لم يخطر لبال سوري أن يستغل النظام السوري حظر التجول الليلي ليمارس السرقة مجدداً، بعد أن غدت مهنة يحترفها شبيحته في الأحياء السكنية التي يسيطر عليها النظام منذ بداية الثورة وحتى اليوم. إذ كشف موقع “عربي بوست” في تقرير حصل من خلاله على معلومات حصرية من الداخل السوري، عن تكرار حالات سرقة محال تجارية في كل من العاصمة دمشق ومدينتي حمص وحماة، وبين التقرير عن تسجيل 50 ضبط سرقة سجلت ضد مجهولين في المدن الثلاثة. حيث استغل النظام السوري فترة الحظر وخلو الشوارع من المارة، ليسطو على مجموعة من المحلات الشهيرة ضمن أسواق دمشق القديمة والبرامكة والحجاز وحي الزاهرة في حمص وسوق الطويل في حي الدباغة بحماة وهي التي بقيت ضمن نطاق سيطرته طيلة فترة الثورة، ليعاني أصحابها من ثمن مضاعف إذ لا يمكنهم رفع صوتهم في وجه النظام ولو عرفوا من هم السارقين.
فقد أشار التقرير حسب شهادات أصحاب المحلات إلى حاجة السارق إلى سيارة لنقل المعدات الثقيلة وتوفير الحماية له من قبل عدة أشخاص يساعدونه في عملية السطو ونقل السمروقات، ما يعني رجوح التهمة على ميليشيات النظام التي تتمتع بغطاء واسع الصلاحية لاسيما بعد تحجيم دورها ضمن مناطق الأرياف بسبب الهيمنة الروسية. وذلك ما دفع النظام لإطلاق يد ميليشياته في المدن الواقعة تحت سيطرته وبالتالي نتج شكل جديد من التعفيش قائم على السرقة العلنية في عتمة الليل. فمن يجرؤ على قول “لا” ضد نظام سرق مدخرات الشعب وباع الأرض لقوى دعمت بقائه وفتك بالمواطنين بألف شكل وشكل قبل أن يصل إلى مناطق سيطرته فيروس “كورونا”، فإذا لم يكن هو مسبب لانتشاره فلم لا يستغل وجوده حتى الرمق الأخير.