يكذبون بمنتهى الصدق، يدمرون القناعات بمنتهى الوطنية، يدعمون العدو بكل سخاء، يمانعون…… لكن بالثرثرة، ما تراه كابوسا في النوم السبات هو في اليقظة ليس إلا أضغاث وغثاء والفعل فعل افعال كامل الأوصاف مدعي الحق والصواب الحائز بالغصب على المركز الأول ومن تابعه على كل جوائز الإعجاب، إن هذا الموضوع لن ينتهي بتكرار وإصدار الإستنكار ولا بضرب الحصار على الرأي المقاوم بالفطرة الوطنية الراسخة عند الأحرار ليُميع القضية ويُسهل تمرير القرار المدان فهناك دوماً زاوية جديدة للنظر ونبرة للبوح وثوباً جديدا للمعنى لا يمكن حجرها عن الناس، وعليه فزوبعة تبرئة العميل الفاخوري لفّت الوطن من كل الجهات، لكنها وعلى الرغم من غناها بالجمل التخفيفية المنمنمة وصدورها عن أفواه في زمن الكورونا مكممة إلا انها معدمة وهي عند العامة تدخل في إطار أن من يسرق في وضح النهار يملك سلفاً ومن دون أدنى شك الحكم ومبنى المحكمة والحكام.
براءة ذمّة
ولأجل ذلك ولغيره ليس كل ما يذاع وجب ان تدركه العقول بالآذان، فغالبا ما تصاغ الأخبار على غير ما تكون عليها الأحداث، ففي العادة يختار صانع الحدث ما يود ان ينشره ليسكن في العقول والأبدان، وحده المنتفع بالحقيقة يبقيها في السر بعيداً عن الإعلان، فهو حرٌ ولا يرجو براءة ذمة من احد سيما إذا أتته كمذمة من خصم يعتبره ناقص أو حتى ممن هم بالأصل ليسوا من أصحاب الرأي لانهم في خانة الأتباع.
هم الغالبون
ايتها الصحيفة…… سيدي القارىء، عزيزي المشاهد….. عزيزتي المتابعة، أن ما أقدم عليه البعض في هذا الخصوص لن يفهمه بسرعة العوام لأنه يخصه وحده وبالنسبة إليه هو ليس داء، هو راجع حساباته في الخفاء، حبس صوته وقدر بحكمته أن يحقق مبتغاه ويقف الند للند منفرداً ضد مناجل الحصد يدافع عن اسلحته وعن مصلحته ويبادل ويساوم ويناور ويبني على الطعنة أمجاد. لم ولن تقيده قيود الغدر فبنظره هو من سيقيد قيده ويصدر ما يراه نافع لغايته ومبتغاه. فما فعله ليس معجزة وإن كان وحده من أقدم على هذا الخيار، ابحثواعن ما فعله خارج المكتوب في الأخبار، الـ”أنا” عنده تغلب “نحن” الوطن وتتخطى حدود الأوطان، فشعاره من آية وفيها بعد البسملة أنهم الفئة الناجية وأنهم هم الغالبون الأخيار.
وعليه فإن صح القول وحمى هؤلاء أمير العملاء المخبرين من أي اتهام بُرء هو وأُتهم كل من كان معتقل لديه بأنه مسيلمة آثم وكذاب.
كرم سكافي – جنوبية