Canada - كنداTop Slider

ترودو يرضخ فهل يستقيل اليوم ؟.. وما تأثير ذلك على المشهد الانتخابي؟

Canada PM Justin Trudeau could resign as early as Monday

ضجت وسائل الإعلام المحلية و العالمية بما كشفت عنه صحيفة “ذا غلوب آند ميل” الكندية أن رئيس الوزراء جاستن ترودو قد يعلن استقالته من قيادة الحزب الليبرالي هذا الأسبوع، وسط ضغوط متزايدة من داخل حزبه.

ونقلت الصحيفة عن 3 مصادر مطلعة أن ترودو قد يقدم استقالته رسميا في وقت مبكر اليوم الاثنين أو خلال مؤتمر الحزب الليبرالي الوطني المقرر انعقاده الأربعاء المقبل.

ووفقا للتقرير، لم يتضح بعد إذا ما كان ترودو سيستمر رئيس وزراء مؤقتا لحين اختيار زعيم جديد للحزب، أم سيغادر منصبه فورا.

وتولى ترودو زعامة الحزب الليبرالي عام 2015، وقاد الحزب إلى 3 انتصارات انتخابية متتالية، لكنه يواجه الآن انخفاضا كبيرا في شعبيته، حيث تراجع عن زعيم حزب المحافظين بيير بويليفر بنحو 20 نقطة في استطلاعات الرأي الأخيرة.

وواجه ترودو انتقادات داخلية وخارجية خلال الأشهر الأخيرة، وتزايدت الدعوات لاستقالته بعد استقالة نائبته كريستيا فريلاند في ديسمبر/كانون الأول الماضي بسبب خلافات حول كيفية التعامل مع التهديدات التجارية من الولايات المتحدة.

وأشارت فريلاند إلى وجود خلافات حادة مع ترودو حول إستراتيجيات الرد على التهديدات التجارية التي أطلقها الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، الذي هدد بفرض رسوم جمركية بنسبة 25% على السلع الكندية.

وخلال نوفمبر/تشرين الثاني وديسمبر/كانون الأول الماضيين، أجرت حكومته مفاوضات مضنية لتجنب حرب تجارية مع الولايات المتحدة، غير أن الاجتماعات، ومن بينها اجتماع ترودو مع ترامب في منتجع مارالاغو، لم تسفر عن نتائج ملموسة، مما زاد من الإحباط العام.

وسعيا منه لاستعادة السيطرة على الوضع، أجرى ترودو تعديلا وزاريا كبيرا أواخر العام الماضي، إذ غيَّر ثلث فريقه. لكن ذلك لم يكن كافيا لتهدئة المعارضة الداخلية أو استعادة الدعم الشعبي.

ويرى مراقبون أن استقالته قد تكون الفرصة الوحيدة للحزب لإعادة تنظيم صفوفه واختيار زعيم جديد قادر على مواجهة التحديات المستقبلية، خاصة مع اقتراب الانتخابات الفدرالية المقررة في أكتوبر/تشرين الأول 2025.

وفي حال استقالته، فمن المتوقع أن يفتح ذلك الباب أمام سباق على رئاسة الحزب، إذ سيتولى الفائز منصب رئيس الوزراء الجديد لكندا. ومع ذلك، يبقى السؤال الكبير: هل يستطيع الحزب التغلب على الانقسامات الداخلية وإعادة بناء الثقة مع الناخبين؟

1- لماذا تراجعت شعبية ترودو؟

أظهرت استطلاعات الرأي الكندية الأسابيع الماضية تراجعا كبيرا في دعم الحزب الليبرالي بقيادة ترودو -الذي يتولى السلطة منذ 9 سنوات- مع تقدم حزب المحافظين بقيادة بيير بويليفر؛ ومع تراجع شعبية الحزب، انخفضت شعبية ترودو.

كما ساهمت فضيحة “وي تشاريتي” عام 2020 بإثارة الجدل حول شفافيته ونزاهته، إذ منح عقدا حكوميا للمؤسسة التي ترتبط بعلاقة مع عائلته.

وفقد كثير من الكنديين ثقتهم بترودو مع تزايد الوعود الانتخابية غير المحققة. إذ وعد رئيس الوزراء في بداية ولايته عام 2019 بتحسين الرعاية الصحية والتعليم، لكن ذلك لم يتحقق بالشكل المتوقع.

كذلك تعرضت حكومته لانتقادات متزايدة بشأن زيادة الإنفاق العام، مما أدى إلى تفاقم الديون، فضلا عن عدم توفير حلول لأزمتي الإسكان وارتفاع تكاليف المعيشة.

2- ما علاقة الاستقالة بجائحة كورونا؟

وأدت جائحة كورونا السنوات الماضية إلى تفاقم الأزمة الاقتصادية في كندا، التي وعد ترودو بتحسينها، ولم يشعر الكنديون بأن برامج الدعم التي أطلقتها الحكومة كافية لمعالجة الضرر الاقتصادي.

لذلك، اتهم الكنديون حكومة ترودو بسوء إدارة أزمة الجائحة. وعام 2022، انطلقت احتجاجات سائقي الشاحنات الذين تأثر عملهم بشدة بالقيود التي فرضتها الحكومة للحد من انتشار الفيروس، ورد مجلس العموم الكندي بإقرار قانون الطوارئ.

وأثار تفعيل قانون الطوارئ انقسام الكنديين، فبعضهم رأى ترودو بصورة “المستبد”، لا سيما أن القانون لم يفعل من قبل بحالة السلم سوى مرة واحدة عام 1970.

3- ما الانتقادات التي واجهها؟

كذلك، اتهم الكنديون رئيس الوزراء بـ”الأنانية وتغليب مصلحته الشخصية على مصلحة الوطن”، في أعقاب الانتخابات المبكرة عام 2021 التي دعا إليها لتعزيز الأغلبية البرلمانية وإضعاف المعارضة، وهو ما لم يتكلل بالنجاح المأمول، إذ حصل على حكومة أقلية برلمانية.

وعام 2019، انتقد الكنديون ترودو لتدخله بالقضاء، بعد تدخله لتخفيف العقوبات عن شركة البناء “إس إن سي -لافالين” بالضغط على وزيرة العدل السابقة، وذلك ما نفاه رئيس الوزراء لاحقا.

ولا ننسى أن شريحة كبيرة من الكنديين المسلمين و العرب أعلنت علنا عن عزفها عن دعم ترودو و حزبه بسبب مواقفه الداعمة للإحتلال الإسرائيلي. و مع بدية الحرب كانت الجاليات العربية و الإسلامية تطلب من ترودو الدعوة إلى وقف إطلاق النار ما لم يفعله إلا بعد وقت طويل.

4- ما دور الولايات المتحدة؟

رغم أن الولايات المتحدة لا تؤثر بشكل مباشر على كندا، فإن السياسات الاقتصادية الأميركية تترك ظلالها على أوتاوا، لا سيما مع ارتباط البلدين باتفاقيات التجارة.

ومع عودة ترامب إلى الرئاسة الأميركية، اتُهم ترودو بتبنّي “حيل سياسية مكلفة”، بدلا من مواجهة الرئيس الأميركي مباشرة، الذي يعتزم رفع الرسوم الجمركية على الواردات الكندية إلى 25%.

وخلال نوفمبر/تشرين الثاني وديسمبر/كانون الأول الماضيين، أجرت حكومته مفاوضات مضنية لتجنب حرب تجارية مع الولايات المتحدة، غير أن الاجتماعات، ومن بينها اجتماع ترودو مع ترامب في منتجع مارالاغو، لم تسفر عن نتائج ملموسة، مما زاد من الإحباط العام.

5- كيف تؤثر الانتخابات المقبلة؟

ومع اقتراب موعد الانتخابات الفدرالية المقررة في أكتوبر/تشرين الأول المقبل، يرى الحزب الليبرالي أن ترودو يشكل عبئا عليه ويقلل من فرصه بالفوز.

ويعتقد الليبراليون أن بقاء ترودو سيؤدي لتراجع الحزب أمام المحافظين. كما لن يتيح المجال لتحضير قائد جديد قبل المعركة الانتخابية أو تجديد صورة الحزب.

ماذا سيحدث بعد ذلك للحزب الليبرالي؟

تواجه الهيئة التنفيذية الوطنية للحزب الليبرالي قرارات حاسمة بشأن خلافة جاستن، وفيما يلي السيناريوهات الرئيسية:

  1. القيادة المؤقتة

يمكن تعيين زعيم مؤقت بناء على توصية الكتلة الوطنية.

ويقال إن وزير المالية دومينيك لوبلانك مرشح لهذا الدور، على الرغم من أن ترشيحه المحتمل للقيادة الدائمة يعقد الأمر.

كما دعا النائب الليبرالي في ألبرتا جورج تشاهال إلى زعيم مؤقت.

  1. مسابقة القيادة

يمكن للحزب أن يختار مسابقة قيادة مختصرة، تتطلب عادة أربعة أشهر على الأقل وفقا لدستور الحزب.

ومع ذلك، يزعم الخبراء أن سباق القيادة القوي يحتاج إلى وقت كافٍ لضمان الشرعية والمشاركة القوية.

وخلال هذه الفترة، قد يظل ترودو في منصب رئيس الوزراء.

  1. تأجيل البرلمان

إذا تم السعي إلى منافسة على الزعامة، فقد يطلب ترودو من الحاكم العام تأجيل البرلمان.

ويعني التأجيل إيقاف جلسة البرلمان دون حلها.

ومع ذلك، فإن هذه الخطوة ليست مضمونة وستواجه تدقيقا كبيرا، خاصة مع اقتراب موعد التصويت على الإمداد في 28 مارس.

من سيحل محل جاستن ترودو؟

لقد تكثفت التكهنات حول خليفة جاستن ترودو، ومن بين المرشحين المحتملين:

  • ميلاني جولي: برزت وزيرة الخارجية كمرشحة رائدة، ومعروفة بفطنتها الدبلوماسية ودعمها القوي داخل الحزب.
  • دومينيك لوبلانك: حليف قديم لترودو ووزير مالية حالي، وقد تضعه طموحات لوبلانك القيادية في موضع خليفة طبيعي.
  • كريستيا فريلاند: على الرغم من استقالتها الأخيرة، تظل فريلاند منافسة قوية، حيث تشير استطلاعات الرأي إلى أنها قد تعزز دعم الليبراليين إلى 21%.
  • فرانسوا فيليب شامبين: بصفته وزيرا للابتكار، يمكن أن تجذب قيادة شامبين الناخبين الوسطيين.
  • أنيتا أناند: وزيرة النقل هي مرشحة محتملة أخرى، معروفة بقيادتها الفعالة خلال طرح لقاح كوفيد-19.
  • مارك كارني: غالبا ما يُستشهد بالبنك المركزي السابق والثقل الاقتصادي كمنافس خارجي قوي.
  • كريستي كلارك: طُرح اسم رئيسة وزراء بريتش كولومبيا السابقة أيضا، على الرغم من أن ترشيحها سيكون غير تقليدي.

إذا استقال ترودو، فهل ستكون هناك انتخابات؟

لا تؤدي استقالة ترودو تلقائيا إلى إجراء انتخابات فيدرالية، وفيما يلي النتائج المحتملة.

إذا تم اختيار زعيم مؤقت من الكتلة الليبرالية الحالية، فسيصبح رئيسا للوزراء على الفور.

لا يستلزم هذا السيناريو إجراء انتخابات ما لم يقر البرلمان تصويتا بحجب الثقة.

وإذا اختار الليبراليون زعيما ليس نائبا في البرلمان، فسوف يكون من الضروري إجراء انتخابات تكميلية لتأمين مقعدهم في البرلمان.

ومع ذلك، نظرا لتراجع شعبية الليبراليين، فإن العثور على “مقعد آمن” لمثل هذه المناورة قد يكون أمرا صعبا ومن غير المرجح للغاية.

ولإجراء انتخابات، ستحتاج أحزاب المعارضة إلى الاتحاد لتمرير تصويت بحجب الثقة في البرلمان.

ونظرا لأرقام استطلاعات الرأي القوية التي حصل عليها المحافظون، فقد يكونون حريصين على فرض انتخابات مبكرة.

AF,AJ,CN24

To read the article in English click this link

إقرأ أيضا : رشوة إنتخابية لكن لماذا؟ .. (صدر العدد الجديد)!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى