ولوح ترامب أكثر من مرة بـ”ضم كندا”، والثلاثاء ذكر أنه يفكر في استخدام القوة الاقتصادية للسيطرة على جارته الشمالية.
ويقول الرئيس الأميركي المنتخب إنه سيفرض رسوما جمركية بنسبة 25 بالمئة على جميع الواردات الكندية، ما لم تعزز أوتاوا أمن الحدود.
وقال ترودو لشبكة “سي إن إن” الإخبارية الأميركية عندما سئل عن تصريحات ترامب: “ما أعتقد أنه يحدث هنا هو أن الرئيس ترامب، وهو مفاوض ماهر للغاية، يشتت انتباه الناس إلى حد ما بهذا الحديث”.
وأضاف: “النفط والغاز والكهرباء والصلب والألمنيوم والأخشاب والخرسانة وكل ما يشتريه المستهلكون الأميركيون من كندا، سوف يصبح فجأة أكثر تكلفة بكثير إذا مضى قدما في فرض هذه الرسوم”.
وسبق أن صرح ترودو هذا الأسبوع بأنه لا يوجد أي احتمال على الإطلاق لأن تصبح كندا جزءا من الولايات المتحدة.
وجدد التأكيد لـ”سي إن إن”، على أن أوتاوا ستفرض تدابير مضادة إذا نفذ ترامب تهديده.
ومضى ترودو بالقول: “لكننا لا نريد أن نفعل ذلك لأنه سيؤدي إلى ارتفاع الأسعار بالنسبة للكنديين، ويلحق الضرر بشريكنا التجاري الأقرب”.
رئيس الوزراء السابق هاربر يرد على ترامب
رفض رئيس الوزراء السابق ستيفن هاربر سخرية الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، بخصوص أن تصبح كندا الولاية الأمريكية رقم 51.
واستخدم هاربر وسائل التواصل الاجتماعي يوم الأربعاء لإعادة نشر نص فيديو لحزب المحافظين الكندي تم إصداره قبل 13 عامًا.
ولم يذكر ترامب بالاسم أو يشير إلى تعليقاته الأخيرة التي تشير إلى أن الولايات المتحدة يمكن أن تستخدم “القوة الاقتصادية” لإقناع كندا بأن تصبح ولاية أمريكية، لكن النية كانت واضحة جدًا.
ونشر هاربر فيديو له قبل 13 عاما، قال في التعليق الصوتي على الإعلان، الذي يحتوي على مونتاج لصور كندا: “كندا هي، وكانت دائمًا، بلدنا، نريد أن تكون كندا شمالاً حقيقياً قوياً وحراً قدر الإمكان في كل شيء مهم، أفضل دولة في العالم، ولهذا السبب نحن هنا، ولهذا السبب نسعى جاهدين، ولهذا السبب نخدم”.
وأضاف: “يجب أن تعكس كندا الشخصية الحقيقية للشعب الكندي: شرفاء في تعاملاتنا، والمخلصين لالتزاماتنا، والمخلصين لأصدقائنا، وفي المقابل، المحاربين الشجعان والجيران الأوفياء، إن هدفنا هو أن تكون كندا عظيمة، ويجب أن تكون عظيمة لجميع الكنديين، ويجب أن تكون دولة أمل ومثالاً للعالم”.
ولم يكن هاربر المحافظ الكندي البارز الوحيد الذي علق على تعليقات ترامب الأخيرة.
ووصف حاكم أونتاريو دوج فورد هذا بأنه “سخيف” و”مضيعة للوقت”، واقترح أن يتعاون البلدان للرد على التهديد الاقتصادي الذي تشكله الصين.
وأصدرت حاكمة ألبرتا دانييل سميث بيانًا يوم الأربعاء بشأن اجتماع مجلس الاتحاد الافتراضي الذي عقدته مع رؤساء وزراء كنديين آخرين.
وقالت سميث: “بصفتنا حكام كندا، نحن متحدون وصامدون في معارضتنا للرسوم الجمركية، وندرك أنها ستؤثر على كل مقاطعة بشكل مختلف، لقد كان كل حاكم وسيستمر في الاجتماع مع نظرائنا الأمريكيين بما في ذلك المحافظون وأعضاء الكونجرس وأعضاء مجلس الشيوخ لتعزيز مصالح كندا”.
وأضافت: “الولايات المتحدة هي أكبر شريك تجاري لنا وأعظم حليف لنا، يعتمد سكان ألبرتا والأمريكيون على هذه العلاقة التجارية المفيدة للطرفين، ويجب الحفاظ عليها ودعمها”.
وأضافت: “لقد اتخذنا خطوة أولى في السعي لتحقيق هذا الهدف في وقت سابق من هذا الأسبوع، عندما عقدنا شراكة مع شركة إينبريدج لتوسيع سعة خط أنابيبها”.
إجراءات انتقامية من كندا
كشف مصدر حكومي لهيئة الإذاعة الكندية أنّ كبار المسؤولين في العاصمة الفدرالية أوتاوا يعملون على وثيقة تتضمّن تفاصيل حول كيفية قيام كندا بالرد على تهديد الرئيس الأميركي المنتخَب دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية على واردات بلاده من كندا. وتتضمن القائمة مئات السلع الأميركية الصنع التي تفكر كندا في فرض رسوم جمركية انتقامية عليها.
منتجات الصلب الأميركية، ومنتجات السيراميك بما فيها المراحيض والمغاسل، والأواني الزجاجية، والزهور، وأنواع مختلفة من المنتجات البلاستيكية، هي كلّها مدرَجة كأهداف محتملة للرسوم الكندية الانتقامية.
كما أنّ عصير برتقال فلوريدا الشهير مُدرج في القائمة أيضا.
وقال المصدر إنّ حكومة جاستن ترودو تتطلع إلى إدراج منتجات من شأنها أن ’’تؤلم‘‘ واشنطن. ووفقاً له يجب أن تتضمن القائمة سلعاً وخدمات مستهدَفة ورمزية من أجل تعظيم التأثير على الولايات المتحدة دون الإضرار بالاقتصاد الكندي. لكنّ المصدر الحكومي الكندي أكّد أنّ القرارات النهائية لم تُتَّخذ بعد.
يُذكر أنه عندما فرض ترامب رسوماً جمركية على الصلب والألومنيوم الكندي في عام 2018، فرضت كندا رسوماً انتقامية على سلع أميركية، من ضمنها الصلب والألومنيوم. وقال المصدر إنّ هذا ما ستكون عليه الحال مرة أُخرى إذا ما دعت الحاجة للردّ.
وقال المصدر إنّ العديد من منتجات الصلب التي يتم النظر في فرض رسوم جمركية عليها يتم إنتاجها في ولايتيْ ميشيغان وبنسلفانيا، وهما من الولايات المتأرجحة في الانتخابات الأميركية.
وكان ترامب قد هدّد في 25 تشرين الثاني/نوفمبر بفرض رسوم جمركية بنسبة 25% على كافة الواردات من كندا والمكسيك في اليوم الأول الذي يتسلّم فيه منصبَه، أي في 20 كانون الثاني (يناير) الجاري، ما لم تعمل هاتان الدولتان على إيقاف العبور غير القانوني للأفراد والمخدِّرات، لا سيما الفنتانيل، إلى الولايات المتحدة.
وسبق لشبكة ’’سي بي سي‘‘ الإخبارية أنّ ذكرت بأنّ مسؤولين محيطين برئيس الحكومة الكندية باتوا مقتنعين بشكل متزايد بأنّ ترامب سينفّذ تهديده. ويعتقد أعضاء في اللجنة الوزارية المعنية بالعلاقات الكندية الأميركية أنه لن يكون من الحكمة استفزاز ترامب إذا لم ينفذ تهديده.
جدير ذكره أن ترودو كان قد أعاد إحياء هذه اللجنة في تشرين الثاني/نوفمبر الفائت في أعقاب فوز ترامب في الانتخابات الرئاسية. ولم تكن اللجنة قد اجتمعت منذ نهاية الولاية الرئاسية الأولى لترامب في أوائل عام 2021.
AF,HC,SO
To read the article in English click this link
إقرأ أيضا : رشوة إنتخابية لكن لماذا؟ .. (صدر العدد الجديد)!