لم يتصاعد الدخان الابيض من قصر بعبدا اليوم، حيث لم يحمل الرئيس المكلف مصطفى أديب أي تشكيلة حكومية، وهو أوضح أنه حضر للتشاور مع رئيس الجمهورية ميشال عون.
وبحسب معلومات الـmtv، فقد جرى الاتفاق بين الرجلين على أن يلتقي عون بعد ظهر اليوم وغدا الكتل النيابية للتشاور معها والاستماع إلى وجهة نظر الافرقاء كافة، كما حددا مهلة تنتهي الخميس، حيث من المفترض أن يزور أديب قصر بعبدا مجددا ليقدّم تشكيلة حكومية.
كذلك، فقد كشفت معلومات الـmtv، أن عون ورئيس تكتل “لبنان أولا” جبران باسيل يريدان حكومة من 20 أو 24 وزيرا، كما أن “لا مشكلة عندهما بالمداورة شرط حصولهما على حقيبتي “الداخلية” و”المالية”.
و كانت المعلومات في الساعات الماضية، تذهب كلّها في اتجاه تقديم الرئيس المكلف مصطفى أديب الى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون خلال زيارته اليوم قصر بعبدا، تشكيلته الحكومية، وكانت الاسئلة كلّها تتمحور حول موقف الرئيس عون من هذه التركيبة: هل يوقّعها؟ هل يرفضها ام يتريّث في تحديد خياره منها؟ غير ان المفاجأة تمثّلت في أن الرئيس المكلّف، هو مَن تريّث! فلم يقدّم اي تشكيلة الى سيّد القصر، وخرج بعد اللقاء الذي دام 45 دقيقة معلنا انّ الجلسة كانت لمزيد من التشاور.
فما الذي استجدّ ودفع أديب الى فرملة اندفاعته؟ بحسب ما تقول مصادر سياسية مراقبة لـ”المركزية”، فإن الرجل يحرص على تأمين اوسع احتضان لحكومته المنتظرة ولا يريدها حكومة تحدّ او مواجهة، سيما وأن مهمّتها الانقاذية تحتاج أكبر إجماع وتعاون من قبل القوى السياسية كافة. ويبدو، وفق المصادر، ان هذا الاجماع مفقود، لا بل حلّ مكانه في الساعات القليلة الماضية، نوع من “الغضب” و”الحرد”. فموقف الثنائي الشيعي، الذي عبّر عنه بوضوح رئيس مجلس النواب نبيه بري في بيان اعلن فيه ان فريقه قرر عدم المشاركة في الحكومة، لم يكن من باب التسهيل او المرونة، بل حمل في سطوره تحذيرا من ان هذه الحكومة في الواقع، اذا تشكّلت من دون “الممثلين الحقيقيين للشيعة”، قد لا تجتاز امتحان “الثقة” في البرلمان، أو ان مشوارها في المستقبل، لن يكون سهلا.