*بقلم: محمد هشام خليفة / وندسور – كندا
تزايدت الإحتجاجات مع بدء العمل بجواز سفر اللقاح و بات المجتمع الكندي منقسم إلى حد ما بسبب الإجراءات المرافقة له و جاء السؤال هل جواز سفر اللقاح ينذر بإنقسام مجتمعي غير مسبوق و هل يعتبر سلبا للحرية ، أم هو ضرورة وقائية لا تتعارض مع الحقوق الأساسية؟
دعونا نبدأ من ما قاله رئيس الوزراء جاستن ترودو نفسه عندما كان جواز سفر اللقاح مجرد فكرة حيث أعرب عن قلقه من «التمييز» بين المواطنين الذي قد ينجم عن «جواز سفر لقاحي» يتيح لحامله دخول أماكن معينة أو المشاركة في أنشطة عامة معينة !
و قال ترودو «أفهم وجود إرادة لتحفيز الناس وتشجيعهم على تلقي اللقاح ، لكن يجب التفكير بجميع أولئك الذين، بسبب واقع طبي ما، بسبب ظروف ما، لا يستطيعون أو لم يتمكنوا من أخذ اللقاح». و أردف «عندما تأتي مسألة التمييز داخل بلادنا بين أشخاص تلقوا اللقاح وأشخاص آخرين لن يتمكنوا من تلقيه أو اختاروا عدم تلقيه، هناك مسائل متصلة بالإنصاف والعدل بالنسبة للتمييز الذي قد يُطبَّق».
و لم يقف تصريح ترودو عند هذا الحد بل قال ترودو أنه ليس لدى حكومته أي خطط لجعل جواز سفر لقاح كوفيد – 91 إلزاميا ! فما الذي حدث لكي يعدل رئيس الحكومة عن مواقفه ؟
الحقيقة أن السيد ترودو وحده من يستطيع الاجابه على هذا السؤال ، لكن ما يمكننا تأكيده أن ما كان يقلق السيد ترودو قد حدث بالفعل ، و نحن الآن أمام صراع شعبي دستوري مع هذا الإجراء.
المظاهرات لم تتوقف بل ما زاد من زخمها هو إنضمام العاملين في الخطوط الأمامية إلى هذه الإحتجاجات من رجال شرطة و إطفاء و مسعفين و ممرضين ، و رغم أن غالبيتهم قد تلقو التطعيم بالفعل إلا أنهم يرفضون رفضا قاطعا جواز سفر اللقاح و ما سيترتب عليه من سلب للحريات الشخصية.
و لم تعد المسأله من وجهة نظرهم تتعلق بالوقاية من هذا الوباء الخطير بقدر ما هي محاوله لانتزاع حريتهم التي لطالما تغنى بها المواطن الكندي ، و هذا ما جعل رجال إنفاذ القانون يقفون في وجه هذا القانون نفسه ، لا بل أكثر من ذلك فالمعلومات الواردة تشير إلى أن عناصر الشرطة سيقومون بتحرك يعد الأول من نوعه خلال أسبوعين على أبعد تقدير !
في المحصلة نحن نشأنا في بلاد تُحكم بالحديد و النار و جئنا إلى كندا و تذوقنا حلاوة العيش بحرية ولا نريد أن نُسلب هذه النعمة ، لذلك لا بد على حكومتنا الرشيدة أن تلجأ لخيارات تجمع بين السبل الوقائية و العيش بحرية .
رابط العدد الجديد PDF: NEW Issue press here
إقرأ أيضا : بعد إنتخابه ترودو يتحدث عن الإجراءات القادمة