أظهرت وثائق المحكمة الفيدرالية أن مسؤولي الهجرة الفيدراليين حذروا من أن الحكومة الفيدرالية تخاطر بمحاولة تغيير نظام الهجرة المؤقت من خلال تصميم خاص ببرنامج التأشيرة الطارئة للأوكرانيين النازحين بسبب الحرب.
وأثار موظفو إدارة الهجرة مخاوفهم في مذكرة إلى وزير الهجرة الفيدرالي شون فريزر، في ذلك الوقت، بعد وقت قصير من الإعلان عن البرنامج.
تم الكشف عن الوثائق كجزء من دعوى قضائية ضد الحكومة الفيدرالية من قبل اثنين من الكنديين الأفغان، الذين يجدون أن كندا تميز ضد اللاجئين الأفغان من خلال معاملتهم بشكل مختلف عن معاملتها للأوكرانيين.
تتضمن الوثائق كيف تم تعديل برنامج تأشيرة أوكرانيا، الذي سمح لعدد غير محدود من الأوكرانيين وأفراد عائلاتهم بالقدوم إلى كندا للانتظار حتى انتهاء الحرب.
وشملت التعديلات التي لجأت إليها الحكومة الفيدرالية إلغاء شرط التعهد الذي يتعين على الأوكرانيين الهاربين من البلاد القيام به عند انتهاء صلاحية تأشيراتهم. هذه التعديلات لم يتم نشرها علناً بموافقة الوزير فريزر نظراً “للطبيعة غير المسبوقة والاستثنائية” لهذا النهج المعتمد.
أعضاء من مجلس الشيوخ الأميركي يسعون إلى منع كندا من استقبال اللاجئين من غزة
حذر السيناتور الأمريكي ماركو روبيو Marco Rubio من أن مبادرة كندا المتعلّقة باستقبال أهالي قطاع غزة الهاربين من الحرب الإسرائيلية، قد تمنح ما سمّاهم “الفلسطينيين المرتبطين بجماعات إرهابية” إمكانية الوصول بسهولة إلى الولايات المتحدة، وقال إن قبول كندا للاجئين الفلسطينيين من غزة يدق ناقوس الخطر جنوب الحدود.
وفي رسالة وجهها يوم الأربعاء إلى وزير الأمن الداخلي الأمريكي أليخاندرو مايوركاس Alejandro Mayorkas، أعرب السيناتور الأمريكي ماركو روبيو (جمهوري من فلوريدا) عن قلقه بشأن البرنامج، الذي حذر من أنه قد يؤدي إلى زيادة خطر السماح للأفراد المرتبطين “بجماعات إرهابية” بالوصول بسهولة إلى الولايات المتحدة.
وكتب روبيو في رسالته التي وقع عليها خمسة أعضاء جمهوريين آخرين في مجلس الشيوخ: “في 27 أيار/مايو 2024، أعلنت حكومة كندا عن نيتها زيادة عدد الغزيين الذين سيسمح لهم بدخول البلاد بموجب تدابير خاصة مؤقتة”. وتابع في رسالته “إننا نشعر بقلق عميق ونطلب من وزارة الأمن الداخلي الأمريكية تشديد الرقابة إذا حاول أي منهم الدخول إلى الولايات المتحدة.”
وكان وزير الهجرة الفيدرالي مارك ميلر قد كشف الشهر الماضي عن نيته زيادة قدرها خمسة أضعاف في عدد اللاجئين من غزة المسموح لهم بدخول كندا، مما رفع سقف البرنامج إلى 5000 شخص.
وكان الحد الأقصى الذي حددته الحكومة في البداية لعدد اللاجئين الفلسطينيين هو 1000 شخص. كما سيتمكن اللاجئون الفلسطينيون من التقدم بطلبات الحصول على تصاريح العمل والدراسة مجاناً.
60% من الكنديين يقولون إن كندا تقبل عددا كبيرا جدا من المهاجرين
قال 60% من البالغين الكنديين الذين شملهم استطلاع جديد أجرته شركة Leger لصالح جمعية الدراسات الكندية في يوليو، إن كندا تقبل عددا كبيرا جدا من القادمين الجدد، بزيادة قدرها 10 نقاط مئوية في عدد الذين شاركوا نفس الشعور في فبراير.
ويعتقد نحو 76 في المائة من الناخبين المحافظين أن مستويات الهجرة مرتفعة للغاية.
وبشكل عام، قال 28 في المائة فقط من المشاركين في الاستطلاع إن عدد الوافدين الجدد مناسب، وقال ثلاثة في المائة إن هناك عددا قليلا جدا من المهاجرين القادمين إلى كندا.
من جانبه، قال جاك جيدواب، رئيس جمعية الدراسات الكندية، إن أزمة الإسكان والمخاوف الاقتصادية تقود إلى تحول جذري في المواقف بشأن أعداد الهجرة في أعقاب الوباء.
وأضاف جيدواب أن الهجرة تنتقل أيضا إلى قمة جداول الأعمال السياسية الوطنية في الولايات المتحدة وأجزاء كثيرة من أوروبا، “ولا أعتقد أن الكنديين معزولون عن تلك المناقشات العالمية”.
كما أظهر استطلاع للرأي أجرته مؤسسة Gallup في يونيو، أن 55 في المائة من الأمريكيين يريدون رؤية هجرة أقل، مقارنة بـ 41 في المائة في عام 2023، ووعد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بعمليات ترحيل جماعية عسكرية إذا أعيد انتخابه.
وفي استطلاع سابق، سأل جيدواب الكنديين الذين يشعرون بوجود عدد كبير جدا من المهاجرين عن سبب شعورهم بهذه الطريقة، وكان الأمر يتعلق أكثر بالمخاوف الاقتصادية.
وفي أحد الاختبارات للارتباط المحتمل بين الصراعات العالمية والمواقف المتغيرة تجاه الهجرة، يعتقد حوالي ثلاثة من كل أربعة أشخاص ممن أيدوا بقوة تفكيك الشرطة للاعتصامات المناهضة لإسرائيل في جامعة ماكجيل هذا الصيف أن هناك عددا كبيرا جدا من المهاجرين القادمة إلى كندا.
كما يعتقد المهاجرون الجدد أيضا أن مستويات الهجرة إلى كندا مرتفعة للغاية، حيث قال 42% من أكثر من 2000 شخص بالغ هاجروا إلى كندا خلال العقد الماضي لـ Leger في استطلاع للرأي أُجري بين ديسمبر 2023 وفبراير 2024 أن أهداف الهجرة الجديدة لحزب ترودو متساهلة للغاية.
وأعلن وزير الهجرة، مارك ميلر، العام الماضي أن كندا ستخفف أهداف الهجرة الحكومية، وتحدد سقفا للوافدين الجدد بـ 500 ألف سنويا بدءا من عام 2025، وترتفع هذه الأهداف من أقل من 300 ألف مهاجر سنويا عندما وصل الليبراليون إلى السلطة في عام 2015.
وتخطط كندا لقبول 485 ألف مهاجر جديد هذا العام.
من جهته،قال زعيم حزب المحافظين، بيير بوليفر، إنه سيصلح نظام الهجرة “المدمر” في كندا من خلال ربط النمو السكاني بالنمو في المعروض من المساكن.
وأُجري استطلاع Leger الجديد في الفترة من 12 إلى 15 يوليو، والنسبة التي تقول إن هناك عددا كبيرا جدا من المهاجرين الجدد – 60 في المائة – هي أعلى نسبة شهدها جيدواب “في هذا القرن” وهي أكثر من ضعف نسبة الذين شعروا بذلك في المسح الفيدرالي للمواطنة والهجرة في عام 2006.
وشعر 45 في المائة من الناخبين الليبراليين بأن هناك عددا كبيرا جدا من المهاجرين الجدد، مقارنة بـ 43 في المائة قالوا إن كندا تقبل “العدد الصحيح”.
وتبلغ المخاوف بشأن الهجرة ذروتها في ألبرتا (67 في المائة من سكان المقاطعة قالوا إن هناك عددا كبيرا جدا من الوافدين الجدد)، وأونتاريو (62 في المائة)، وكيبيك (61 في المائة).
SO,CN24
