تثار تساؤلات عدة في الشارع العراقي حول مستقبل نفوذ الحرس الثوري الإيراني المتهم “بإدارة عمل فصائل شيعية مسلحة” في العراق، بعد مقتل قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس نائب رئيس الحشد الشعبي العراقي بغارة أميركية قرب مطار بغداد الدولي في الثالث من يناير/كانون الثاني الحالي.
وكان سليماني الرجل الأكثر نفوذا في العراق، ولم يكن تأثيره يقتصر على الأحزاب أو الفصائل الشيعية فحسب، بل تجاوز ذلك نحو سياسيين سنة وأكراد، وكان وجوده يمثل وجود الحرس الثوري في العراق.
وقبل أسابيع سرّبت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية وثائق أشارت إلى حجم النفوذ الإيراني داخل العراق، وصلة سياسيين عراقيين بالحرس الثوري الإيراني.
الاستقواء بإيران
وتعليقا على ذلك، يقول الباحث في الشأن السياسي العراقي رعد هاشم للجزيرة نت إن “الكثير من الفصائل المسلحة في العراق تفخر بالاستقواء بإيران ضمن إطار ما يطلق عليه محور المقاومة”، وقال إن للحرس الثوري نفوذا كبيرا في العراق، ومن المستبعد أنه سيقل”.
ويضيف أنه “بعد مقتل سليماني سارع قادة الفصائل إلى التقاط الصور مع القائد الجديد لفيلق القدس إسماعيل قآني لإثبات تجديد الولاء والطاعة”، في إشارة إلى استمرار نفوذ الحرس الثوري.
ووفقا لمراقبين، تتبع أغلب فصائل الحشد الشعبي ولاية الفقيه في إيران ومرجعيتهم علي خامنئي، وتعد هذه الفصائل عملها “عابرا للحدود”، وهو عقائدي ولا يرتبط بجغرافية محددة، مما سنح الفرصة أكثر “لتحقيق نفوذ أكبر للحرس الثوري الإيراني”.
دور سلبي
ويعتقد المُتحدث باسم العشائر العربية في العراق مزاحم الحويت أن “الحرس الثوري الإيراني لعب دورا سلبيا في العراق، ويعمل على توسعة نفوذه”.
ويقول الحويت للجزيرة نت “في ظل وجود فصائل مسلحة موالية للحرس الثوري، فإن نفوذه لن يقل، بل سيكون هناك توسعا إذا بقيت الحكومة العراقية راضية عن تلك الفصائل”.
وفي إشارة إلى استمرار “نفوذه” في العراق، ظهر قائد القوات الجوية في الحرس الثوري الإيراني علي حاجي زادة في التاسع من يناير/كانون الثاني الحالي خلال حفل تأبيني على روح قاسم سليماني، وخلفه العلم الإيراني وأعلام عدد من الفصائل المسلحة في المنطقة، بالإضافة إلى علم الحشد الشعبي العراقي.
وأثار وجود علم الحشد الشعبي -وهو مؤسسة تابعة للدولة العراقية- غضب عدد من العراقيين، واعتبروه إشارة أرادت من خلالها إيران أن تقول إن “نفوذ الحرس الثوري في العراق ما زال موجودا”.
وللخبير الإستراتيجي العراقي معن الجبوري رأي آخر بشأن مستقبل نفوذ الحرس الثوري الإيراني في العراق بعد اغتيال سليماني، ولا يتفق مع الآراء الذاهبة نحو توقع توسع هذا النفوذ.
ويقول الجبوري للجزيرة نت إن “الارتباط الروحي والعقائدي للفصائل بسليماني كان أكبر من الارتباط بالحرس الثوري الإيراني الذي تحت إمرته، إثر ذلك سيتأثر القرار ويضعف تأثيره وتتعدد مصادره؛ مما يضعف المركزية ويشتت التطبيق والتنفيذ”.