انطلق في قطاع غزة، أول قطار هوائي مُعلق، في مدينة ترفيه، بخان يونس جنوبي القطاع، في خطوة تجسد بشكل “رمزي” رحلة “العودة” للديار، عبر إطلاق أسماء المدن الفلسطينية على محطات القطار.
ويبلغ طول “قطار العودة” الذي استغرق تدشينه عدة سنوات بأيدٍ فلسطينية، ما يقارب 550 مترا، فيما يزيد ارتفاعه عن عشرة أمتار عن سطح الأرض، وفق رئيس مجلس إدارة مدينة “أصداء الترفيهية” وائل الخليلي، لمراسل الأناضول.
وينطلق القطار من غرفة مرتفعة مغطاة بصفيح مقوى، يتم الصعود إليها عبر مصعد حديدي، أمام بوابة مجسم قبة الصخرة في المسجد الأقصى، ورقم (99)، الدال على المسافة من مكان تدشين القطار حتى مدينة القدس المحتلة (99 كلم).
ويبين الخليلي، أن طريق القطار يضم ثلاث عربات تتسع لأكثر من 30 شخصًا، إحداها تسير أسفل الجسر الحديد المعلقة به، واثنتين فوق الجسر، إحداهما تسير فارغة، لإنقاذ ركاب القطار حال تعطله.
وأشار الخليلي، أنهم أطلقوا على القطار اسم “قطار العودة”؛ وجاء بعد مخاضٍ عسير من العمل على مدار أكثر من عامين، حتى رأى النور، بأيدي وعقول فلسطينية استطاعت تصميمه وصناعته وتنفيذه للمرة الأولى.
وأضاف: “فكرة المشروع، هي نقل الزائر بالقطار داخل مدينة أصداء الترفيهية، التي تبلغ مساحتها مئات الدونمات، من مكان أطلقنا عليه اسم مدينة (تل الربيع/تل أبيب حاليًا)، مرورًا ببعض المدن الفلسطينية المحتلة، منها: (اللد، الرملة، صفد، عكا، حيفا، يافا؛ وصولا لتلال القدس، وباحات قبة الصخرة؛ التي تم تجسيدها في مبنى ولوحة فنية تحاكي شكلها الخارجي، وواقعها الحالي، من خلال بابي الساهرة والعامود”.
وأشار إلى أن الهدف من هذا المشروع ” هو زرع قيم ومفاهيم لدى الزائرين وهو أن العودة هي حقٌ كالشمس للشعب الفلسطيني، وسنعود يومًا لديارنا”.
وظهر مصطلح “حق العودة” عقب “النكبة” التي حلت بالفلسطينيين عام 1948، بعد أن أسفرت سلسلة مذابح ارتكبتها العصابات الصهيونية بحق عشرات القرى والمدن الفلسطينية، إلى نزوح نحو 800 ألف فلسطيني.
ومنذ ذلك الوقت، يطالب اللاجئون الفلسطينيون البالغ عددهم حاليا نحو 5.9 ملايين شخص بالعودة إلى أراضيهم، رغم مرور 70 عاما على الحدث.
وتنص قرارات دولية أصدرتها الأمم المتحدة على حق اللاجئين في العودة إلى أراضيهم، وهو الأمر الذي لم ينفذ حتى الآن.