تبنّى مجلس العموم الكندي أمس بالإجماع اقتراحاً لحزب المحافظين بتصنيف الفظائع المرتكبة بحقّ أقلية الإيغور المسلمة في إقليم شينجيانغ (سنجان) في شمال غرب الصين على أنها “إبادة جماعية”.
ولم يشارك رئيس حكومة الأقلية الليبرالية جوستان ترودو ولا وزراؤه، باستثناء واحد منهم، في التصويت على هذا الاقتراح الرمزي غير المُلزِم.
لكنّ الكثيرين من النواب الليبراليين صوّتوا لصالح هذا الاقتراح الحسّاس الذي تبناه مجلس العموم بأغلبية 266 نائباً من أصل 338 نائباً يتشكّل منهم المجلس.
والاقتراح حسّاس من الناحية الدبلوماسية فيما تجتاز العلاقات الكندية الصينية أزمة غير مسبوقة منذ أكثر من سنتيْن. فالسلطات الصينية أوقفت الكندييْن مايكل كوفريغ ومايكل سبافور في 10 كانون الأول (ديسمبر) 2018 بعد تسعة أيام على توقيف السلطات الكندية سيدة الأعمال الصينية مينغ وانتشو.
وانتشو المديرة المالية لعملاق الاتصالات الصيني “هواوي” وابنة مؤسس الشركة، في مدينة فانكوفر بناءً على طلبٍ من السلطات الأميركية التي تتهمها بالالتفاف على العقوبات الأميركية المفروضة على إيران.
وتنفي مينغ ارتكابها أية مخالفة، وهي تخضع للإقامة الجبرية في منزل تملكه في فانكوفر، وبدأ المسار القانوني لتسليمها للسلطات الأميركية.
ويتمتّع إقليم شينجيانغ بحكم ذاتي وتنتمي غالبية سكانه لشعب الإيغور الذين يدين بالإسلام ويتحدث لغةً توركية وهو من الأقليات العرقية في الصين.
وقال وزير الخارجية مارك غارنو قبل التصويت وبعده إنّ كندا تأخذ على محمل الجدّ الادعاءات بأنّ النظام الصيني يرتكب عملية إبادة جماعية في الإقليم المذكور وإنّ الحكومة الكندية تريد أن تخضع هذه الادعاءات لتحقيق معمَّق يجريه جهاز دولي مستقل وذو مصداقية.
“نظل نشعر بقلق عميق إزاء التقارير التي تتحدث عن انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان في شينجيانغ، من ضمنها اللجوء إلى الاعتقال التعسفي وإعادة التربية السياسية والعمل القسري والتعذيب والتعقيم القسري”، قال غارنو في بيان أصدره بعد التصويت في مجلس العموم.
وتجنّب رئيس الحكومة الكندية الانضمام إلى المسؤولين الأميركيين وناشطي حقوق الإنسان وفقهاء القانون الذين يؤكدون أنّ الانتهاكات التي يرتكبها النظام الصيني بحق الإيغور ترقى إلى عملية “إبادة جماعية”.
ويرى ترودو أنّ مصطلح “إبادة جماعية” ثقيل ويجب بالتالي أن يُستخدَم بحذر ورويّة، لكنه قال إنّ انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان تجري حالياً في إقليم شينجيانغ.
ويتناول ترودو هذا الموضوع اليوم في حديثه الافتراضي على الإنترنت مع الرئيس الأميركي الجديد جو بايدن.
زعيم المحافظين إرين أوتول وصف امتناع ترودو ووزرائه عن التصويت بأنه “مُخجل”، مضيفاً أنه لا يخشى أيّة ارتدادات اقتصادية من الصين.
وأضاف زعيم المعارضة الرسمية في مجلس العموم “قِيَمُنا ليست للبيع وكان على السيد ترودو أن يبعث هذه الرسالة اليوم”.
وحظي اقتراح المحافظين باعتبار ما يتعرض له الإيغور عملية “إبادة جماعية” بدعم أحزاب المعارضة الأُخرى، من الكتلة الكيبيكية إلى الحزب الأخضر مروراً بالحزب الديمقراطي الجديد، اليساري التوجه، إضافة إلى عشرات النواب الليبراليين.
إقرأ أيضا : هام : طريقة حساب نقاط الهجرة إلى كندا