انطلقت مظاهرات وفعاليات شعبية فلسطينية رافضة للتطبيع اليوم الثلاثاء في الضفة الغربية وقطاع غزة استجابة لدعوة الفصائل الفلسطينية، تزامنا مع موعد توقيع اتفاقيات التطبيع في واشنطن بين الإمارات والبحرين مع إسرائيل.
ويوقع البلدان العربيان في العاصمة الأميركية اليوم اتفاقيتين لتطبيع العلاقات مع إسرائيل، وهو ما يواجه رفضا شعبيا عربيا واسعا، فيما تعتبره أبو ظبي والمنامة “قرارا سياديا”.
ففي غزة، نظمت فصائل المقاومة الفلسطينية وقفة احتجاجية غاضبة أمام مقر المجلس التشريعي رفضا للتوقيع على اتفاق التطبيع، ووضع المشاركون نعشا رمزيا للجامعة العربية تنديدا بموقفها من التطبيع مع الاحتلال، ثم أحرقوه.
ودعت الفصائل الفلسطينية إلى اعتبار هذا اليوم يوم غضب في جميع الأراضي الفلسطينية، ورفع الرايات السوداء فوق أسطح المنازل.
كما أحرق المحتجون صورا لقادة دولتي الإمارات والبحرين، بالإضافة إلى حرق صور رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الأميركي دونالد ترامب.
وفي الخليل، اعتبر متظاهرون التطبيع العربي احتلالا جديدا لفلسطين وانقضاضا على حقوق الشعب الفلسطيني وقضيته.
كما خرجت مظاهرات في رام الله وجنين ونابلس وطولكرم، ورفع المتظاهرون أعلام فلسطين، ورردوا هتافات مناهضة للتطبيع.
وأكد المتظاهرون أن الشعب الفلسطيني سيواصل مقاومته حتى لو خذله الجميع.
وفي السياق ذاته، دعت لجنة المتابعة -وهي أعلى هيئة تمثل الفلسطينيين داخل الخط الأخضر- إلى إقامة سلسلة بشرية حاشدة على مدخل مدينة أم الفحم، بالتزامن مع مراسم التوقيع على اتفاقات التطبيع بين إسرائيل والإمارات والبحرين.
وقالت اللجنة إن “هذه الفعالية تأتي للتنديد بصفقة العار الرباعية التي تهدف إلى التآمر على الشعب الفلسطيني وقضيته”.
وشددت اللجنة العربية على ضرورة إنهاء الاحتلال وتحقيق الحرية والاستقلال للشعب الفلسطيني، والتمسك بحق عودة اللاجئين إلى ديارهم.
بدورها، اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي فجر الثلاثاء عددا من المواطنين من مدن الضفة الغربية المحتلة ومخيماتها، بينهم أسرى محررون.
وقالت صحفية فلسطينية إن قوات الاحتلال اعتقلت 17 مواطنا خلال حملة أمنية في القدس وأنحاء متفرقة من الضفة الغربية، واقتادتهم إلى مراكز التحقيق الخاصة بها.
سلام مقابل الحماية
بدوره، اعتبر أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات اتفاق الإمارات والبحرين مع إسرائيل أنه “سلام مقابل الحماية”.
وقال عريقات في مقابلة مع شبكة “سي إن إن” (CNN) الإخبارية الأميركية إن “هذه الخطوة لا نستطيع أن نسميها معاهدة سلام أو سلاما مقابل سلام، وإنما سلام مقابل حماية الولايات المتحدة”.
وأضاف عريقات أن جاريد كوشنر مستشار وصهر الرئيس الأميركي دونالد ترامب “قال لعدد من صناع القرار في العالم العربي إن أميركا ليست ملزمة بالاستمرار في هذه الأمور (الحماية)، وعليكم أن تجلبوا إسرائيل، ونظريته هي خلق ناتو عربي-إسرائيلي في المنطقة، وهذا أمر بالغ الخطورة”.
وبشأن إمكانية أن يمنح التطبيع فرصة للدول العربية للتأثير على إسرائيل، رأى عريقات أن ما يحدث ينفي ذلك، قائلا “خرج رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وقال: أنا سأستمر في الاستيطان، وسأستمر في ضم الأراضي الفلسطينية، وقال: لا يمكن أن تكون هناك دولة فلسطينية على حدود 1967، ومدينة القدس لن تقسم، والقدس الشرقية -بما فيها المسجد الأقصى وكنيسة القيامة- ستكون جزءا من عاصمة إسرائيل”.
وتساءل مستنكرا: إذا لم تستطع أن تؤثر قبل قرار التطبيع فهل ستؤثر بعد التطبيع؟ كيف ستؤثر بعد أن دفعت الثمن؟! لا أعرف ما هذا السلوك التفاوضي الذي يقول إن هذه الخطوة ستؤدي إلى مساعدة الفلسطينيين.
وشدد على أن العالم كله يدرك أن القضية الفلسطينية هي مفتاح الحل ومفتاح السلام في المنطقة، وحتى الدول التي رحبت في أوروبا وغيرها بالاتفاقات قالت “إنه يجب ألا ننسى أن الصراع هو فلسطيني-إسرائيلي، والمطلوب إنهاؤه وإلغاؤه هو الضم والاستيطان، والمطلوب إقامته هو دولة فلسطين المستقلة”.