تراجعت الولايات المتحدة من المركز الأول إلى المركز الثاني في دراسة استقصائية أجرتها مجموعة بوسطن الاستشارية على 209000 عاملاً في 190 دولة، حيث احتلت كندا المرتبة الأولى هذا العام كالمكان المفضل الذي يرغب العمال في الانتقال إليه والعمل فيه.
وسابقاً كانت Boston Consulting المتخصصة في التوظيف قد أجرت الاستطلاع مرتين من قبل، في عام 2014 وعام 2018، حينها احتلت الولايات المتحدة المرتبة الأولى في المرتين، بينما احتلت كندا المرتبة الثالثة.
ويعزو التقرير تراجع الولايات المتحدة إلى الاستجابة غير المنظمة للوباء، والعديد من المعارك والسياسات القومية، والاضطرابات الاجتماعية، بالإضافة إلى نهج ترامب “أمريكا أولاً” الذي تضمن خفض الهجرة القانونية.
وخفض عدد العمال المهرة المؤقتين المسموح لهم بدخول البلاد، إلى جانب الخطاب المناهض للهجرة الذي يعود إلى بداية حملة ترامب الرئاسية في عام 2015.
ومن جهة أخرى، فإن الولايات المتحدة احتلت المرتبة العاشرة في أسوأ معدل وفيات بسبب فيروس كورونا من بين أكثر من 200 دولة، حيث بلغ معدل الوفيات 1600 حالة وفاة لكل مليون شخص، بينما معدل الوفيات في كندا هو 581 لكل مليون، وهو أقل بنسبة 64% منه في الولايات المتحدة.
هذا ولم تكن الولايات المتحدة الدولة الوحيدة التي فقدت تقدمها في هذه الاستطلاعات، حيث تراجعت ألمانيا من المركز الثاني في عام 2018 إلى المركز الرابع في عام 2020، ربما يعود ذلك للممارسات المناهضة للهجرة.
بينما احتلت المملكة المتحدة المرتبة الثانية في عام 2014، ولكنها تراجعت إلى المرتبة الخامسة في عامي 2019 و 2020. ويعود ذلك لحدث خروج المملكة المتحدة الفوضوي من الاتحاد الأوروبي، في عام 2016 الذي لم يتم الانتهاء منه حتى نهاية عام 2020، كما عانت المملكة المتحدة من ارتفاع معدل الوفيات بفيروس كورونا.
ويعود سبب التغيرات في المراكز العشرة الأولى منذ عام 2014، إلى أن العمال كانوا أقل استعداداً للانتقال بين البلدان في عام 2020 بسبب فيروس كورونا، لذا انخفضت نسبة المشاركين في الاستطلاع ممن يعملون في الخارج أو يرغبون في العمل في الخارج من 63.8% في عام 2014 إلى 57.1 في عام 2018 إلى 50.4% في عام 2020.
كما كان معظم المستجيبين من الشباب أو الحاصلين على تعليم جامعي، لأن هؤلاء الأشخاص هم العمال الذين تحتاجهم الشركات الكبيرة التي تقوم Boston Consulting باستطلاعات الرأي لهم.
والآن تتعافى الولايات المتحدة بشكل أفضل مع تراجع فيروس كورونا مقارنة بالعديد من البلدان، وذلك بفضل التحفيز المالي والاقتصاد المرن، ولكن بشكل عام لا تعتبر أمريكا الأفضل في كل شيء كما يعتقد البعض، نظراً لأن أداء الولايات المتحدة فيما يتعلق بالرعاية الصحية كان أسوأ بكثير من العديد من البلدان، حيث تسجل معدل عالي من الوفيات والأمراض مقارنة بالدول الغنية الأخرى.
وهذه المشكلة تعهد الرئيس الحالي جو بايدن حلها، لكنه يواجه تحديات رهيبة نظراً لأن بلاده تحتل المرتبة 19 فقط في فعالية الحكومة، بينما تحتل كندا المرتبة العاشرة في ذلك.
To read the article in English press here
إقرأ أيضا : كندا : السجن المؤبد لمصاب بمرض “التوحد” !