بعد إعلان إثيوبيا عزمها على تنفيذ المرحلة الثانية من ملء سد النهضة في تموز/يوليو القادم، عبرت مصر عن رفضها لهذا الإجراء الذي يهدد مصالح الشعبين المصري والسوداني.
وقالت الخارجية المصرية في بيان الخميس، تعقيباً على تصريحات وزيري الخارجية والري الإثيوبيين حول اعتزام إثيوبيا استكمال ملء سد النهضة حتى لو لم يتم التوصل لاتفاق على قواعد ملء وتشغيل السد، إنها تكشف مجدداً عن نية أديس أبابا ورغبتها في فرض الأمر الواقع على دولتي المصب، وهو أمر ترفضه مصر لتأثير مثل هذه الإجراءات الأحادية على الأمن والاستقرار في المنطقة.
وأوضح المتحدث الرسمي باسم الخارجية أحمد حافظ، أنه من المؤسف استخدام المسؤولين الإثيوبيين لغة السيادة في أحاديثهم عن استغلال موارد نهر عابر للحدود، فالأنهار الدولية هي ملكية مشتركة للدول المُشاطئة لها ولا يجوز بسط السيادة عليها أو السعي لاحتكارها، بل يتعين أن توظف هذه الموارد الطبيعية لخدمة شعوب الدول التي تتقاسمها على أساس قواعد القانون الدولي وأهمها مبادئ التعاون والإنصاف وعدم الإضرار.
غياب الإرادة السياسية
كما رأى أن تلك التصريحات الإثيوبية صدرت في الوقت الذي تبذل فيه دولة الكونغو، التي تولت رئاسة الاتحاد الإفريقي، جهودا مقدرة لإعادة إطلاق مسار المفاوضات والتوصل لاتفاق قبل موسم الفيضان المقبل، وهو ما يعكس غياب الإرادة السياسية لدى الجانب الإثيوبي للتفاوض من أجل التوصل لتسوية لأزمة سد النهضة.
إلى ذلك، أضاف أن مصر والسودان أكدا على أهمية الانخراط النشط للمجتمع الدولي في مفاوضات تقودها وتُسَيرُها جمهورية الكونغو الديمقراطية من خلال رباعية دولية تضم الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة، وذلك لضمان فاعلية العملية التفاوضية ولدفع الدول الثلاث ومعاونتها على التوصل لاتفاق على سد النهضة خلال الأشهر المقبلة.
مخالف للقانون
في غضون ذلك، جدد السودان اليوم أيضا دعوته إلى احترام القوانين فيما يتعلق بملف سد النهضة الشائك. وأكد رئيس الفريق الفني السوداني المفاوض في سد النهضة أن إعلان إثيوبيا إصرارها على الملء الثاني في يوليو القادم دون اتفاق مع الدول المعنية يعني تماديها في موقفها المخالف للقانون الدولي واتفاق إعلان المبادئ مع مصر والسودان.
كما شدد على أن بلاده قادرة في كل الأحوال على حماية أمنه القومي وموارده، داعياً إثيوبيا للاحتكام إلى صوت العقل واحترام القوانين الدولية والتفاوض بحسن نية.
يذكر أنه منذ العام 2011، تتفاوض مصر والسودان وإثيوبيا للوصول إلى اتّفاق حول ملء سد النهضة الذي تبنيه أديس أبابا وتخشى القاهرة والخرطوم آثاره عليهما، لكن الدول الثلاث أخفقت في التوصل إلى اتفاق.
شريان حياة
ورغم حضّ مصر والسودان، إثيوبيا على تأجيل خططها لملء خزان السد حتى التوصل إلى اتفاق شامل، أعلنت أديس أبابا في 21 تموز/يوليو 2020 أنها أنجزت المرحلة الأولى من ملء الخزان البالغة سعته 4,9 مليار متر مكعب والتي تسمح باختبار أول مضختين في السد، ثم أعلنت انتهاء المرحلة الأولى من ملء خزان السد.
ويشكل نهر النيل، أطول أنهار العالم، شريان حياة للدول العشر التي يعبرها ويوفر لها مياه الشرب والكهرباء.
فيما يوفر النيل الأزرق الذي يلتقي مع النيل الأبيض في العاصمة السودانية، الجزء الأكبر من مياه النيل التي تتدفق عبر شمال السودان ومصر إلى البحر الأبيض المتوسط.