مسار جديد تتخذه العلاقات الدولية في منطقة الشرق الأوسط محركه الحضور الإسرائيلي في المشهد السياسي بعد قرار التطبيع الذي اتخذته الإمارات والبحرين، لكن بالمقابل ما يزال الأفق السياسي في سوريا مغلفاً بالضباب على أبواب الانتخابات الأميركية وفشل روسيا في الوصول إلى نيتجة ملحوظة على الأرض بين الأطراف المتصارعة من جهة وفي مباحثات اللجنة الدستورية من ناحية ثانية.
إلا أن معلومات كشفتها مصادر إعلامية بحسب صحيفة “النهار” عن إجراء الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا مفاوضات سرية على أعلى المستويات بخصوص سوريا، مشيرةً إلى أن الجانبين توصلا لاتفاق.
وبحسب المصادر ذاتها فإن اتصالات على أعلى المستويات جرت الشهر الماضي بين الولايات المتحدة وروسيا بخصوص فتح مسار “التسوية” بين نظام الأسد وإسرائيل. وأشارت الصحيفة، إلى أن المفاوضات انتهت إلى توصل الجانبين لتفاهم على وجوب فتح “المسار التسووي” بين إسرائيل ونظام الأسد، مضيفةً أن دولاً عربية وخليجية تلعب أدواراً مشجعة لدى كل من واشنطن وموسكو لدفع نظام الأسد إلى اللحاق بركب المطبّعين.
واعتبرت، أن نظام الأسد بات يعتقد بأنه لا يوجد شيء أكثر فائدة له ويمكن أن ينقذه من تطبيع العلاقات مع إسرائيل، مشيرةً إلى أنه تأخر في إعلان موقفه من الاتفاق الذي أبرمته إسرائيل مع البحرين والإمارات والذي جاء على شكل “تساؤلات تصلح للمراقبين أكثر مما تصلح لدولة ممانعة”، حسب وصفها.
الموقف الضبابي
وحيث يبدو بالفعل موقف نظام الأسد هادئاً أمام قرارات التطبيع المتلاحقة مع إسرائيل، يبحث النظام السوري عن فرصة لإعادة إحياء وجوده دبلوماسياً والبحث عن مظلة شرعية عبر دعم قد توفرها له بعض دول المنطقة في حال سار بالمفاوضات إلى الأمام. وشدد التقرير، بأنّ بشار الأسد يعلم تماماً أن انخراطه بهذا المسار يجب أن ينتهي إلى نتيجة إيجابية، وأن ملف الجولان بات عائقاً أمامه، بعد أن أنهى نتنياهو عرض حافظ الأسد القديم “الأرض مقابل السلام”، حين أعلن ضم الجولان إلى إسرائيل رسمياً بمباركة من أمريكا.
و كشف التقرير، عن الموقف اللافت الذي اتبعته خارجية نظام الأسد، بوقوفها بصمت إزاء اتفاقيات السلام العربية مع إسرائيل من قبل الإمارات والبحرين، على عكس باقي دول محور “الممانعة”، ثم ما لبثت مؤخراً حتى صرّحت برفضها ذلك.
أبعاد التسوية
وأشار التقرير، إلى أنّ الانفراج المفاجئ الذي حصل في لبنان وإطلاق مبادرة التسوية البحرية بين لبنان وإسرائيل لم يكن محض صدفة، حيث يرى قارئو المشهد بأنه يحمل بعداً “سورياً”.
ويؤكد التقرير، أن موسكو تتطلع إلى إخراج إيران وتركيا من سوريا، لتبقى وحدها، ومن دون أي شريك، صانعة القرار الاستراتيجي لنظام الأسد. وختم التقرير، رؤيته بأن تسوية نظام الأسد وإسرائيل كفيلة بتسهيل وصول روسيا الى أهـدافها المرسومة، وستحمل الأسابيع القليلة القادمة الكثير من المفاجآت في هذا الملف.
يذكر أن صحيفة “الشرق الأوسط”، نشرت تقرير الأسبوع الماضي التي كشفت فيه أن بشار الأسد مستعد لإحراز اتفاق مع إسرائيل قبل إجراء الانتخابات الرئاسية السورية، المقررة منتصف الـ 2021.