“ليس لجهاز المخابرات التركي في لبنان أدوات أمنية جدية وحقيقية”، هذا ما أكّدته مصادر أمنية متقاطعة لـ”لبنان 24″، بعدما كثر الحديث عن دور تركي “أمني” في لبنان.
وبعد صمت إزاء الاتهامات التي وجهت إلى تركيا بعد التوترات شمالاً، قررت أنقرة الرد ووضع حد لها، فجاء الرد التركي على تصريحات رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل التي تحدّث فيها عن “تمدد تركي سياسي ومالي وأمني في الشمال” سريعاً.
المصادر الأمنية المتقاطعة رفضت في حديث مع “لبنان 24″ ما سبق، مؤكدةً أنّ “حضور جهاز المخابرات التركية في السفارة خجول جداً”. وفي تعليق على “الملايين” التي أنفقتها أنقرة في مسعى لكسب ود اللبنانيين من أبناء الطائفة السنية واللعب على الوتر الطائفي، قالت المصادر إنّ “تركيا لا تمارس سياسة الإنفاق المالي”، مشيرةً إلى أنّ “العلاقة التركية-الإيرانية مستقرة، فلا تريد تركيا أن تشاغل إيران في لبنان، نظراً إلى التشابكات القائمة بين البلديْن في أماكن متعددة وذلك بين التنسيق والتنازع”.
وتابعت المصادر قائلةً: “ليس للبنان حدود مع تركيا، ناهيك عن أنّ اقتصاده ضعيف وهو في فالق الصراع الأميركي-الإيراني المباشر”. وتساءلت المصادر: “فإذا انكفأ العرب عن لبنان، لمذا يتدخل الأتراك؟”. المصادر التي تحدّثت عن شعبية الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في لبنان ودول عديدة وصولاً إلى باكستان وأذربيجان، أكّدت أنّ “لا طموح لتركيا ولا رغبة لها في الدخول على الساحة الأمنية في لبنان على الإطلاق”، خالصةً إلى القول إنّ علاقة تركيا طيبة مع الأجهزة الأمنية كافة “من جيش وأمن داخلي وأمن عام”.
في السياق نفسه، أكّد مصدر سياسي طرابلسي لـ”الأناضول” أنّ “الهدف من الهجوم على تركيا هو أن طرفاً لبنانياً يرغب بالحصول على تمويل عربي يسعى إلى زج اسم تركيا في طرابلس، لعله يستفز السعودية والإمارات”، مشيراً إلى أنّ “أطرافاً لبنانية تريد تغطية من يقف خلف التحركات الشعبية في طربلس وكل لبنان من خلال إلباسها لتركيا.. بينما لا يوجد أي تدخل تركي في الشؤون الداخلية بطرابلس“.
وتابع المصدر السياسي الطرابلسي: “من البديهي أن لتركيا حضورا في طرابلس عبر محبة أهالي المدينة والشمال اللبناني لتركيا ولرئيسها رجب طيب أردوغان، كما في كل المناطق اللبنانية ذات الأغلبية السنية”، مشدداً على أنّ “تصوير طرابلس على أنها مركز للتطرف ليس جديدا، وفي كل مرة يُنسب هذا التطرف إلى جهة معينة، تارة للسعودية وتارة لقطر وتارة لتركيا، وهو سبب أساسي لتخويف المسيحيين وشد العصب الشيعي خلف حزب الله”.
وأضاف: “كمتابع على الأرض، ليس لتركيا حضور بالمعنى الأمني في طرابلس، هناك مساعدات تقدمها مؤسسة تيكا التركية لترميم مسجد أو آثار عثمانية، ولا يشاهد المواطن الطرابلسي أكثر من ذلك على الأرض”، محذراً من أنّ هجوم الخصوم على أنقرة هو “محاولة لشيطنة تركيا.. وعدم انتقاد الزعامات السنية لتلك التقارير يعود إلى عدم الرغبة بالدخول في الخلافات بين الطرفين خوفا من أن يزعل أحداهما”.
وتابع المصدر السياسي: “الوزير السابق أشرف ريفي، والوزير السابق للداخلية نهاد المشنوق على صراع، وهما ضمن المحور الواحد السعودي ـ الإماراتي، وريفي يقول إنه ليس مع تركيا، ومع المحور العربي”.
وفي تعليق على ما تقرير موقع “أساس” الذي اتهم فيه ريفي بالوقوف خفية مع أنقرة لإدخالها إلى طرابلس، وهو ما نفاه ريفي وهاجم المشنوق بشدة، وصف المصدر السياسي الطرابلس ما حصل بـ”محاولة للابتزاز بالسياسة ولتوظيفها من أجل الحصول على مال من الإمارات والسعودية من جهة، أو لتخويف الشارع المسيحي وتحشيد الشارع الشيعي من جهة أخرى”.
توازياً، علّق مصدر دبلوماسي تركي على المعلومات التي تحدّثت عن تدخل تركي أمني بلبنان قائلاً: “لم يبلغنا أحد بأي اسم أو معلومات أو حتى عبر القنوات الدبلوماسية، وكل ما يُذكر غير صحيح”، مشدداً على أن “تفاعل اللبنانيين مع تركيا ناتج عن احترام ومحبة بلا تدخل في شؤون لبنان، والعلاقة موجودة مع كل الأطراف السياسية اللبنانية”.