أصدر النائب العام الأردني قرارا بحظر النشر في القضية المرتبطة بالأمير حمزة بن الحسين وآخرين حتى يصدر قرار بخلاف ذلك، في الوقت الذي التقى فيه وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي نظيره السعودي الأمير فيصل بن فرحان الذي وصل إلى عمان أمسِ الاثنين حاملا رسالة من الملك سلمان بن عبد العزيز.
ويشمل قرار الحظر وسائل الإعلام المرئي والمسموع ومواقع التواصل الاجتماعي كافة، ونشر وتداول أي صور أو مقاطع مصورة تتعلق بهذه القضية، وقالت وكالة الأنباء الأردنية إن من يخالف القرار سيوضع تحت طائلة المسؤولية الجزائية.
في غضون ذلك، قال بيان صادر عن الخارجية الأردنية إن الرسالة تؤكد وقوفَ السعودية إلى جانب الأردن في مواجهة جميع التحديات، ودعمَها كلَ الخطوات التي يتخذها الملك عبد الله الثاني لحماية الأردن وحفظ مصالحه.
كما أكد الوزيران خلال اللقاءات أن أمن المملكتين واستقرارهما واحد لا يتجزأ، وأنهما تقفان معا في مواجهة مختلف التحديات، وأضاف الصفدي أن عمان والرياض اتفقتا على تطوير علاقاتهما التاريخية في مختلف المجالات.
من جهته، قال التلفزيون السعودي إن الملك سلمان بن عبد العزيز أكد دعمه لكل الإجراءات التي تحمي الأردن ومصالحه.
وفي السياق، قالت الخارجية السعودية في تصريحات نشرتها شبكة “سي إن إن” (CNN) إن الوزير كان في عمان لتأكيد تضامن السعودية ودعمها للأردن، ولم يناقش أي مسائل أخرى ولم يقدم أي طلبات.
مطالبة بإطلاق عوض الله
وتأتي هذه التصريحات بعدما أفادت صحيفة واشنطن بوست (The Washington Post) بأن وفدا سعوديا وصل الأردن الاثنين للمطالبة بالإفراج عن رئيس الديوان الملكي الأردني الأسبق باسم عوض الله.
ونقلت الصحيفة الأميركية عن مسؤول استخباراتي رفيع المستوى في الشرق الأوسط تابعت حكومته الأحداث في الأردن، قوله إن الوفد السعودي رفيع المستوى برئاسة وزير الخارجية السعودي وصل في زيارة غير معلنة مسبقا أمس الاثنين إلى الأردن.
وطالب المسؤولون السعوديون، خلال لقاءات بنظرائهم الأردنيين، بالإفراج عن باسم عوض الله أحد الأردنيين البارزين الذين اعتقلوا يوم السبت.
وذكرت الصحيفة أن عوض الله مستشار كبير سابق للملك عبد الله، وكان شغل منصب المبعوث الخاص للملك الأردني إلى المملكة العربية السعودية التي منحته جواز سفر سعوديا.
وقال المسؤول الاستخباراتي إن إصرار الرياض على الإفراج الفوري عن عوض الله يأتي قبل أي إجراء قضائي أو توجيه اتهامات رسمية له.
رسالة الأمير حمزة
يأتي هذا في وقت نشر فيه الديوان الملكي الأردني رسالة للأمير حمزة بن الحسين قال إنه وقعها في منزل الأمير الحسن بن طلال بحضور عدد من الأمراء، وأكد فيها أنه سيكون “دوما لجلالة الملك وولي عهده عونا وسندا”.
وأضاف أنه في ضوء تطورات اليومين الماضيين يضع نفسه “بين يدي جلالة الملك”، ويؤكد أنه سيبقى “على عهد الآباء والأجداد، وفيا لإرثهم، سائرا على دربهم، مخلصا لمسيرتهم ورسالتهم ولجلالة الملك، وملتزما بدستور المملكة الأردنية الهاشمية العزيزة”.
كما أكد أنه لا بد أن تبقى مصالح الوطن فوق كل اعتبار، وأن “نقف جميعا خلف جلالة الملك في جهوده لحماية الأردن ومصالحه الوطنية، وتحقيق الأفضل للشعب الأردني”.
وقبيل هذه الرسالة، أعلن الديوان الملكي الأردني أن الملك عبد الله الثاني أوكل عمه الأمير الحسن بن طلال بالتعامل مع موضوع أخيه غير الشقيق الأمير حمزة بن الحسين في إطار الأسرة الهاشمية.
وجاء في تغريدة صادرة عن الديوان الملكي الأردني أن الأمير الحسن تواصل مع الأمير حمزة، الذي أكد أنه يلتزم بنهج الأسرة الهاشمية والمسار الذي أوكله الملك إلى الأمير الحسن.
وكانت السلطات الأردنية قالت إن الأجهزة الأمنية رصدت تحركات للأمير حمزة بن الحسين وآخرين كانوا يخططون للمساس بأمن الأردن، مؤكدة أنه تمت السيطرة على الوضع، وأن التحقيقات لا تزال جارية.
وفي مؤتمر صحفي الأحد، كشف وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي أن عدد الأشخاص الذين تم اعتقالهم السبت الماضي يتراوح بين 14 و16 شخصا، مؤكدا أنه لم يتم اعتقال قادة عسكريين.
كما أكد الصفدي أنه “تمت السيطرة بالكامل على التحركات التي قادها الأمير حمزة ومحاصرتها”، وأن التحقيقات لا تزال جارية.
وأضاف الوزير أن هناك محاولات لزعزعة استقرار الأردن، وأن الأجهزة الأمنية رصدت خلال الفترة الماضية اتصالات للدائرة المقربة من الأمير حمزة مع جهات خارجية، من ضمنها المعارضة الأردنية في الخارج، متهما إياها بالتخطيط لزعزعة استقرار الأردن.