بمناسبة الاحتفال السنوي على تأسيسها، وصف علي الخامنئي، مرشد إيران، قوات الباسيج المتهمة بإرسال أطفال للقتال في سوريا، بالهبة الإلهية للشعب الإيراني، بحسب بيان نشرته وسائل الإعلام الإيرانية الناطقة بالعربية، الأربعاء.
وقال خامنئي في بيانه الذي تلاه نيابة عنه، العميد محمد شيرازي، في اتصال عبر الفيديو مع مراكز الباسيج في المحافظات الإيرانية، ويشغل منصب رئيس مكتب القائد العام للقوات المسلحة الإيرانية، إن قوات التعبئة “الباسيج” هي ثروة كبيرة للشعب الإيراني، ووصفها بالهبة الإلهية.
وذكرت وكالة مهر للأنباء، أن خامنئي وصف الباسيج، بالثروة الكبيرة، وبأن تلك القوات “كنز من الله”.
ميليشيات لقمع المعارضين
وتأسست قوات “الباسيج” بإيعاز من الخميني، عام 1979، كقوات لحماية ثورة إيران، إلا أن عددا من الناشطين الإيرانيين المعارضين الذين انخرطوا في احتجاجات عام 2009 في مختلف الأراضي الإيرانية، قالوا لصحيفة “الشرق الأوسط” اللندنية، عام 2015، بأن قوات الباسيج، هي بمثابة ميليشيات لنظام الملالي، يستخدمها في قمع معارضيه.
وتتبع الباسيج المكونة من متطوعين مدنيين، لقوات الحرس الثوري الإيراني الخاضع بدوره لسلطة المرشد. وتقول “الشرق الأوسط” في عددها الصادر بتاريخ 26 تشرين الثاني/ نوفمبر عام 2015، إن عناصر الباسيج التي تعد قوات شبه عسكرية، يزيد تعدادها عن 90 ألف متطوع.
وكانت “الباسيج” على رأس القوات وأجهزة الأمن الإيرانية التي قامت بقمع تظاهرات عام 2009، والتي اندلعت احتجاجا على ما وصف بتزوير لصالح الرئيس السابق محمد أحمدي نجاد.
تجنّد الأطفال للقتال في سوريا
وفرضت الخارجية الأميركية عقوبات، على أحد قياديي الباسيج، عام 2011، ويدعى محمد نجفي، بتهمة التورط بقمع المظاهرات التي قتل على إثرها، متظاهر، واعتقل الكثيرون.
وشاركت قوات من الباسيج في القتال ضد فصائل المعارضة السورية، وتورطت مع قوات النظام بسفك دماء السوريين. وفرضت الولايات المتحدة الأميركية عقوبات على ميليشيات الباسيج وعلى شبكة مالية واسعة تدعمها، في شهر أكتوبر من عام 2018.
وأوضح بيان وزارة الخزانة الأميركية، أن العقوبات التي فرضتها على ميليشيات الباسيج، تهدف للحد من تجنيد الأطفال وتدريبهم وإرسالهم إلى القتال. وقالت مسؤولة أميركية في دردشة مع الصحافيين، عقب إعلان فرض العقوبات على الباسيج عام 2018، إن الأطفال الذين يجندهم الباسيج، يتم إرسالهم، في ما بعد، إلى سوريا، من قبل الحرس الثوري، لدعم نظام بشار الأسد “الوحشي”، مؤكدة أن العديد من الأطفال الذين جندهم الباسيج، قاتلوا وقتِلوا في سوريا.
وفرضت الإدارة الأميركية، عقوبات على مسؤولين أمنيين في قوات الباسيج، مطلع العام الجاري. وقال وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، في مؤتمر صحافي، إن العقوبات الجديدة شملت 8 مسؤولين من قوات الباسيج والمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني الذين تورطوا بقتل محتجّين.
“هبة إلهية”
وكان داود غودرزي، رئيس منظمة باسيج الطلبة، في إيران، قد أعلن في عام 2016، عن مقتل 50 عنصرا من ميليشيات الباسيج، في سوريا، كاشفاً أن هؤلاء القتلى كانوا في عداد متطوعين ضمن صفوف الباسيج، ويقاتلون ضمن القوات الإيرانية، في عدة مناطق سورية.
في السياق، نقلت قناة “المنار” التابعة لميليشيات “حزب الله” الذي يقاتل بدوره، إلى جانب القوات الإيرانية، في سوريا، وتورط بسفك دماء سوريين، مقتطفات من بيان خامنئي بالذكرى السنوية لتأسيسها، ذكرت فيه أن مرشد إيران اعتبر الباسيج، إرثاً “كبيراً ورائعاً” من “الإمام الخميني” مبرزة في هذا السياق، وصفه لتلك القوات، بـ”الهبة الإلهية”.