عندما وصل عبد الرحمن سبّاش وزوجته الحامل ياسمينة دكّار مع ابنهما جاد في نهاية 2018 إلى كندا برًّا، عبر معبر طريق روكسهام ،آتين من الولايات المتحدة طالبين اللجوء إلى كندا، لم يكن الزوجان يتوقّعان أنّهما سينضمّان إلى جهود مكافحة جائحة كوفيد 19 التي ستضرب البلد في 2020.
وقدّما طلبًا للجوء بسبب ظروف خاصة واجهاها في الجزائر.
وفي حوار مع راديو كندا الدولي، قال عبد الرحمن سبّاش إن “الاندماج في المجتمع الكيبيكي كان سهلًا لأننا متمكّنون من اللغة الفرنسة. وأيضًا الدفء وحسن الاستقبال الذي يتمتّع بهما المجتمع الكيبيكي.”
وأثناء انتظارهما لقرار لجنة الهجرة ووضع اللاجئ في كندا (IRB) فيما يخصّ طلبهما، بدأ الزوجان في البحث عن عمل.
وبدأت ياسمينة دورة تدريبية للعمل كمقدّمة للرعاية صحية في المستشفيات وتحصّلت على عمل. وبدأ عبد الرحمان عملاً كعون للأمن في قطاع الصحة.
ومع انتشار جائحة كوفيد 19 عبر العالم وفي كندا، أطلقت حكومة كيبيك نداءً تطلب فيه من المقيمين في المقاطعة والذين لديهم مؤهّلات المشاركة في مواجهة الفيروس بالتسجيل في موقع على الانترنت (Je Contribue).
وقامت ياسمينة بتسجيل نفسها على الموقع. ومن جانبه، يتطوّع عبد الرحمان، بعد عمله، ساعات إضافية.
وكغيرهما من طالبي اللجوء وجد الزوجان نفسهما على الخطوط الأمامية لمواجهة الجائحة، ما جعل فرانسوا لوغو، رئيس حكومة كيبيك تسمية هذه الفئة بـ”الملائكة الحارسة”.
وتعالت الأصوات عبر كندا للمطالبة بتسوية وضعية طالبي اللجوء الين يساهمون في مواجهة كوفيد 19.
وفي يونيو حزيران الماضي، ذكرت هيئة الإذاعة الكندية أنّ الحكومة الكندية تقوم بإعداد برنامج خاص لتسوية أوضاع طالبي اللجوء الذين عملوا في قطاع الصحة خلال جائحة كوفيد 19.
وفي بداية الشهر الجاري، جاء ردّ لجنة الهجرة ووضع اللاجئ في كندا على طلب عائلة سبّاش بالرفض. وقدّم محامي العائلة طعنًا في قرار اللجنة الا ثنين الماضي، وفقًا لعبد الرحمان سبّاش. الأمر الذي يحول دون ترحيل العائلة إلى بلدها الأصلي، الجزائر.
وتأمل العائلة أن تغيّر اللجنة قرارها بناءً على التوجيهات الجديدة للحكومة الكندية.
وفي تعليق على القضية، قال المتحدّث باسم وزير الهجرة الكندي، ماركو مندتشينو، ” نحن نعلم أن هناك أشخاصًا يقومون بعمل بطولي لتقديم الرعاية والخدمات إلى سكان كيبيك وعبر كندا. لذا يجب أن نبحث عن السبل التي تمكننا من مساعدتهم والاعتراف بعملهم ونحن ندرس هذا الوضع عن كثب.”
وأضاف أنّ الحكومة على دراية “بأن العديد من الناس في كندا وكيبيك يشعرون بالامتنان الخاص لطالبي اللجوء الذين يقومون برعاية كبار السن.”
وذكّر أنّه “بسبب الجائحة، تم تعليق عمليات الترحيل خارج كندا، باستثناء الحالات المتعلقة بالجرائم، والأمن ، وانتهاك القوانين الدولية أو حقوق الإنسان والجريمة المنظمة”
(راديو كندا الدولي)
إقرأ أيضا : كندا : السجن لرجل رفض العزل بعد إصابته بكوفيد 19 !!