ماذا حدث حتى رفعت روسيا صوتها في وجه النظام، فوسط أزمة كورونا العالمية والتجاذبات الدولية حول أسعار النفط، تفرد كلٌّ من روسيا وإيران عضلاتهما في دمشق للاستفراد برؤية القرار السياسي في مستقبل سوريا.
هكذا جاءت الصفعة الثانية من قبل روسيا لنظام الأسد في أقل من أسبوع، حيث وجه السفير الروسي السابق في سوريا انتقادات كبيرة لنظام بشار الأسد وتصرفاته من عدة جوانب أبرزها ما يتعلق بالناحية العسكرية والاقتصادية. وقال السفير الروسي ألكسندر أكسينينوك، في ندوة نشر محتواها مركز الأبحاث الروسي”آر أي اسي” المتخص بالشؤون الدولية: يجب علينا أن نعيد التفكير بمستقبل سوريا وتحديدا في مصير قيادات النظام، فدمشق ليست مهتمة بإظهار منهج بعيد المدى ومرن بل تراهن على الحلول العسكرية فقط”.
ليس الهجوم الأول
وكانت وكالة “الأنباء الفيدرالية” الروسية قد شنّت هجوماً لاذعاً على بشار الأسد ووصفت حكومته بالفاشلة واتهمتها بتعقيد مشكلات سوريا الاقتصادية، كما وصفت بشار الأسد بـ”الضعيف” وتحدثت عن عدم قدرته على محاربة الفساد المستشري في إدارته واتهمت مسؤوليه باستغلال المساعدات الروسية لأغراضهم الشخصية. وكأن روسيا اكتشفت اليوم حجم العنف الذي يمارسه النظام ضد الشعب أو كأنها لم تكن شريكة فيه، حيث اتهم السفير الروسي نظام الأسد ولأول مرة بارتكاب أعمال عنف ضد معارضيه، حيث قال: “أحيانا يصعب التفريق بين الصراع ضد الإرهاب والعنف الذي تقوم به الحكومة تجاه معارضيها في سوريا” على حد تعبيره.