ندد مسؤولون في الداخل الفلسطيني بقرار محكمة الصلح الإسرائيلية، الإثنين، حبس الشيخ رائد صلاح رئيس الحركة الإسلامية، معتبرين أن الحكم يندرج في إطار “صفقة القرن” المزعومة التي تمس بالمسجد الأقصى.
وفي وقت سابق الاثنين، قضت محكمة الصلح الإسرائيلية في حيفا (شمال)، بالسجن الفعلي لمدة 28 شهرا بحق الشيخ رائد صلاح، بتهمة “التحريض على العنف والإرهاب”.
وقال الشيخ كمال خطيب، رئيس لجنة الحريات في لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية في الداخل الفلسطيني، إن الشيخ صلاح يلاحق ويسجن من قبل السلطات الإسرائيلية بسبب مواقفه المتمسكة بالمسجد الأقصى.
وأشار في كلمة خلال مؤتمر صحفي عقد قبالة قاعة المحكمة حيث صدر الحكم، إلى أنه “عندما تشير صفقة القرن المزعومة إلى حق الناس من كل الأديان بالصلاة في الأقصى، فإن ذلك يعني تمكين اليهود من الصلاة في المسجد”.
وأضاف: “يقصد بذلك صلاة اليهود في المسجد الأقصى، وأن أقصانا (الأقصى) سيصبح هيكلهم ..فشرت (خسئت) يا (الرئيس الأمريكي دونالد) ترامب، نعم فشر بالعامية والفصحى وكل لغات العالم فهذا لن يكون”.
وتابع: “لن يكون المسجد الأقصى إلا المسجد الأقصى المبارك، فمزيدا من الالتفاف حول المسجد الأقصى المبارك ومزيدا من الذهاب والرباط في المسجد الأقصى”.
أما رئيس لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية، محمد بركة، فقال: “قلنا منذ البداية أن هذه محكمة سياسية لا تمت للجانب الجنائي بأية صلة”.
وأضاف، بالمؤتمر نفسه: “هذه محاكمة للعقيدة الإسلامية، ومحاكمة للانتماء الوطني العربي الفلسطيني، ولذلك فإنه اذا ما كان قدر للشيخ رائد أن يدفع ثمن هذه المواقف نيابة عنا، فأنا أسمح لنفسي نيابة عن جميع أبناء شعبنا بالقول له بوركت وحييت وكل شعبك معك”.
وأردف: “نحن جزء من شعب يعتز بتاريخه، وصفقة القرن وكل المؤامرات التي حيكت وستحاك ضد هذا الشعب لن تنال من صموده”.
وفي 28 يناير/ كانون ثان الماضي، أعلن ترامب الخطوط العريضة لتسوية سياسية مزعومة بالشرق الأوسط، تعرف إعلاميا بـ”صفقة القرن”، فجرت استنكارا فلسطينيا وعربيا واسعا.
من جانبهما، حذّر الحزب الشيوعي والجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، الإسرائيليين، من” تعمّق الأجواء الفاشية في إسرائيل، ومن تغلغلها وتأثيرها على جهاز القضاء في إسرائيل”.
وقالا في بيان، إن “تأييد أربعة قضاة لشطب النائبة هبة يزبك والقرار الجائر بحق الشيخ رائد صلاح، يندرجان ضمن نهج نزع شرعية الجماهير العربية والحدّ من حرية التعبير والعمل السياسي”.
وأضاف البيان: “بينما يقوم رئيس الحكومة (بنيامين نتنياهو) ووزراؤه بالتحريض ليل نهار على المواطنين العرب دون أي رادع قانوني أو سياسي أو جماهيري، تتم ملاحقة الشخصيات العامة العربية سعيًا لإخراج الجمهور العربي من دائرة التأثير والشرعية، وخلق كيان عربي ممسوخ بروح حقبة الحكم العسكري البغيضة”.