ردّ رئيس الحكومة الكندية الأسبق جان كريتيان على تهديدات الرئيس الأميركي المنتخَب دونالد ترامب ضدّ كندا في رسالة مفتوحة كتبها بمناسبة عيد ميلاده الحادي والتسعين.
ويدعو كريتيان في رسالته التي نشرتها صباح يوم السبت صحيفتا ’’لا بريس‘‘، بالفرنسية، و’’ذي غلوب آند ميل‘‘، بالإنكليزية، القادةَ السياسيين في كندا إلى إظهار ’’التصميم‘‘ و’’المثابرة‘‘ في مواجهة تهديد ترامب بفرض رسوم جمركية على المنتجات الكندية وتصريحاته الداعية لضمّ كندا إلى بلاده بجعلها الولاية الأميركية الـ51 مستخدماً ’’القوة الاقتصادية‘‘.
وفي هذه الرسالة التي حملت عنوان ’’لقد وحّد ترامب الكنديين أكثر من أيّ وقت مضى‘‘، يدعو كريتيان أيضاً الكنديين إلى تعزيز وحدتهم الوطنية في مواجهة تهديدات ترامب.
وكان ترامب قد هدّد في 25 تشرين الثاني (نوفمبر) بفرض رسوم جمركية بنسبة 25% على كافة الواردات من كندا والمكسيك في اليوم الأول الذي يتسلّم فيه منصبَه، أي في 20 كانون الثاني (يناير) الجاري، ما لم تعمل هاتان الدولتان على إيقاف العبور غير القانوني للأفراد والمخدِّرات، لا سيما الفنتانيل، إلى الولايات المتحدة.
كتب كريتيان الذي كان رئيسَ حكومة كندا عشر سنوات ونيّف بين عاميْ 1993 و2003 فائزاً بثلاث حكومات أكثرية متتالية على رأس الحزب الليبرالي الكندي.
’’إلى دونالد ترامب، من رجل عجوز إلى آخر: استيقظ! ما الذي يجعلك تعتقد أنّ الكنديين قد يتخلون يوماً ما عن أفضل بلد في العالم – ولا تخطئ، هذا ما نحن عليه – للانضمام إلى الولايات المتحدة؟‘‘،
’’أنت لا تعلم أنه عندما دعا الأمر للقتال في حربيْن عالميتيْن من أجل الحرية، شاركنا، في المرّتيْن، وقبل سنوات من مشاركة بلادك‘‘، قال كريتيان المعروف بابتعاده عن اللغة الخشبية التقليدية.
وشدّد كريتيان في رسالته على أنّ الكنديين ’’متمسكون باستقلالهم‘‘ ويفخرون بشبكة الأمان الاجتماعي الموجودة في بلادهم.
وذكّر بقيم ’’التعاطف والتفاهم والتسامح والبحث عن سبل لكي يعيش الأشخاص من أصول ومعتقدات مختلفة معاً في وئام‘‘ التي تميّز كندا.
وقد لا تكون هذه القيم ’’الطريقةَ الأميركية‘‘ أو ’’طريقةَ ترامب“، قال كريتيان، ’’لكنها الواقع الذي شهدته واختبرته طوال حياتي الطويلة‘‘.
وحثّ رئيسُ الحكومة الكندية الأسبق في رسالته الزعماء الكنديين، على الساحة الفدرلية كما في المقاطعات، على إظهار روح القيادة في مواجهة تهديدات ترامب.
أنجز الرئيس ترامب شيئاً واحداً: لقد وحّد الكنديين كما لم يحدث من قبل! اتحد جميع قادة بلدنا في تصميمهم على الدفاع عن المصالح الكندية.
نقلا عن جان كريتيان، رئيس الحكومة الكندية الأسبق
ودعا كريتيان القادة الكنديين لوضع ’’المقاربات القديمة‘‘ جانباً في تعاملهم مع هذا ’’التهديد الوجودي‘‘ الجديد لكندا المتمثّل بتصريحات ترامب وتهديداته، ناصحاً إياهم بأن يقوموا هم أيضاً، على غرار ترامب، بـ’’لعب دور الهجوم“.
’’دعونا نقول لترامب إنّ لدينا نحن أيضاً مشكلات حدودية مع الولايات المتحدة. فكندا لديها تشريعات صارمة لمراقبة الأسلحة، لكنّ الأسلحة غير القانونية تتدفق (إلينا) من الولايات المتحدة‘‘، كتب كريتيان في رسالته.
’’نريد أيضاً حماية المنطقة القطبية الشمالية. لكن الولايات المتحدة ترفض الاعتراف بالممرّ الشمالي الغربي الذي يعبر المنطقة القطبية الكندية كمياه (إقليمية) كندية، وتصرّ على أنه ممرّ مائي دولي. نريد من الولايات المتحدة أن تعترف بالممرّ الشمالي الغربي كمياه (إقليمية) كندية‘‘، أضاف كريتيان.
وأشار كريتيان إلى أنّ كندا ليست الدولة الوحيدة التي يهددها ترامب. لذا يرى أنّ على كندا أن تنظم اجتماعاً مع الدانمارك وبَنَما والمكسيك والمفوضية الأوروبية لوضع خطة للردّ على الرئيس الأميركي المقبل.
’’كلّ مرة يفتح فيها السيد ترامب فمه، يخلق حلفاء جدد لنا جميعاً. فلننظم صفوفنا! لمحاربة القوة الغاشمة واللامعقولة، نحتاج إلى قوة العدد‘‘، قال كريتيان.
ترودو يستعد لحرب تجارية
أكد رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو أن بلاده مستعدة للرد بفرض رسوم جمركية مضادة على الولايات المتحدة إذا نفذ الرئيس المنتخب دونالد ترامب تهديده ببدء حرب تجارية في أميركا الشمالية.
وفي حديثه مع قناة “إم إس إن بي سي”، أوضح رئيس الوزراء الكندي المنتهية ولايته أن حكومته لا تسعى إلى حرب تجارية مع الإدارة الأميركية الجديدة، ولكنها ستضطر إلى الرد إذا فرضت الولايات المتحدة رسوما جمركية على منتجات كندية، وفقا لما ذكرته وكالة بلومبرغ للأنباء.
320 مليار دولار
ووفقا لبيانات صادرات وزارة التجارة الأميركية، فإن كندا تستورد سلعا مصنعة من الولايات المتحدة أكثر من أي دولة أخرى – حيث بلغت قيمتها حوالي 320 مليار دولار في أول 11 شهرا من العام الماضي.
فيما بلغ العجز التجاري الأميركي في السلع مع كندا 55 مليار دولار خلال تلك الفترة.
وقال ترودو: “كما فعلنا في المرة السابقة، نحن مستعدون للرد بالرسوم الجمركية حسب الضرورة”. وأضاف: “نحن الشريك الأول في الصادرات لحوالي 35 ولاية أميركية مختلفة، وأي شيء يزيد من تعقيد الحدود بيننا ينتهي به الأمر إلى تحميل مواطنين أميركيين أعباء وفقدان وظائف أميركية”.
رسوم جمركية
وعلى أساس نصيب الفرد، فإن واردات كندا من الولايات المتحدة أكثر بكثير من واردات الولايات المتحدة من كندا.
وعندما فرضت إدارة ترامب الأولى رسوما جمركية على الفولاذ والألمنيوم في عام 2018، فرضت الحكومة الكندية رسوما على قائمة من المنتجات المصنعة في الولايات المتحدة شملت الأجهزة المنزلية، وويسكي بوربون، والقوارب.
إضافة إلى التهديد بفرض الرسوم الجمركية، اقترح ترامب أن تصبح كندا الولاية الأميركية الحادية والخمسين، وأشار إلى رئيس الوزراء الكندي، جاستن ترودو، باعتباره “حاكما” لـ “ولاية كندا العظيمة”.
وردا على ترامب، أكد ترودو أنه من المستحيل أن تنضم كندا إلى الولايات المتحدة.
بعد المالية والخارجية والنقل.. وزير العمل يرفض خوض سباق زعامة الحزب الليبرالي الكندي
أعلن وزير العمل الفيدرالي ستيفن ماكينون على وسائل التواصل الاجتماعي صباح الأحد أنه لن يترشح في السباق لخلافة رئيس الوزراء جاستن ترودو كزعيم للحزب الليبرالي الكندي.
كتب ماكينون في بيان نشره على صفحتيه على X وInstagram: “يتطلب سباق الزعامة أصواتا متنوعة وذات خبرة، سواء بالفرنسية أو الإنجليزية، وأعتقد أنني أستطيع أن أكون مثل هذا الصوت، ولسوء الحظ، الوقت المتاح لا يسمح لي بشن نوع الحملة التي أرغب في خوضها”.
وفي بيانه يوم الأحد، قال الوزير إن مسؤولياته في مجلس الوزراء وتمثيل دوائره الانتخابية في دائرة Gatineau “ستستمر في الحصول على اهتمامه الكامل”، وأنه يتطلع إلى “السعي مرة أخرى للحصول على ثقتهم”، مع اقتراب الانتخابات الفيدرالية.
ويعتبر ماكينون أحدث عضو في سلسلة من أعضاء مجلس الوزراء الفيدرالي الذين رفضوا المشاركة في سباق الزعامة الليبرالية هذا العام، فمنذ أن أعلن ترودو تنحيه عن منصبه كزعيم يوم الاثنين، لجأ وزير المالية دومينيك لوبلانك ووزيرة الخارجية ميلاني جولي ووزيرة النقل أنيتا أناند إلى وسائل التواصل الاجتماعي للإعلان عن عدم ترشحهم.
وكتب ماكينون يوم الأحد: “أعجب بكل أولئك الذين فكروا أو يفكرون في خوض سباق الزعامة، ولدى الليبراليين في جميع أنحاء كندا توقعات كبيرة، ولقد كان من المشجع بالنسبة لي أن أسمع أصواتهم، وهم يستحقون نقاشا حقيقيا، ومجموعة من الخيارات، واتجاها واضحا لبلدنا، ومثلهم، سأستمع عن كثب وأتخذ خيارا مستنيرا”.
To read the article in English click this link
إقرأ أيضا : رشوة إنتخابية لكن لماذا؟ .. (صدر العدد الجديد)!