كعادته عند كل إستحقاق إنتخابي يدعو المجلس الإسلامي في ويندسور السادة النواب و المرشحين إلى مناظرة مهمة , هذه المناظرة تطرح فيها أسئلة عن البرنامج الانتخابي للمرشحين بشكل عام و عن إهتمامهم بقضايا الجالية العربية و الإسلامية بشكل خاص .
و خلال السنوات الماضية كان دائما ما يحرص المرشحون من كافة الأحزاب على حضور هذه المناظرة و التي كانت تقام في قاعة مسجد دمنين ( صورة الخبر للمناظرة التي أقامها مجلس ويندسور الإسلامي في انتخابات 2015 بحضور جميع المرشحين عند دائرة غرب ويندسور ) .
لكن ما حصل بالأمس وضع علامات إستفهام كبيرة ، فرغم أن المناظرة عقدت من خلال برنامج ZOOM إلا أنه غاب عدد كبير من المرشحين و تسأل المتابعون عن سبب هذا الغياب و هل هو من باب الإستخفاف بحجم و هموم أبناء الجالية أم أن تقاعس أبناء الجالية عن مشاركتهم في الإستحقاقات أدى إلى تهميشهم من قبل بعض الأحزاب ؟؟
فعند الساعة السادسة تماما من مساء الأحد أي وقت موعد بدء المناظرة التي ينتظرها أبناء الجالية العربية و الإسلامية تواجد فقط النائب براين ماسي ، المرشحة و النائب السابقة تريسي رامسي ، المرشحة و النائب السابقة شيريل هاردكاستل جيعهم عن الحزب الديمقراطي الجديد NDP ، كما حضر المرشح عن حزب المحافظين أنتوني أورلاندو !
أي أنه لم يحضر أي مرشح عن الحزب الليبرالي و الحزب الأخضر و غاب مرشحا حزب المحافظين في تكمسي و إيسكس ! و بعد أكثر من نصف ساعة من بدء المناظرة إنضمت المرشحة ساندرا ببتلوا عن الحزب الليبرالي معللة تأخرها بسبب إرتباط مسبق !!
أهم ما جاء في المناظرة
* قام مرشحو الحزب الديمقراطي الجديد بالتعريف عن أنفسهم و التحدث عن الإسلاموفوبيا و تأثيرها على المجتمع ككل و على الجالية الإسلامية و العربية بشكل خاص ، أما المرشح عن حزب المحافظين فلم يتحدث عن الإسلاموفوبيا خلال التعريف.
* طرح المحاور ثلاثة أسئلة على المرشحين 1- أزمة السكن و إرتفاع أسعارها ، 2- سوق العمل و الوظائف . 3- تفاعل المرشحين مع قضايا الجالية و الحد من ظاهرة الإسلاموفوبيا .
و إليكم أبرز ما قاله المرشحون فيما يتعلق بالشق الأول من السؤال الثالث :
تحدثت المرشحة رامسي NDP عن مشاركتها الدائمة في جميع مناسبات الجالية العربية و الإسلامية و في كل الأوقات و عن فخرها بالصدقة التي تجمعها مع أبناء الجالية قبل و أثناء الإستحقاق الانتخابي .
المرشح عن حزب المحافظين تحدث عن ضرورة الإستماع إلى أبناء الجالية و عن ما يقدمونه للمجتمع بشكل عام.
النائب ماسي NDP تحدث عن التواصل بينه و بين أبناء الجالية العربية و الإسلامية على مدار عشرات السنين و عن حضوره مناسبات الجالية و عن ضرورة مساعدة و دعم الجالية العربية و الإسلامية في قضاياهم الداخلية و الخارجة مثل دعمه للقضية الفلسطينية و دعمه للبنان في الأزمة التي يمر بها هذه الأيام ، و تطرق ماسي في حديثة إلى موضوع لم شمل العائلات حيث أدان إغلاق الحكومة الليبرالية مكاتب الهجرة التي عطلت ملفات الهجرة و اللجوء ، كما تحدث النائب ماسي عن القوانين التي من خلاله حصلت على تصويت مجلس النواب و من ضمنها الاعتراف بالإبادة التي تعرض لها المسلمون في البوسنة و الهرسك .
المرشحة شيريل NDP تحدثت أيضا عن صداقتها الشخصية مع أبناء الجالية العربية و الإسلامية و عن عزمها الإستمرار في خدمة أبناء الجالية.
أما مرشحة ساندرا عن الحزب الليبرالي فتحدثت عن دورها في تعين أول شرطي مسلم و شددت على ضرورة العمل على دمج و انخراط الجالية المسلمة مع محيطها ، كما تحدثت عن الميزانية التي وضعتها الحكومة لدعم المجتمعات.
و إليكم أبرز ما قاله المرشحون فيما يتعلق بالشق الثاني من السؤال الثالث ( الإسلاموفوبيا ):
تحدث النائب ماسي NDP عن الهجوم الإرهابي الذي حصل في التاسع من يونيو ( إرهابي عنصري دهس عائلة مسلمة في لندن ) ، و قال أنه قام بتقديم تقرير إلى مجلس النواب لمحاربة الإسلاموفوبيا لكن تم رفضه من قبل الحزب الليبرالي (كما أنه وجه إستجواب إلى رئيس الوزراء حول الإسلاموفوبيا قائلا إلى متى يجب أن تزهق المزيد من الأرواح قبل إتخاذ خطوات فاعلة ) و استهجن السيد ماسي الدعوة إلى الانتخابات عوضا عن معالجة قضايا أساسية كالإسلاموفوبيا.
المرشح عن حزب المحافظين دعا إلى مزيد من التثقيف و التعليم حول الإسلام و دعا للتفريق بين الإسلاموفوبيا الناتجة عن الجهل و الإسلاموفوبيا الناتجة عن الكراهية !!
المرشحة ساندرا عن الحزب الليبرالي تحدثت عن الأموال التي رصدتها الحكومة لتأمين المساجد و كيف أنه على وندسور الإستفادة من تلك الأموال ، و أيضا تحدثت عن الحاجة إلى التثقيف حول الإسلاموفوبيا ، و تحدثت ساندرا عن عقدها إجتماعات مع الجالية بعد الموجة العنصرية التي واجهها العرب و المسلمون في أعقاب هجوم سبتمبر 11 من مسؤولي الحدود.
المرشحة شيريل NDP قالت رغم أهمية الدعوة إلى التثقيف لكن يجب سن تشريعات تحارب الإسلاموفوبيا و تضمينها في مذكرة حقوق الإنسان الكندية.
المرشحة رامسي NDP قالت أن الأمر يحتاج إلى شجاعة و إلى قائد شجاع و أن زعيم الحزب الديمقراطي الجديد هو الوحيد الذي تحدث عن فلسطين و عن الإحتلال و منع بيع الأسلحة إلى إسرائيل ، و ذكرت أنها ذهبت إلى فلسطين و إلى رام الله بالتحديد لمشاهدة الواقع .
و ختم المناظرة فضيلة الشيخ محمد محمود بتلاوة آيات من الذكر الحكيم تبين أهمية العمل الصالح في المجتمع متمنيا التوفيق للمرشحين.
ملاحظة : فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية نرى أن مواقف الليبراليين أقرب إلى مواقف حزب المحافظين في دعم نظام الفصل العنصري الإسرائيلي ، بينما المواقف التي اتخذها الحزب الديمقراطي الجديد كانت مغايرة و تصب في مصلحة أبناء الشعب الفلسطيني و خاصة في الحرب الأخيرة التي شنها الإحتلال على قطاع غزة.
ولا ننسى الموقف الأخير المخيب للآمال حين أصدر وزير الخارجية الليبرالي بياناً قال فيه: ” أنّ قيام دولة فلسطينية لا يمكن تحقيقه إلّا عن طريق مفاوضات مباشرة بين الطرفيْن”.
و أن موقف كندا هو : لا تعترف كندا بدولة فلسطينية ولا تعترف بالتالي بانضمامها إلى المعاهدات الدولية!’
في حين أن زعيم الحزب الديمقراطي الجديد جاغميت سينغ أنشأ عريضة تطالب الحكومة الكندية بوقف بيع الاسلحة إلى الإحتلال الإسرائيلي خلال العدوان الأخير , و كان له مواقف مؤيدة لأهالي الشيخ جراح شاجبا انتهاكات قوات الإحتلال و المستوطنين و هذه المواقف الجريئة لن تمر مرور الكرام عند أبناء جاليتنا العربية و الإسلامية .
إقرأ أيضا : إلى أبناء الجالية يمكنكم الإقتراع اليوم … إليكم المرشحين في ويندسور إيسكس !