمواجهة، إذا كان المكون العسكري لا يرغب في الشراكة”.
وهذه المواجهة التي صدع بها خالد تعود عليها منذ أولى خطواته على منابر أركان النقاش بجامعة الخرطوم منافحا عن مؤتمر الطلاب المستقلين، الذراع الطلابي لحزب المؤتمر السوداني في الجامعات السودانية، كما يقول مناصروه.
وحتى وهو وزير لشؤون مجلس الوزراء درج على الظهور في بث حي على فيسبوك لتلقي الأسئلة والاستفسارات عن الشأن السياسي والتنفيذي، رغم حساسية المرحلة التي يمر بها السودان.
ودائما ما تعرض خالد للاعتقال في أوقات الأزمات بين المعارضة ونظام البشير فاعتقل في ديسمبر/كانون الأول عام 2016، وفي الشهر ذاته من عام 2017 وفي يناير/كانون الثاني عام 2018.
إبراهيم الشيخ
عضو تحالف قوى الحرية والتغيير وهو ثالث رئيس لحزب المؤتمر السوداني لدورتين (2005-2010 و2011-2016)، ونشط في مجال العمل العام منذ أن كان طالبا في جامعة الخرطوم، كما نشط في المجال السياسي واعتقل عدة مرات. وشغل منصب وزير الصناعة في حكومة رئيس الوزراء عبد الله حمدوك منذ فبراير/شباط الماضي.
حمزة بلول
وزير الإعلام في الحكومة الانتقالية، وهو حاصل على إجازة في الاقتصاد والعلوم السياسية مع مرتبة الشرف من كلية الدراسات الاقتصادية والاجتماعية في جامعة الخرطوم، وعمل صحفيا لصالح عدد من الصحف السودانية والعربية قبل تعيينه وزيرا للإعلام في حكومة رئيس الوزراء عبد الله حمدوك فبراير/شباط 2021.
هاشم حسب الرسول
وزير الاتصالات في الحكومة الانتقالية، تلقى دراساته العليا بالولايات المتحدة الأميركية؛ وعمل في العديد من شركات الاتصالات الكبرى بأميركا، وتخرج حسب الرسول في جامعة الجزيرة السودانية عام 1998، وكان من القيادات الطلابية. وهو من قيادات التجمع الاتحادي أحد أهم مكونات الحرية والتغيير الذي أسهم بشكل كبير في قيادة الثورة السودانية.
فيصل صالح
المستشار الإعلامي لرئيس الوزراء عبد الله حمدوك، هو صحفي سوداني بارز في مجال حقوق الإنسان. يحمل إجازة في الصحافة من جامعة الأزهر في القاهرة، وماجستير من جامعة ويلز في كارديف، بالمملكة المتحدة. وقد عمل لنحو 30 عاما في عدد من الصحف السودانية، وكتب كثيرا حول انتهاكات حقوق الإنسان والقمع الحكومي في السودان، كما يعمل أيضا على تعزيز حرية التعبير وحرية الصحافة.
علي الريح الشيخ السنهوري
رئيس حزب البعث العربي الاشتراكي في السودان، وهو سياسي ومفكر، وكان قائدا في القطاع الطلابي. بدأ العمل السياسي منذ مرحلة مبكرة، وتم اعتقاله عدة مرات ولفترات متفاوتة أطولها 5 أعوام في حقبة الرئيس جعفر النميري، كما اعتقل خلال ثورة ديسمبر/كانون الأول 2019 من داخل “موكب المهنيين” ليكون أول زعيم حزبي في تاريخ البلاد يتم اعتقاله من داخل مسيرة احتجاجية.