قال مسؤول حكومي يمني للجزيرة إن المتظاهرين الذين اقتحموا اليوم قصر معاشيق الرئاسي في مدينة عدن (جنوبي البلاد) قد غادروه. وجاء الاقتحام احتجاجا على تردي الأوضاع الخدمية وارتفاع الأسعار وانهيار العملة المحلية الريال.
وأضاف المسؤول الحكومي نفسه أن رئيس الحكومة معين عبد الملك انتقل أثناء المظاهرات داخل القصر إلى مقر القوات السعودية، الموجود أسفل قصر معاشيق.
وكان العشرات من المتظاهرين اقتحموا في وقت سابق اليوم البوابة الأولى لقصر معاشيق الرئاسي، مقرِ الحكومة اليمنية في المدينة، دون أن تعترضهم قوات الحراسة الموالية للمجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتيا. وقال مصدر حكومي يمني للجزيرة إن المتظاهرين حاصروا بعض الوزراء داخل مقر سكنهم في القصر.
شعارات لافتة
وأظهرت صور بُثت على فيسبوك تجوّل متظاهرين داخل القصر، وكان لافتا أن عددا منهم كانوا يحملون شعارات المجلس الانتقالي الجنوبي، وقد خلا المكان من قوات الحراسة والأمن، كما اختفت القوات السعودية التي كانت موجودة في القصر.
وقال رئيس تحرير صحيفة “عدن الغد” فتحي بن لزرق -في نشرة سابقة للجزيرة- إن شهود عيان ذكروا أن القوات الأمنية المكلفة بحماية القصر لم تتصدَ للمتظاهرين، بل أفسحت لهم المجال لدخول القصر، وقد حاولت قوات سعودية منع المتظاهرين من الدخول، ولكنها فشلت.
وأضاف المتحدث نفسه أن المعلومات المتوفرة تشير إلى أن أغلب وزراء الحكومة اليمنية لم يكونوا داخل القصر إبان اقتحام المتظاهرين له، بل كانوا في مقرّات عملهم.
عمل مدبّر
ونقلت وكالة الأناضول عن مسؤول يمني قوله إن اقتحام قصر معاشيق “عمل مسلح تمّ التخطيط له”، وقد حل مدير أمن عدن اللواء مطهر الشعيبي بالقصر في محاولة لإقناع المتظاهرين بالخروج منه، وفق ما نقله مراسل الوكالة.
وكان متظاهرون من عدن ومحافظات جنوبية أخرى تجمعوا في الأيام القليلة الماضية في ساحة البنوك وسط المدينة، واتجهوا نحو قصر معاشيق الرئاسي، احتجاجا على ما سموها سياسة الحكومة تجاه تردّي الخدمات وارتفاع الأسعار وتدهور سعر صرف العملة المحلية.
وقال رئيس تحرير صحيفة “عدن الغد” إن المظاهرات انطلقت عند التاسعة صباحا بالتوقيت المحلي في ساحة البنوك بمنطقة كريتر -التي لا تبعد سوى أقل من كيلومتر واحد من قصر معاشيق- وجاءت استجابة لدعوة الهيئة العسكرية العليا للجيش، من أجل الاحتجاج على انقطاع مرتبات العسكريين وقوات الأمن منذ 9 أشهر.
وقبل أحداث أغسطس/آب 2019 وسيطرة المجلس الانتقالي على عدن، كانت قوات الحماية الرئاسية هي التي تتولى حماية قصر معاشيق، ولكن عقب عودة الحكومة اليمنية قبل بضعة أسابيع، تولت قوات من المجلس الانتقالي حماية القصر.
يشار إلى أن العاصمة اليمنية المؤقتة عدن تشهد منذ أسابيع احتجاجات متكررة على تدهور الخدمات والأوضاع المعيشية، تطالب الحكومة بسرعة العمل على حلها، وهي الحكومة التي شكلت في 18 ديسمبر/كانون الأول الماضي، مناصفة بين الشمال والجنوب، وحاز المجلس الانتقالي الجنوبي على 5 حقائب فيها من أصل 24.