دعسات الحكومة الناقصة غير كافية لإسقاطها، لأن على الكتف حمّالًا. فبعد التعثر الحكومي منذ اليوم الأول لإنطلاقتها في أول مئة يوم، وفق مخطّط البيان الوزاري، لا تزال حكومة المواجهة والممانعة تتحين الفرص لإثبات حيثيتها، ولكي تقول للعالم أنا أتحرّك إذًا أنا موجودة، الأمر الذي من شأنه أن يعطي للناظر إلى الأمور بسطحية إنطباعًا إيجابيًا عن هذا التحرّك، سواء أكان منتجًا أم غير منتج، مع الإشارة إلى أن معظم الوزراء “التقنيين” شطّار في الـ”ماركيتنغ”، ويعرفون كيف يسوّقون أنفسهم، مستفيدين من محنة الـ”كورونا”، ويساعدهم في ذلك الإعلام المرئي، الذي يفتح لهم الهواء على مداه، وذلك لإفتقاده إلى البرامج الجديدة، إذ يكتفي ببث الإعادات، ويحاول التعويض عن هذا النقص بنقل وقائع كل عطسة من عطسات وزراء “الشو أوف”.
فلولا محنة الـ”كورونا”، التي فرضت على الجميع “زربة البيت”، والتجاوب مع حملة “خليك بالبيت”، مساهمة في الحدّ من إنتشار هذا الفايروس، الذي لا يمكن محاربته إلاّ بهذه الطريقة، لكانت الحكومة الديابية قد سقطت من زمان على وقع الإنتفاضة الشعبية، التي إضطرّت ككثيرين من اللبنانيين على أن تنضّب وتنزوي، تاركة الساحة للحكومة لكي تسرح وتمرح في ملعب الـ”كورونا”، وتفشّ خلقها بخيم خاوية، في خطوة تدّل إلى أنها خائفة من خيالها، وكأنها بذلك، كما تظنّ، قد قضت على الإنتفاضة الباقية متقدّة شعلتها في القلوب والضمائر، وهي غير نائمة على ضيم، وتنتظر اللحظة المناسبة، وهي لم تعد بعيدة، لتعود إلى ساحاتها بكل زخم ودينامية، ولكي تضع النقاط على الحروف النافرة.